في مؤشّر على أن الهجوم الأوكراني المضاد يحقق نجاحا متزايدا في صد القوات الروسية في شمال شرق البلاد بعد نحو 3 أشهر من صدمة روسيا للعالم بغزو أوكرانيا، وصلت قوات أوكرانية إلى منطقة حدودية مع روسيا قرب خاركيف، ثاني أكبر مدينة شرق أوكرانيا.

وفي تسجيل مصوّر تبلغ مدته دقيقة و26 ثانية، ويظهر فيه عشرات الجنود أمام شارة حدودية ملوّنة بالأصفر والأزرق، وهما لونا علم أوكرانيا، أفادت وزارة الدفاع بأن "الكتيبة 227 من لواء الدفاع الإقليمي 127 التابع لقوات خاركيف المسلحة طردت الروس وتمركزت على الحدود".

Ad

وأوضح أحد الجنود أن "الوحدة ذهبت إلى الخط الفاصل مع الاتحاد الروسي، البلد المحتل. سيدي الرئيس، لقد وصلنا إلى ذلك. نحن هنا". وصنع مقاتلون آخرون علامات النصر ورفعوا قبضاتهم.

من ناحية أخرى، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنه تم التوصل إلى اتفاق على فتح ممر إنساني لنقل الجنود الأوكرانيين الجرحى من مصنع آزوفستال للصلب المحاصر في ماريوبول إلى منشأة علاجية في بلدة نوفوازوفسك التي تسيطر عليها روسيا.

الى ذلك، وغداة إعلان فنلندا أنها ستتقدم بطلب الانضمام الى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قالت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسن، خلال مؤتمر صحافي إن "الحكومة قررت إبلاغ حلف شمال الأطلسي برغبة السويد في أن تصبح عضوا في الحلف"، مضيفة: "نغادر حقبة لكي ندخل حقبة جديدة".

وفي أول رد فعل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يدعم "بشكل تام" قرار السويد.

في المقابل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن "توسيع الناتو ليشمل فنلندا والسويد لا يشكّل تهديداً مباشرا لنا، لكنّ توسيع البنى التحتية العسكرية في أراضي هذه الدول سيدفعنا بالتأكيد إلى الرد".

وفي كلمة أثناء مشاركته أمس في قمة "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" في موسكو، شارك فيها رؤساء بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، وكازاخستان قاسم جومارت، وقيرغيزستان صادر جاباروف، قال بوتين: "الناتو خرج عن مهمته في إطاره الجغرافي، ويحاول بطريقة سيئة التأثير على مناطق أخرى". بدوره، قال لوكاشينكو: "لو أننا منذ البداية تصرّفنا على الفور كجبهة موحدة، ما كانت لتفرض هذه العقوبات الجهنمية ضدنا، ولا ينبغي لروسيا أن تواجه محاولة توسيع الناتو وحدها"، لافتا إلى أن الغرب يشنّ عدوانا هجينا واسع النطاق ضد بيلاروسيا وروسيا.

أما الناطق باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف، فقال: "لسنا مقتنعين بأن انضمام فنلندا والسويد إلى الأطلسي سيعزز بطريقة ما أو يحسّن الهيكليات الأمنية في أوروبا". وأضاف: "هذه قضية خطيرة وتثير قلقنا، وسنتابع بعناية شديدة ما ستكون عليه النتائج من الناحية العملية فيما يتعلق بأمننا الذي يجب ضمانه بطريقة غير مشروطة على الإطلاق".

في وقت سابق، قال نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، إن مثل هذا القرار "خطأ جسيم ستكون لعواقبه أبعاد هائلة"، مؤكداً بأنه "يجب ألا تكون لدى أحد أوهام بأن روسيا ستتقبل ببساطة انضمام السويد وفنلندا إلى ناتو".