أصدر المصور الفوتوغرافي صالح تقي كتابا بعنوان "عدسة على مدن المتوسط: بين الصواري"، الذي جاء بنحو 119 صفحة، حيث ينقل القارئ في رحلة بحرية شيقة بين الموانئ والأماكن التاريخية والمهمة، ومدن البحر الأبيض المتوسط.

وقال تقي: "عدسة على مدن المتوسط... ليس فقط مدنا بين ضفتي بحر الحضارات بل حضارتان وثقافتان وتاريخ وقصص وتجارة وسياسة وحب وحروب وأديان وسفن كلها ما بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. إنه أكثر من بحر يفصل بين القارات، فقد شهدت مدنه صعود الحضارة الإنسانية وتطورها، وعلى ضفافه اخترعت الكتابة، والزراعة، والخياطة، وتأسست الإمبراطوريات، وبين موانئه ومرافئه مرت الحضارات، وفي موانئه بوتقة من الثقافات والأديان واللغات، بل حتى قبل ألفي عام وقبل العولمة الاقتصادية كانت العملات الرئيسية لمدن الميناء تقوم بوظيفة الدولار واليورو".

Ad

وأضاف أن "من المدن التي قمت بتوثيقها جزيرة صقلية ذات التاريخ الإسلامي العريق والعربي، ونجد ذلك في المعمار والثقافة وفي أطباع الناس، وأيضا في اللغة هناك بعض المفردات العربية وبالتحديد في اللهجة الصقلية"، متابعا: "جزيرة صقلية، أو كما تسمى سيسيلي، جذبته بتراثها وتاريخها الغني المتنوع المتعدد الأوجه، الإغريق، والرومان، والبيزنطيون والعرب، والنورمان، والاسبان، كلهم مروا بالجزيرة ورحلوا وتركوا آثارهم وعلاماتهم".

وعن الإسكندرية، كتب: "حملتنا نسمات البحر الأبيض المتوسط إلى عروسه، وتحديد الإسكندرية ملتقى الحضارات وملتقى الإنسان باختلاف أعراقه وأديانه، فالإسكندرية المدينة المتوسطية تعتبر من أهم المراكز الثقافية من قارة إفريقيا، تجد في كل زاوية من زواياها حكاية من بلاد وزمان مختلف".

وحول مدينة مرسيليا، ذكر تقي: "لدي شغف بالبحر الأبيض المتوسط، متوسط الحضارات والقارات والتاريخ، وأحب التنقل بضفافه وشطآنه وموانئه، ووجهتي اليوم لمدينة تعتبر من أهم مدنه ولا تختلف بنسيج دول حوض المتوسط، فالزيتون، والصابون بزيت الغار، والسفن الخشبية الصغيرة وصياح النوارس، وقبعات الصيادين كلها تنتظر عدسة كامرتي لأوثق مدينة متوسطية زرقاء بعبق اللافندر البنفسجي".

وتضمن الكتاب أيضا فصلا بعنوان "لحظات فوتوغرافية"، تضم بعض أنواع التصوير وخصائص كل نوع، ونصائح فوتوغرافية، ونصائح فنية.

فضة المعيلي