أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرض "هامات ورؤى تشكيلية" في قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم، وافتتحه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بـ"الوطني للثقافة" د. بدر الدويش. وقد تنوعت الأشكال والمضامين في المعرض، الذي ضم أعمالا فنية لنخبة من الفنانين التشكيليين، منهم سامي محمد وفاضل العبار، الذين قدموا خلاصة أفكارهم ورؤاهم التي تمزج بين الواقع والخيال، وجاءت الأعمال متناسقة مع مختلف الأساليب والمدارس التشكيلية في منظومة متقنة.
وقال منظم المعرض الفنان نواف الحملي: "لطالما راودتني فكرة إقامة معرض تشكيلي مغاير ومتميز يضم نخبة من فناني الكويت المتألقين، بحيث يبقى مطبوعا في ذاكرة الزائر، ويضفي على النفوس التواقة للفن أملاً وبهجة وسروراً، ويطمئنهم بأن الفن التشكيلي الكويتي بخير، وسيبقى مزدهرا، بفضل إبداع أبنائها، ونتاج سواعدهم على مر الأجيال والعصور"."الجريدة" التقت بعض المشاركين، حيث قال د. ناصر الرفاعي إن الفنانين التشكيليين أصحاب مواهب ومستوى فني ناضج، ومعظمهم من أصحاب الخبرة والمكانة الفنية المتميزة. وأوضح أنه شارك بثلاثة أعمال تعكس اتجاهه الفني في الفترة الماضية، لافتا إلى أنه يحب العمق والتنوع في الألوان بأعماله، وأنه جرب التكنيك الذي يستخدمه على ثلاثة عناصر مختلفة، وحاول إدخال الحركة والسكون.وذكر الرفاعي أن العمل الأول بطبيعة صامتة بعنوان "سكون الحركة"، والعمل الثاني بعنوان "جموح"، ورسم الحصان باستخدام تكنيك يناسب حركته، مشيرا إلى أنه بأسلوبه الخاص يحاول إضافة العنصر الطبيعي من خلال الخطوط والألوان.
سفينة زرقاء
من جهته، قال الفنان د. وليد سراب إنه شارك بثلاث لوحات، هي: "الصقر"، حيث رسم إيحاء بشكل الصقر دون الخوض في تفاصيل الجسم، لافتا إلى أنها محاولة جديدة نحو التجديد. واللوحة الثانية جاءت بنظام "الإكريلك بورينج"، حيث رسم آبار النفط. والعمل الثالث عبارة عن السفينة الزرقاء التي تبحر من منتصف الليل.بدوره، بيَّن الفنان عبدالرحمن الحملي أنه شارك بعملين عبارة عن "بورتريه" ذي أسلوب واقعي، واستخدم الألوان الزيتية على قماش كانفاس.ورغم اختلاف الأعمال المقدمة في المعرض، فإنها كانت مختارة بعناية من قبل القائمين عليه، حتى تعبِّر عن التنوع في تناول المواضيع، إضافة إلى الإحساس بالألوان، ومن ثم استخدامها بطرق مختلفة، وتكنيك يختلف من فنان إلى آخر، بل من لوحة لأخرى للفنان نفسه، إلى جانب ما قُدم من منحوتات ذات طابع جمالي. وقد قدم الفنان التشكيلي محمد الشيباني في أعماله رؤى خيالية ممزوجة بالواقع في شكل حكاية يمكن تتبعها من خلال عناصر المواضيع عبر أعماله: "الجندي على الطاولة"، و"الزحف على القبور"، و"واقع الحال".في حين جاءت أعمال الفنان التشكيلي نواف الأرملي متناغمة مع مراحل حسية ذات طابع رمزي في أعماله: "جياد عربية" و"جواد عربي" و"أمل". واستطاعت الفنانة التشكيلية سوزان بوشناق، من خلال عملها (حُلي من الشرق) أن تغوص في عوالم جمالية متقنة، فيما عبَّرت في لوحة "الحياة رحلة" عن تداعيات حسية متقنة، وتضمنت لوحة "حُلي من الشرق" تناغما لونيا جذابا. وطرح الفنان عبدالرضا باقر أعمالا من الماضي الجميل. واهتم الفنان التشكيلي يوسف البقشي بالتفاصيل، خصوصاً في لوحة "حيتان"، فيما عبَّرت لوحة "مشاريع متناهية الصغر" عن الحسرة التي اجتاحت أصحاب المشاريع متناهية الصغر نتيجة خسارتهم. ورسم الفنان عبدالوهاب الحمد "بورتريه" للفنان التشكيلي الراحل أيوب الأيوب، رائد الفن التشكيلي الكويتي وموثق التراث الشعبي المحلي. في حين استخلص الفنان التشكيلي بدر منصور من النحت رؤيته لـ"عود"، وفق تصوره الذي استخلص من قبضة يد الإنسان، مرتكزاً لهذه الآلة المحببة على متذوقي الموسيقى.