احتجاجات إيران تتمدد لمشهد وقم و«إتلاف الأطعمة» يؤججها

• وفد إيراني يمهد لزيارة رئيسي لمسقط
• عبداللهيان: «صفحة جديدة» للعلاقات مع الإمارات

نشر في 18-05-2022
آخر تحديث 18-05-2022 | 00:04
عبداللهيان معزياً بن زايد في أبوظبي أمس الأول 	(أ ف ب)
عبداللهيان معزياً بن زايد في أبوظبي أمس الأول (أ ف ب)
رغم محاولات حكومية وأمنية حثيثة لاسترضاء الشارع الإيراني واحتواء الاحتجاجات الغاضبة، تواصلت التظاهرات، التي انطلقت من الأهواز للتنديد بالغلاء وارتفاع الأسعار، في العديد من المدن الإيرانية، ليل الاثنين ـــ الثلاثاء، وامتدت إلى مدينتي قم ومشهد. وقامت الحكومة بقطع أو تعطيل الإنترنت بمناطق متعددة لمنع تبادل المقاطع الموثقة للمسيرات بين المحتجين ووسائل الإعلام.

وقام المحتجون بمهاجمة الحوزة العلمية لمدينة خرم آباد عاصمة محافظة لرستان وأحرقوها كاملة، كما هاجموا قاعدة البسيج، التعبئة العامة التابعة لـ«الحرس الثوري» والشرطة، في محاولة للاستيلاء على أسلحة الأمر الذي ردت عليه قوى الأمن بإطلاق النار الحي بشكل مباشر. ورغم امتناع السلطات عن الإقرار بوقوع أي ضحايا فإن بعض المحتجين في خرم آباد أكدوا أن شخصين قتلا وأن 30 محتجا أصيبوا بطلقات نارية وتم وضعهم تحت الاعتقال بمشفى.

واندلعت احتجاجات في مدن طهران ومشهد وقم، بعد أن كانت قد هدأت نسبيا ليل الأحد، بسبب انتشار فيديوهات عن قيام الحكومة بإتلاف كميات من الحليب والدجاج، للحفاظ على الأسعار والحيلولة دون انهيارها بعد استجابة جماهيرية واسعة لدعوات مقاطعة أطلقها نشطاء ضد التسعيرة الحكومية الجديدة.

واضطرت الحكومة الإيرانية، التي رفعت الدعم عن سلع أساسية بينها الدجاج واللحوم والحليب، إلى نشر 7000 مفتش بأرجاء البلاد مدعومين بعناصر من الشرطة ومندوبين من السلطة القضائية للمرور على المخازن والمستودعات ومعامل الإنتاج والمحال التجارية للسيطرة على حركة تداول البضائع ومنع تهريبها خارج البلاد. ووسط شائعات بأن حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي تحضر لرفع سعر الطحين المدعوم الذي تعتمد عليه المخابز التقليدية، امتنع العديد من أصحاب المخابز في العاصمة والمدن الكبرى عن إنتاج الخبز وبيعه بحجة أن الحكومة لا تقوم بتسليمهم الكميات الكافية من الطحين المدعوم.

وتزامن ذلك مع قيام وزارة الأمن ومندوبين من المجلس الأعلى للأمن القومي بتنظيم لقاء إجباري لمديري الصحف والإعلاميين لإبلاغهم بمنع نشر أي أخبار عن الاضطربات والاحتجاجات وإجبارهم على استخدام عبارات تصف المحتجين بالمشاغبين مع الالتزام بما يتم بثه عبر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية أو المحطات الحكومية مثل محطة «نور نيوز».

ومنعت الأجهزة الأمنية الصحافيين والجهات الدبلوماسية من مغادرة طهران باتجاه أي مكان «لا يمكن تأمينهم فيه»، في إشارة إلى المناطق التي تشهد احتجاجات.

وألغت وزارة الارشاد كل التراخيص الممنوحة للصحافيين الأجانب لتغطية الأخبار خارج مكاتبهم بطهران وهددتهم بمصادرة المعدات في حال قيامهم بالتسجيل في الشوارع.

في السياق، اعتقلت السلطات الإيرانية أستاذا جامعيا، أفادت تقارير بأنه سعيد مدني، بتهم تتعلق بالأمن و«الاشتباه في صلات خارجية ونقل رسائل إلى نشطاء» أمس الأول.

وتزامن ذلك مع إعلان طهران رسميا أنها أوقفت مواطنَين فرنسيين، امرأة (37 عاما) ورجل (69 عاما) بتهمة السعي إلى إثارة اضطرابات من خلال لقاء ممثلين عن نقابات المعلمين.

إلى ذلك، توجه نائب وزير الصناعة ورئيس منظمة التنمية التجارية الإيرانية علي رضا بيمان باك، أمس الأول، على رأس وفد تجاري رفيع المستوى، إلى العاصمة العمانية مسقط، قبل زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني للدولة الخليجية. في هذه الأثناء، زعم عضو لجنة الأمن القومي البرلمانية جواد كريمي قدوسي أن وزير خارجية بلاده حسين أمير عبداللهيان سيلتقي نظيره السعودي فيصل بن فرحان في العاصمة العراقية بغداد قريباً لاستكمال الحوار الاستراتيجي الرامي لإنهاء التوتر والقطيعة بين البلدين.

وأضاف البرلماني الايراني: «سيتم في الاجتماع مناقشة القضايا الثنائية وفتح السفارات وكذلك القضايا الإقليمية وخصوصاً الأزمة اليمنية».

وجاء ذلك غداة إعلان عبداللهيان عقب زيارته التي قام بها لأبوظبي لتقديم واجب العزاء بوفاة رئيس الإمارات السابق خليفة بن زايد، عن «فتح صفحة جديدة» للعلاقات بين البلدين.

وقال عبداللهيان عبر «تويتر»: «نشد على أيدي جيراننا بحرارة... دفء العلاقات بين الجيران يبث اليأس في نفوس أعداء المنطقة».

- فرزاد قاسمي

back to top