تجرى عملية فحص المنشطات لدى الرياضيين وفق معايير دولية هدفها الحفاظ على سلامتهم وضمان تكافؤ الفرص بين المتنافسين.وعادة ما يتم الفحص أثناء المنافسات والبطولات الرياضية أو خارج إطارها، من خلال اختيارات عشوائية للمشاركين، لإخضاعهم للفحوصات عبر أخذ عينات دم أو بول أو كليهما.
ويحتاج الرياضيون دائماً إلى توعية دورية وإحصائيات محدثة مستمرة للمواد المحظور تناولها، حتى تكون لديهم دراية كاملة بتلك المحظورات، ويتمكنوا من تجنبها، لعدم تعريض أنفسهم للإيقاف وعواقبه الرياضية، ولتجنب الانعكاسات الصحية السلبية للمواد المنشطة مع مرور السنوات.«الجريدة» سلطت الضوء على عمل لجنة فحص المنشطات محلياً، عبر تساؤل طرحته على عدد من الرياضيين: هل يملك اللاعب المحلي الوعي الكامل لتجنب تناول المنشطات؟ وكيف له أن يتلافى هذا الشرك كي لا يقع في المحظور؟ وفيما يلي التفاصيل:بداية، شدد مدافع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الجهراء عادل سعيد، وهو أحد ضحايا هذه الآفة، على ان اللاعبين لا يملكون الوعي او الثقافة الكافية للتعامل مع المنشطات ومعلوماتهم ضعيفة وشبه معدومة في هذا الملف، مما يعرض اللاعبين لشبح الايقاف في ظل تناول الجميع للكافيين او مشروبات الطاقة او مواد اخرى بدون قصد تجعل نتائج الفحص ايجابية، مستدركا: "ليس اللاعبون فقط ولكن حتى مسؤولوهم الاداريون في الاندية لا يملكون معلومات في هذا الملف". وأكد سعيد انه خلال تجربته في هذا الخصوص وتعرضه للايقاف قبل 8 سنوات في بداية مشواره الكروي لم يكن يعلم ما تناوله، اذ دخل إلى غرفة اللاعبين للاستعداد لإحدى المباريات وهو لاعب صاعد وتناول مشروبا تم توزيعه لجميع اللاعبين من قبل دكتور الفريق وعند خضوعه لفحص المنشطات جاءت النتيجة ايجابية، موضحا ان الايقاف اثر على انطلاقته كثيرا، حيث كان في بداية بزوغ نجوميته وأحد لاعبي المنتخب الاولمبي، ولكن التوقف عن ممارسة اللعبه يعود بالسلب كثيرا على مستوى اللاعب.وطالب سعيد مسؤولي لجنة فحص المنشطات بأن تكون انطلاقة عملهم من خلال دورات تثقيفية وورش عمل للاعبين ولمديري الفرق في جميع الألعاب واطلاعهم على ملف المنشطات والمواد المحظورة، ومن ثم بدء العمل بقرار فحص اللاعبين، حرصا على سلامتهم ومستقبلهم الرياضي.ونصح سعيد اللاعبين بالتعامل مع الموضوع بشكل جدي والحرص على استشارة اهل الاختصاص باستمرار وكذلك الطاقم، والالتزام دائما بالإعداد الرياضي والبرنامج الغذائي الصحي والنوم بشكل سليم، لتطوير المستوى دون التفكير في اخذ مقويات والابتعاد عنها نهائيا.
