أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو عن قناعة موسكو بأن انضمام أوكرانيا «حيث تسود التشكيلات النازية واليديولوجيا النازية» إلى الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تفكك التكتل ونهايته.

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب بشن «حرب هجينة شاملة» على بلده. وصرح لافروف، في كلمة خلال اجتماع لمجلس السياسة الخارجية والدفاعية، بقوله: «شن الغرب الجماعي علينا حربا هجينة شاملة يصعب التنبؤ بمدتها، لكن يبدو أن الجميع دون استثناء سيشعرون بعواقبها».

Ad

وفي ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام في فانغلز المطلة على بحر البلطيق شمالي ألمانيا، شددت مجموعة السبع الكبار «G7»، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وايطاليا وألمانيا واليابان، على أنها «لن تعترف إطلاقاً» بالحدود التي تسعى روسيا لمدها وفرضها بالقوة خلال هجومها العسكري على أوكرانيا. وجاء في بيان لوزراء خارجية «G7» عقب الاجتماعات التي حضرها وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا أمس: «نؤكد على التزامنا دعم سيادة كييف ووحدة أراضيها بما فيها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014».

وتوعد الوزراء بتوسيع العقوبات المفروضة على موسكو لتشمل قطاعات تعتمد عليها روسيا ومواصلة تزويد أوكرانيا بأسلحة لمساعدتها في صد الغزو الروسي، لافتين إلى الانعكاسات المتزايدة للحرب على الدول الفقيرة وخصوصا في مجال الأمن الغذائي.

وانتقدوا بيلاروس لموقفها إزاء الحرب. كما دعا التكتل الذي يضم أكبر سبع اقتصادات حول العالم، من دون الصين، الأخيرة إلى «عدم مساندة موسكو في الهجوم» الذي تشنه على أوكرانيا أو تبريره. وبالتزامن مع إعلان «G7» الذي يشي بالاستعداد للمزيد من التصعيد الاقتصادي والعسكري غير مباشر مع موسكو، أبلغ الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، خلال محادثة هاتفية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن بلاده ستتخذ قراراً في الأيام المقبلة بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» والذي أثار استياء الكرملين. وقال رئيس الدولة الاسكندنافية في بيان صادر عن الرئاسة: «كانت المحادثة صريحة ومباشرة ولم تشهد توتراً. اعتُبر تجنب التوتر أمراً مهماً. الاتصال تم بمبادرة من فنلندا».

في المقابل، أوضح الكرملين أن الرئيس الروسي شدد خلال الاتصال على أن «إنهاء السياسة التقليدية للحياد العسكري سيكون خطأ، حيث لا يوجد تهديد لأمن فنلندا».

وتزامن ذلك مع وقف روسيا إمدادات الكهرباء إلى فنلندا، ليل الجمعة ـ السبت، بسبب تأخر في المدفوعات في خطوة غير مؤثرة على هيلسكني.

وأمس الأول، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره الفنلندي ورئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون دعمه لسياسة الباب المفتوح لـ «الناتو» ولحق البلدين في تقرير مستقبلهما وسياستهما الخارجية «والترتيبات الأمنية»، في حين قالت تركيا انها لم تغلق الباب امام انضمام البلدين، وذلك بعد اعتبار رئيسها رجب طيب إردوغان ان انضمامهما سيكون خطأ.في موازاة ذلك، حذرت الخارجية الروسية من عواقب انضمام فنلندا والسويد إلى «الناتو» التي ستؤدي لعسكرة الشمال، لافتة في الوقت ذاته إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن نشر روسيا أسلحة نووية بمنطقة البلطيق.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو: «انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو لا يلبي مصالح السويد وفنلندا، ولا مصالح الحفاظ على الأمن والاستقرار الأوروبي، ولا مصالح الاستقرار الإقليمي. الآن ستتغير الصورة بشكل جذري».

وشدد الدبلوماسي على أن «روسيا ليست لديها نوايا عدوانية تجاه السويد وفنلندا». وتساءل غروشكو حول سبب تحول السويد وفنلندا، من وضع محايد غير نووي، بعد أن كانتا من أكثر الدول التي دافعت بنشاط أكبر عن حظر الأسلحة النووية وتدميرها في العالم، مرجعا السبب إلى «السعي الغربي الدائم لشيطنة روسيا».