بعد مرور ساعات على اتخاذه قرار التحول إلى المعارضة مدة شهر، لإفساح المجال أمام الكتل البرلمانية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، شنّ زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أكبر هجوم على القضاء العراقي، واتهمه بمسايرة خصومه في "الإطار التنسيقي"، مهدداً الأخير بـ "زأرة لن يكونوا في مأمن منها".وقال الصدر، في خطاب متلفز أمس: "الشعب يعاني الفقر، فلا حكومة أغلبية جديدة قد تنفعه ولا حكومة حالية تستطيع خدمته ونفعه، إنهم يستهدفون الشعب ويريدون تركيعه، والأعجب من ذلك مسايرة القضاء لأفعال الثلث المعطل المشينة من حيث يعلم أو لا يعلم".
وأضاف: "السلطة أعمت أعينهم عما يعانيه الشعب من ثقل وخوف ونقص في الأموال والأنفس وتسلّط الميليشيات والتبعية ومخاوف التطبيع والأوبئة". وتابع: "هل وصلت الوقاحة إلى درجة تعطيل القوانين التي تنفع الشعب عينك عينك؟"، في إشارة إلى قرار القضاء بإلغاء قانون الأمن الغذائي.ومضى الصدر قائلا: "لن نعيد العراق إلى مربع المحاصصة والفساد"، متهماً "ساسة العراق بأنهم صاروا مثلا للفساد والرذيلة إلا ثلّة قليلة".وفي خطابه، تساءل الصدر مستنكراً "إلى متى يبقى الفساد والتوافق سيد الموقف والشعب يعاني، ولا من مغيث، وأي عذر يرتجي الثلث المعطل أمام الخالق والخلق". ولم يستغرب الصدر "قيد أنملة من الثلث المعطل وتعطيله تشكيل حكومة الأغلبية"، ملوّحاً لقادة الإطار التنسيقي بورقة الشارع قائلاً: "للمظلوم زأرة لن تكونوا في مأمن منها". وبعد فشل الأطراف السياسية في الخروج من الانسداد السياسي المستمر منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، قرر الصدر، أمس الأول، التحول باتجاه المعارضة الوطنية لمدة شهر، لإفساح المجال أمام خصومه بالإطار الشيعي وحلفائه السنّة بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي والأكراد بزعامة مسعود البارزاني لتشكيل الحكومة الجديدة. وكتب الصدر، في تغريدة: "تشرفت أن أعتمد على نفسي، وألّا أكون تبعاً لجهات خارجية، وأن أنجح في تشكيل أكبر كتلة برلمانية في تاريخ العراق عابرة للطائفية والمحاصصة، لكنّ لزيادة التكالب من الداخل والخارج على فكرة حكومة أغلبية وطنية، لم ننجح في مسعانا".وقال الصدر: "فإِنْ نجحت الأطراف والكتل البرلمانية، بما فيها مَنْ تشرّفنا بالتحالف معهم بتشكيل حكومة لرفع معاناة الشعب، فبها ونعمت، وإلّا فلنا قرار آخر نعلنه في حينها".وعلى الفور، أعلن مكتب رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أمس، عقد اجتماع "عاجل" لقوى "الإطار" في مكتب رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، لمناقشة كلمة الصدر ومواقفه من الانسداد السياسي.ومع فشل مبادرتين أطلقهما الصدر لتشكيل الحكومة الاتحادية، رحّبت قوى "الإطار"، أمس، بـ "الخطوات العملية للنواب المستقلّين والحركات الناشئة لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، وأعلنت الالتزام بـ "تكليف مرشّح محايد كفء يضطلع بتشكيل الحكومة لإنهاء حالة الانسداد السياسي. ودعت مبادرة "المستقلين" الى تسمية رئيس حكومة "يتمتع بالاستقلالية والنزاهة والكفاءة والخبرة السياسية"، واختيار "رئيس الجمهورية وفقا للمبادئ والشروط الدستورية".من جهة أخرى، أغلقت المطارات والإدارات العامة، وعلّقت الامتحانات في الجامعات والمدارس، أمس، بسبب عاصفة ترابية جديدة ضربت العراق بعد سلسلة عواصف مماثلة يرزح تحت وطأتها منذ نحو شهر، والتي تسبب آخرها في حالات اختناق لأكثر من 5 آلاف شخص، وأدخلتهم المستشفيات لتلقّي العلاج، فيما لقي شخص واحد حتفه.
دوليات
الصدر ينتقد القضاء ويهدد «الإطار» و الغبار يشلّ العراق
17-05-2022