يتجدد حضور الأديب البحريني أحمد المؤذن مع صدور عمل جديد له، حيث يتنوع إنتاجه الإبداعي بين القصة والرواية والشعر، وهي عوالم مزدحمة ومتصارعة يعيش وسطها، ويختار في كل مناسبة العمل بصمت ثم يفجر مفاجآته، وهذه المرة من دار ديوان العرب للطباعة والنشر والتوزيع، فقد أصدر الطبعة الثانية من ديوانه الشعري "أنتِ الحزن الأول"، بغلاف من إبداع الفنانة فاليا أبوالفضل، يشتمل على 159 صفحة من القطع المتوسط.ولعل القارئ غير المحتك بتجربة أحمد المؤذن كسارد، لا يعلم مدى حساسية عوالمه السردية، ومدى ما يكتنفها من إيقاع شعري تتعرف إليه من الوهلة الأولى، إذ ليس من المستغرب أن يتوجه إلى عالم الشعر ويتألق فيه؛ بالنظر إلى الديوان، حيث يتضح كيف يصوغ هذا الكاتب عالمه الشعري ببراعة وتفرد.
ثيمة الحزن تتداخل مع الحلم ثم تحلق في فضاء العطش أو حتى الرغبة المكبوته التي تسيطر على الحواس، تندمج في الإيقاع اليومي المعيش للحياة، هناك الكثير مما تريد أن تخبرنا إياه القصائد التي وردت في الديوان، قدم لها الناقد المصري الدكتور حمزة قناوي في ورقته النقدية دراسة بعنوان "أنتِ الحزن الأول لأحمد المؤذن... تفعيل الوظيفة الشعرية بين توليد المعاني واحتمالات التلقي"، أسهمت في تقريبنا من الأجواء العامة لهذه التجربة، تجربة كاتب عربيّ متواصل في مشواره الإبداعي.ومن عناوين القصائد الواردة في الديوان: (طريق اثنين، أنثى تنثر ورد خاصرتها، حينما تعلن حبك، رداء وقتها يكذب، سيد النهارات التي، علّ جنوني يستريح، قرب لهجة الموج، بلا رفيق، قررت جلد هذا القلب، جنازةٌ من بياض) وهي قصائد تركز في خطابها على معالجة حالة العشق والتوله في المحبوبة.ومن أجواء الديوان تبرز قصيدة رائعة بعنوان "ألا تلملمين انهماري؟"، يقول فيها:لا بُد لي/ هذا الوقتُ والكلمات/ تقطر حبرها/ من أصابعي/ من رقص دمي/ من... من شغف أهازيجكِ/ يا... اقتطاف/ البياض من جنائن الرّوح/لا يطاوعني في الخيانة/ هذا ال... الوله/ الغرق/ المضمخ بحب الحياة.كما اشتمل الديوان على ثلاث صفحات ونصف عبارة عن سيرة ذاتية غنية بمحطات الشاعر وحضوره ثقافيا في المشهد الثقافي البحريني والعربي، حيث إن المؤذن هو مؤلف رواية "وقت للخراب القادم"، التي حققت أصداء واسعة عربيا، وصدرت منها ثلاث طبعات، ورواية أخرى بعنوان "اعترافات البيدق الأخير"، (2021)، ومجموعة قصصية بعنوان "الركض في شهوة النّار" (2022).وفي مسيرة الكاتب مجموعة قصصية معروفة أطلقت موهبته في السرد هي "أنثى لا تحب المطر" (2003)، وفي عام 2010 اختارت وزارة التربية والتعليم البحرينية من هذه المجموعة قصة بعنوان "الدكان" لتكون ضمن مواد كتاب اللغة العربية للمرحلة الثانوية الذي يُدرس على مستوى مدارس مملكة البحرين، كما أن له إصدارات أخرى في القصة القصيرة منها "رجل للبيع"، و"من غابات الأسمنت"، و"وجوه متورطة"، و"شيءٌ ما مثقوب".
توابل - مسك و عنبر
أحمد المؤذن يتألق شعراً في «أنتِ الحزن الأول»
13-05-2022