السياسة بالكويت هي تداول أخبار منحازة لصراع حقيقي أو وهمي لشيخ ضد شيخ وشيخ ضد مسؤول كبير، والأخير ضد هذا الشيخ، ومع ذاك الشيخ الآخر، ومهمة واتساب وتويتر هي النقل الصادق والكاذب (لا فرق بين الاثنين بسياسة الإمبراطورية العشائرية) لهذه الصراعات المسرحية.ماذا يهم الدولة ومستقبلها من مسرح هذه التفاهات؟ وهل يصح أن نكترث لمن سيكون منصب رئيس مجلس الوزراء القادم، سواء كان الشيخ صباح الخالد أو غيره من أبناء الأسرة؟! وماذا يعني أن الشيوخ الآخرين المرشحين لهذا المنصب السامي مختلفون أو متراضون مع صاحب المنصب العالي، وأن هناك حرباً خفية مندلعة بأسلحة التواصل الاجتماعي بين مختلف الأطراف؟ في النهاية الإجابة واضحة معروفة، الشيوخ أبخص، وأصحاب المال والسلطة (اوليغارك صناعة كويتية وليست روسية) بعدهم في علوم البخاصة الدقيقة.
في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم اليوم، وأمام أزمات سياسية - اقتصادية خطيرة قد تولد انفجارات مدمرة محتملة ليست بين الدول فقط، وإنما داخل كل دولة تعاني من التضخم والكساد نقف بدورنا متفرجين على ما يحدث بهذا العالم، وكأنه لا شأن لنا بكل ما يجري، وكأننا بلد تموضع خارج الزمان والمكان، وكأنه لا توجد ملفات ضخمة شائكة هي ليست من أوليات الإدارة السياسية كدمار التعليم وأوضاع البدون الكويتيين وفشل تنويع مصادر الدخل والتركيبة السكانية المختلة وأزمة الإسكان وضعف مؤسسات الدولة وترهلها وغياب استقلالها... ما العمل مع هذا المسرح السياسي الكويتي وضحالة نصوص كتابه؟
أخر كلام
المسرح السياسي البائس
17-05-2022