«كورونا» وأثره السلبي

نشر في 13-05-2022
آخر تحديث 13-05-2022 | 00:05
 ‏‎جراح القزاع نعلم أن ظهور وباء كورونا سبب للعالم بأسره ذعرا حقيقيا واجتاح أغلب بيوتنا، إلا أننا تجاوزناه بفضل الله سبحانه وتعالى، لم نفكر كأفراد أو مؤسسات حكومية ماذا بعد كورونا؟ أو ما آثاره على مجتمعاتنا؟ وهل تسبب بأمراض فكرية؟ أو نفسية؟ أو جسمانية فقط؟

الكل لاحظ مرحلة ما بعد كورونا وشاهد ردود الأفعال والآراء لدى الجميع، فقد تحولت وأصبحت نشيطة ومختلفة عن السابق، ففي الماضي كانت ردود الأفعال في أي قضية مجتمعية تثير انقساما ما بين مؤيد ومعارض بفئات قليلة، والجمهور الأكثر يصبح محكماً أو بمعنى متفرجاً أو بالأصح يفرض رأيه لكلا الطرفين، أما الآن فالجميع بين مؤيد أو معارض ولا توجد فئة محكمة أو محايدة، نعم هناك فئة متفرجة لكن أصبحت قليلة جداً في هذا الوقت تحديداً بعد كورونا.

ونتساءل دائماً: هل هذه الأزمة سبب في ذلك؟ وهل للفراغ الذي سببه الحظر أثر سلبي على مجتمعاتنا؟

تساؤلات كثيرة والكل يعلم أن هذا الوباء والحظر تحديداً والجلوس في المنازل، وتغير الحياة والتفكير الدائم أثر كثيرا لانعدام الحرية رغم أنه حماية لنا وأصبحنا مندفعين بعد كوفيد19.

أيها القارئ الكريم: نعلم وتعلم أن الاختلاف جميل، وتبادل الآراء لتكوين فكرة لنخرج جميعنا بتوصيات نعتمدها من حيث الاتفاق، ولكن ردود الأفعال قد يكون الدافع لها المشاعر لا العقل، والعاطفة تحكمنا أحياناً، ونحن شعوب عاطفية، أصبح الكثير من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي منساقين وراء رأي من حساب وهمي لمشهد تلفزيوني لا قاعدة علمية أساسية، لذلك أغلب ما يقوله الجمهور وتعاطيه للكثير من القضايا هي آراء عاطفية، وان كان دافعها سلبيا أو إيجابيا.

لم نعد نتحمل بعضنا حتى في منصة كادت تدخل الشعب بأكمله إلى السجن بسبب عدم احترام الرأي الآخر، نعم لكورونا أثر سلبي جداً على مجتمعاتنا التي تحتاج الاهتمام والمراعاة والنظر إلى كل ظاهرة سلبية، ومؤسسات لا تخدم المجتمع لا قيمة لها إطلاقاً، ولا يمكن أن تكون هذه المؤسسات ذات إنتاجية عالية.

وإن حديث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، في خطابه السامي مؤخراً عما يثار في برامج التواصل الاجتماعي دليل قاطع وكبير على خطورة هذا الأمر.

لذلك أدعو المؤسسات الحكومية والإدارات المختصة والأكاديميين للنظر لهذه الظواهر وعمل الندوات والجلسات، فالإشارة إلى الموضوع وعرضه على الجمهور بحد ذاته توعية وإرشاد.

‏‎جراح القزاع

back to top