استقبلت السفارة الفلسطينية في الكويت المعزين في وفاة الصحافية شيرين أبوعاقلة، وتوافد لأداء واجب العزاء عدد كبير من المسؤولين الكويتيين والسفراء المعتمدين لدى البلاد.وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: «بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن اخواني أعضاء مجلس الأمة والشعب الكويتيين أتقدّم بالتعازي إلى اشقائنا في فلسطين في وفاة الصحافية ابو عاقلة التي كانت شاهدة وفاضحة لكل انتهاكات العدو الصهيوني وأيضا فاضحته وهي متوفاة، وهذا دليل على غطرسة النظام الصهيوني المحتل ودليل على عدم احترامه لأي قوانين أو مواثيق أو عقود دولية أو أخلاق».
وأضاف الغانم أن «هذا الأمر ليس مستغربا وسيستمر ما لم تكن هناك وقفة جادة لمواجهة هذه الأفعال والأعمال اللاأخلاقية واللاإنسانية»، متابعاً: «نعزي مرة أخرى الشعب الفلسطيني ونؤكد دعمنا له ولصموده في هذا النضال ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم للأراضي العربية الفلسطينية».
التحرير الثاني
بدوره، قال السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب إن «الشهيدة شيرين لم تكن مجرد صحافية بل كانت ايقونة فلسطينية»، مشيراً إلى أن «يوم جنازتها تحرّرت القدس للمرة الثانية بعد المرة الأولى اثناء تشييع جنازة فيصل الحسيني»، متمنيا «أن يكون التحرير الثالث والأخير لمدينة القدس قريبا جدا لكن بلا شهداء». وتقدم طهبوب بالشكر للكويت لما قامت به من دعم للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية ووسائل الاعلام، لافتا الى أن الكويت دائما تكون من أوائل الدول التي تدين وتشجب وترفض أي عمل ضد القضية الفلسطينية.من جانبه، قال سفير العراق لدى البلاد المنهل الصافي ان «فلسطين فقدت شجرة زيتون أخرى، فهذه المرة، طال الرصاص الغادر الصحافية التي أفنت حياتها وعلى مدار ربع قرن في إيصال الحقيقة وإيصال ما يدور داخل الأراضي المحتلة والمآسي والآلام التي يعانيها الشعب الفلسطيني بشكل يومي». ووصف السفير التونسي الهاشمي عجيلي الراحلة بـ»بطلة الكلمة الصادقة والنضال الفلسطيني، وستعيش في قلوبنا مادامت الأمة العربية باقية». أما سفير الأردن صقر أبو شتال، فاعتبر أن «تقديم الشهداء ليس بغريب على الشعب الفلسطيني في ظل احتلال غاشم لا يفرق بين مقاومة وصحافي، وبين طفل وكبير السن»، معتبراً أن «ما حصل مع شيرين هو تأكيد على السياسة التي تنتهجها دولة الاحتلال».وأشار أبوشتال الى ان «هذه الحادثة كانت بصمة واضحة لجميع دول العالم التي تكيل بمكيالين فيما يسمى بالمحافظة على حقوق الانسان وتطبيق اتفاقية جنيف لحماية المدنيين تحت ظل الاحتلال»، مطالبا المجتمع الدولي «بإعادة النظر تجاه ما يحدث من تعنت اسرائيلي».تراجيديا حقيقية
بدورها، قالت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشر إن «الصحافية أبو عاقلة كانت تمثل الحقيقة ودخلت جميع البيوت وليس العربية فقط، وبالتالي تعازينا الحارة لأسرتها والسفارة الفلسطينية في الكويت». وذكرت لو فليشر أن «هذه الحادثة آلمتنا كثيرا، وشيرين عُرِفت بأنها صحافية والكل احترمها لمهنيتها، ومقتلها كان تراجيديا حقيقية وما حدث كان صدمة كبيرة للجميع»، مضيفة: «أتمنى أن تسلط التحقيقات التي ستجرى على ما حدث في مقتل شيرين والمتسبب في قتلها».من جانبها، اعتبرت السفيرة الكندية عليا مواني أن «أبو عاقلة كانت نوراً ونموذجاً يحتذى به بالنسبة للكثيرين، وأفكارنا وصلواتنا مع عائلتها والشعب الفلسطيني»، داعية إلى إجراء تحقيق شامل في هذا الحادث المأساوي.من جهته، قال السفير الألماني لدى البلاد استيفان موبس إن «ما حدث خلال جنازة أبو عاقلة كان لحظة قبيحة جداً، فضلاً عن كونها لحظة حزينة في مختلف انحاء العالم». من جانبه، رأى عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان زبيد الله زبيدوف ان «ما حدث جريمة تخالف القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان واتفاقية جنيف التي تنص على حماية الصحافيين»، بينما أشار سفير أوكرانيا لدى البلاد د. أوليكساندر بالانوتسا إلى أن بلاده تواجه الموقف نفسه في فقدان أرواح المدنيين من جراء العدوان الروسي، داعيا المجتمع الدولي إلى اجراء تحقيق شفاف وعاجل.وقالت السفيرة التركية لدى البلاد عائشة كويتاك إن «أبو عاقلة كانت صوتاً لفلسطين وللفلسطينيين»، مشيرة إلى أن بلدها «تعتبر الصحافيين صوت الحقيقة وترفض استهدافهم والاعتداء عليهم حيث يعد ذلك مخالفة المواثيق والاعراف الدولية»، وعلى المجتمع الدولي «اجراء تحقيق رسمي موسع ومحاسبة المتسببين في هذه الحادثة الأليمة». كما قدم كل من المنسق المقيم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الكويت د. طارق الشيخ وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت نسرين ربيعان أحر التعازي، مشددَين على «ضرورة احترام القوانين الدولية وحقوق الإنسان والتي تضمن حق العمل والتغطية الصحافية في مناطق الصراع».ووصف سفير الكرسي الرسولي (الفاتيكان) لدى الكويت يوجين مارتن نوجينت ما حدث خلال تشييع جنازة أبو عاقلة «بمثابة صدمة وفضيحة»، معتبرا ان «مقتلها حادثة مأساوية... ونأمل أن يستفيق المجتمع الدولي ليضطلع بمسؤولياته».بدوره، أوضح راعي الكنيسة المصرية الأرثوذكسية بالكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي أن «الاحتلال لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وما حدث هو خارج عن الضمير الإنساني وليس له علاقة بالديانة».