هاني الصقر
بدوره، شدد مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي خيطان الوطني هاني الصقر على ان اللاعب المحلي لا يملك الوعي الكافي فيما يخص ملف المنشطات، وليست لديه دراية كاملة بالمواد المحظورة سواء كانت مشروبات او حبوباً او حتى ابراً منشطة، مبيناً أن المسؤولية لا تقع على عاتقه في ذلك، بل هي من صميم عمل مسؤولي الرياضة.وأضاف الصقر: "في رياضتنا الوعي سلبي، واللاعبون قد يوقَفون بسبب ذلك او يتعرضون لبعض المشاكل الصحية مستقبلا بسبب تناول المنشطات بقصد او بدونه، وهم بحاجة الى نصائح مستمرة ودورية للابتعاد عن هذه الآفة، وذلك يتطلب منظومة عمل متكاملة ابتداء من المسؤولين عن الرياضات وصولا الى مسؤولي اللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات والذين هم مطالبون بضرورة التواصل مع مديري الالعاب والطواقم الطبية واطلاعهم على كل ما هو محظور من خلال ورش عمل واجتماعات دورية للعمل في نهاية الأمر على تثقيف اللاعبين وتحذيرهم مما هو ممنوع، لضمان عدم وقوعه بالخطأ، ومن ثم تعرضهم للإيقاف الرياضي او حتى معاناتهم من بعض المشاكل الصحية في المستقبل".وأكد ان لجنة المكافحة لم تتواصل معهم او تطلعهم على متطلباتها او تشرحها لهم، وأنهم في نادي خيطان يعملون كجهاز فني وطاقم طبي وفق اجتهادات شخصية ومعلومات عامة لمحاولة ابعاد لاعبيهم عن كل ما هو محظور ومضر من هذه المنشطات.وطالب الصقر اللاعبين بعدم تناول المنشطات او حتى التفكير فيها لما لها من اثار سلبية على الجانب الصحي، وكذلك التعرض للايقاف الرياضي، مشددا على أن تطوير المستويات يأتي من خلال ممارسة التمارين والتغذية الصحية والمحافظة على ساعات نوم كافية.علي الدسم
من جانبه، اكد امين السر العام بنادي النصر علي الدسم ان عملية فحص المنشطات في رياضتنا المحلية هي عملية ناقصة في ظل قلة الوعي الذي يعانيه الرياضيون في هذا الملف، معقبا: "لا نملك الوعي الكامل او الدراية الكافية في ملاعبنا حول النظام الغذائي السليم ولا المواد المنشطة والمحظورة، ونعاني في الاندية قلة المعلومات بهذا الصدد".وأضاف الدسم أنه "حسب التعميمات يوقف اللاعب في حال كانت نتيجة فحصه ايجابية، وفي ظل قلة الوعي فإن اللاعبين معرضون للوقوع في المحظور والإيقاف وانتهاء مستقبلهم الرياضي"، مطالبا اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية بعمل زيارات دورية للأندية وإصدار تعاميم توعوية وتنظيم ندوات تحاضر بها شخصيات مختصة في التغذية السليمة وملف المنشطات لتوضيح كل ما يجهله إداريو الأندية، والعمل على تثقيف اللاعبين وتوعيتهم.أنور علي
من ناحيته، أفاد استشاري جراحة العظام والطب الرياضي بالنادي العربي د. انور علي بأن اللاعب لا يملك الوعي الكافي فيما يخص ملف المنشطات وما المواد المحظور تناولها، وهو عادة ما يلجأ للطاقم الطبي للسؤال في ذلك "ونحن نعمل ونحاول بشكل عام تجنيبهم تناول كل ما يحتوي على اي منشط ولو بنسب بسيطة".وقال علي: "وصلنا كتاب من لجنة مكافحة المنشطات بكل القواعد واللوائح المتعلقة بالمنشطات في 14 فبراير الماضي، وللأسف كان ذلك متأخرا، وكان الأجدر إرساله مطلع الموسم ليكون لدينا الوعي المناسب حول ذلك، سواء اللاعبون او الطواقم الادارية أو الفنية الطبية، ونتمنى ان يتم تلافي هذا الخطأ في المواسم المقبلة".وأشار إلى أن الكتاب المرسل تضمن 67 بنداً وهناك العديد من الأمور غير الواضحة تحتاج الى بعض التفسيرات، "ولا بد لنا من التواصل مع احد مسؤولي اللجنة للاجابة عن استفساراتنا وتوضيح بعض النقاط المجهولة". وأردف: "نحن بحاجة الى توعية كافية في هذا الملف للاندية واللاعبين قبل بداية كل موسم، ونحتاج الى موقع الكتروني خاص بلجنة فحص المنشطات الكويتية يكون بمثابة المرجع لنا في حالة الاستفسار او السؤال عن المواد المحظورة، وهل هناك مواد مستجدة، ونحتاج وجود خط ساخن للتواصل معنا".