أكد عميد كلية الآداب في جامعة الكويت د. عبدالله الهاجري، أن الكلية حريصة على تشجيع التنوع الثقافي والفكري، وتعميق عملية التواصل، والتعاون بين المؤسسات والمراكز البحثية على المستويين الداخلي والخارجي.جاء ذلك خلال مؤتمر قسم الفلسفة في الكلية تحت عنوان "مواقع التواصل الاجتماعي: الأطر النظرية وإشكاليات التطبيق" في المسرح الجنوبي للكلية بـ "الشدادية"، صباح أمس، بحضور ممثلين عن سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في الكويت.
وقال الهاجري: "إن قسم الفلسفة يعقد مؤتمره الذي يجمع كوكبة من الفلاسفة والمفكرين من الزملاء داخل الكويت وخارجها، لمناقشة قضية على درجة فائقة من الأهمية والخطورة، وهي قضية الحرية غير المحدودة التي أفرزتها مواقع التواصل الاجتماعي، وغياب إشكاليات التطبيق الصحيح لها". وتابع الهاجري أن "الكلية حرصت على الاستفادة من برامج التواصل الإلكتروني خلال فترة جائحة كورونا، إذ عقدت العديد من المؤتمرات والندوات خلال تلك الفترة، فضلا عما نشره أعضاء هيئة التدريس من ابحاث ونتائج دراستهم في فضاء شبكات التواصل الالكتروني".
تقسيم المجتمع
من جهته، قال رئيس قسم الفلسفة وأستاذ الفلسفة السياسية والمعاصرة بالجامعة د. محمد الوهيب، ان "التحدي الأكبر الذي يقف اليوم أمام أي احتكام للحس المشترك، هو أن معظم الأحكام والآراء السياسية تقسم المجتمع، إذ تحتكم للجزء لا إلى الكل، وإلى الحد الذي أصبح معه الاستقطاب علامة حواراتنا السياسية".وأضاف الوهيب أن علماء الاجتماع حددوا 3 قوی رئيسية على الأقل تربط مجتمع الديمقراطيات الناجحة، هي: رأس المال الاجتماعي "شبكات اجتماعية واسعة ذات مستويات عالية من الثقة"، ومؤسسات قوية، وقصص مشتركة، لافتا الى أن الحقيقة هي أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أضعفت هذه العناصر الثلاثة.الأطر النظرية
وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر التي انطلقت بعنوان "الأطر النظرية لفهم مواقع التواصل الاجتماعي"، برئاسة استاذة الميتافيزيقا في قسم الفلسفة د. شيخة الجاسم، قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية د. عبدالله المطيري، إن "وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وفّرت للإنسان خاتما سحريا شبيها بذلك الذي تحدث عنه أفلاطون، وبالتالي فهي تعيد سؤال الحرية والمسؤولية لا باعتباره تأملا فكريا فقط، ولكن باعتباره حدثا واقعيا يشكّل الحياة اليومية". ومن جانبه، دعا أستاذ الفلسفة الحديثة بقسم الفلسفة في كلية الآداب د. محمود أحمد، إلى تدريب الشباب على الاستخدام الآمن لمواقع التواصل، وذلك للتصدي للشائعات من خلال تطبيق العقوبات على مروجيها، مؤكدا ضرورة التصدي للإيدولوجيات المتطرفة والأفكار التي تستهدف الشباب بصفة خاصة.وبدورها، قالت المستشارة القانونية في سلطنة عمان بسمة الكيومي: "كل شيء في عالمنا حاليا اصبح بضغطة زر، إذ أصبح من السهل إلغاء الاضافات بين الاشخاص في التواصل الاجتماعي".الجلسة الثانية
وفي الجلسة الثانية التي تطرقت إلى "وسائل التواصل الاجتماعي والثقافة" وأدارتها أستاذة فلسفة الذهن في قسم الفلسفة د. حنان الخلف، قالت أستاذة الإعلام الالكتروني في جامعة الكويت د. فاطمة السالم: إن "الدراسة التي أجريت على 4275 شخصا داخل الكويت، أظهرت أن 41 في المئة منهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي مدة 6 ساعات يوميا، بينما هناك 25 في المئة يسخدمونها أربع ساعات يوميا، بينما يقضي 22.4 في المئة من ساعتين إلى أربع على هذه المواقع يوميا". وأكدت السالم أن 19 في المئة راضون عن المحتوى في مواقع التواصل، و14.2 في المئة غير راضيين تماما.ومن جهته، قال الأستاذ المشارك في قسم الإعلام بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د. علي دشتي: "أثناء تفشي المرض انتشرت الكثير من التغريدات الفكاهية التي كانت وسيلة للهروب من الواقع لتخفيف الذعر، وتثقيف الجمهور، ولجعل الناس غير مهتمين بخطورة هذا الوباء".نويمان: موضوع المؤتمر ثورة فنية وثقافية مستمرة
شكر مستشار ونائب رئيس البعثة الالمانية فرانك نويمان نيابة عن السفير الالماني في البلاد اختيار منظمي المؤتمر للموضوع، معتبرا انه مثير للجدل في كثير من الاحيان، ويعتبر ثورة فنية وثقافية مستمرة.ورأى نويمان ان هناك حاجة ماسة لمناقشة تطورات التنقل في عالم وسائل التواصل الاجتماعي بنجاح في المستقبل.وتطرق الى التطورات التقنية الجديدة في إنشاء شبكات التواصل الاجتماعي العالمية، وتبادل كميات هائلة من البيانات بسرعة لم يكن من الممكن تصورها سابقا، متخيلا ما قد يكون ممكناً بعد 50 عاما من الآن مع وجود تطورات جديدة.