المكتوب والعنوان
عندنا مجلس يجلس مزهواً على مقاعد الوزراء في حين يترك مقاعده خاوية على عروشها، ولدينا سلطة تشريع لا تشرع، ولا تحاول أن تشرع، ولا تفكر أن تشرع، ويستهويها فقط طرح الشعارات في الانتخابات والندوات والواتسابات.
لدينا حوار لم يحاوره أحد بلغة السياسة التي يفهمها، ولم يفهم بدوره رطن المصالح المتصارعة الطرشاء غير المفهوم، ولدينا أدوار انعقاد لا تنعقد فيها الجلسات إلا نادرا وبعد التي واللتيا، ولدينا فصل تشريعي خط سنواته الأربع مفصول عن خدمة قضايا المواطنين، ولدينا حكومة تمثل السلطة التنفيذية ولا تنفذ شيئا، وتقضي جل وقتها في محاولة النفاذ بجلدها عبر جدران استجوابات النواب ومطالب المواطنين. وعندنا مجلس يجلس مزهواً على مقاعد الوزراء في حين يترك مقاعده خاوية على عروشها، ولدينا سلطة تشريع لا تشرع، ولا تحاول أن تشرع، ولا تفكر أن تشرع، ويستهويها فقط طرح الشعارات في الانتخابات والندوات والواتسابات، ولدينا اقتصاد يفتقد الاقتصاد في الهدر، وتعليم بلا علم حقيقي، وصحة بلا أحاديث صحاح توثق سند خططها.
ولدينا طرق تنقصها الشوارع بشهادة المواتر العدول، وأحلام طفولة افتقدت واقعا حليما عليها وعانت غضبه كلما أغمضت عينها، وأمنيات ماض ملت من وعود عرقوب الحاضر، ولدينا بيوت على الورق بلا سكن، وخطط راكدة لا تخطو للأمام، وتنمية يابسة لا تنمو وتزهر ولا ثمرة لها، ولدينا مستقبل جاء مرات ومرات ولم يجد أحداً في استقباله، فالكل مشغول عنه بالحديث عنه في ميدان الماضي، قد كذب من قال إن «المكتوب مبين من عنوانه» وكل ما سبق دليل على ذلك.