بعد 3 إخفاقات بسبب وجود عيوب أدت إلى تأجيل عمليات الاختبار، أعلن سلاح الجو الأميركي إجراء اختبار ناجح لصاروخ فرط صوتي تفوق سرعته سرعة الصوت في إطار برنامج «سلاح جوي للرد السريع»، تم اطلاقه من قاذفة قنابل طراز B52 قبالة سواحل جنوب كاليفورنيا السبت الماضي، وفقا لما نقلته شبكة CNN الإخبارية الأميركية، اليوم.وقال المسؤول التنفيذي عن برنامج الأسلحة بالقوات الجوية الأميركية الجنرال هيث كولينز: «كان هذا إنجازا كبيرا».
والصاروخ المختبر تفوق سرعته سرعة الصوت ويستخدم صاروخًا معززًا لزيادة سرعته لتصل لخمسة أضعاف سرعة الصوت. وفي العام الماضي، اختبرت الصين بنجاح سلاحا تفوق سرعته سرعة الصوت يدور حول العالم قبل أن يصيب هدفه.وأخيرا، أصبحت روسيا أول دولة على الإطلاق تستخدم أسلحة تفوق سرعة الصوت في الحرب، عندما أطلقت صواريخ «إسكندر» و«كينجال» على أوكرانيا.جاء ذلك في حين تتخذ ادارة الرئيس جو بايدن عدة خطوات عسكرية وسياسية على ضوء الحرب في اوكرانيا التي بدلت الكثير من الاولويات فيما يخص السياسة الخارجية، فقد وافق بايدن على إعادة الوجود العسكري الأميركي في الصومال لمكافحة «حركة الشباب» الاسلامية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، في عودة اميركية الى افريقيا كما أعلنت إدارة بايدن، رفع مجموعة من القيود المفروضة على كوبا ولا سيما في مجال الهجرة والتحويلات المالية والرحلات الجوية.
«عقدة تركيا»
على صعيد آخر، يبدو أن «الناتو» يواجه «عقدة تركيا» التي رفض رئيسها رجب طيب إردوغان التصويت لمصلحة انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الدفاعي الذي يضم 30 دولة، بسبب خلافات مع الدولتين حول عمل «حزب العمال الكردستاني» على اراضيهما.ومن المقرّر أن يستقبل بايدن غداً رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسن والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في البيت الأبيض لبحث ترشيحي بلديهما للانضمام الى الأطلسي، والأمن الأوروبي وكذلك الدعم لأوكرانيا، حسبما أعلنت المتحدثة الجديدة لاسم البيت الابيض كارين جان بيير.وقالت جان بيير، إن إدارة بايدن واثقة من قدرة الحلف على التوصل إلى إجماع حول مساعي السويد وفنلندا للانضمام لعضويته، في ظل اعتراض تركيا عضو الحلف.عقلية البازار
وكان الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قال إن التحفظات التركية على انضمام فنلندا والسويد «يجب أن تؤخذ في الاعتبار»، موضحاً عقب اجتماعه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن «تركيا حليف قيم وأي مخاوف أمنية تحتاج إلى معالجة، ويجب أن نقف معا في هذه اللحظة التاريخية».في المقابل، اتهم وزير خارجية لوكسمبورغ، يان أسيلبورن، الرئيس التركي بـ «عقلية البازار»، وقال: «من المعروف كيف تعمل البازارات في تركيا، وفي بعض الأحيان تتشكل العقلية بها، وخصوصاً عقلية إردوغان».ويرى أسيلبورن أن الأمر بالنسبة لتركيا، لا يتعلق هنا بالمسألة الكردية إطلاقا، ولكن بسعيها للحصول على طائرات مقاتلة من طراز F16، موضحا أن تركيا تمارس عبر هذه الممانعة ضغطاً من أجل تحقيق غرضها، وهذه «لعبة خطيرة».أما وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت، فقالت على هامش اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «يعد انضمام دولتين قويتين في الاتحاد الأوروبي مثل فنلندا والسويد إلى الناتو إثراء للحلف الأطلسي وأنا على قناعة تامة بأن تركيا يمكن أن تقتنع بهذا أيضا»، داعية في الوقت نفسه، «لأخذ مخاوف تركيا وحججها على محمل الجد». بدوره، قال مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن انضمام السويد وفنلندا «سيزيد من قدرة الاتحاد الأوروبي على الرد على التهديدات على طول حدوده»، معرباً عن أمله أن يتمكن «الناتو» من التغلب على اعتراضات تركيا.وبينما أعلن وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ أن بلاده لا تنوي أن تحذو حذو فنلندا والسويد، صوّت البرلمان الفنلندي بواقع 188 نائبا مقابل رفض 8، لمصلحة الانضمام إلى «الأطلسي»، في حين وقّعت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي طلب انضمام بلادها لـ»الناتو».وقالت: «تم توقيع طلبنا الخاص بحلف الناتو رسميا الآن، وسيتم إرسال الطلب إلى ستولتنبرغ بمجرد أن توقع فنلندا على طلب مماثل».بدوره، أعلن الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان السويدي، اليوم، أنه يتعين على فنلندا والسويد التوصل إلى اتفاق مع أنقرة بشأن اعتراضاتها.وقال: «تغيّرت تصريحات تركيا بسرعة كبيرة وأصبحت أكثر صعوبة خلال الأيام القليلة الماضية، لكنني على ثقة من أننا، من خلال المناقشات البناءة، سنحل الوضع».اسكتلندا على الطريق
وتعليقاً على اعلان رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن، أن بلادها ستسعى للانضمام إلى «الناتو» إذا حصلت على الاستقلال من بريطانيا، أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قائلاً، أن «خطط اسكتلندا للانفصال عن المملكة المتحدة، ثم الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، يجب أن تُدلي بها لندن الرسمية».وخلال كلمة ألقتها في «معهد بروكينغز» بواشنطن، قالت ستورجن إن «الحزب الوطني الاسكتلندي الذي أقوده، قرر عام 2012 أنه إذا أصبحت بلادنا مستقلة، فستسعى للحصول على عضوية الناتو».واعتبرت أن الحرب في أوكرانيا عززت قناعتها بأن عضوية التحالف الدفاعي «صحيحة وضرورية تماماً».أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فأعلن، اليوم، أن «الناتو بقيادة الولايات المتحدة التي أخضعت الغرب بأكمله، انتهك بشكل صارخ الالتزام بعدم تعزيز أمنه على حساب الآخرين وعدم السماح لأي منظمة أخرى، بمراكز قيادية، من أن تملي إرادتها على البقية».ورداً على خطوة مماثلة كانت هلسنكي اتخذتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية اعتبار اثنين من موظفي السفارة الفنلندية في موسكو شخصين غير مرغوب فيهما.