محادثات استراتيجية سياسية واقتصادية بين واشنطن والرياض
سوليفان لخالد بن سلمان: بايدن ملتزم بمساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها
استبق الرئيس الأميركي جو بايدن زيارته المرتقبة إلى المنطقة نهاية الشهر المقبل بطمأنة السعودية بشأن التزامه بالدفاع عن أراضيها، وذلك وسط مساعٍ أميركية متزايدة لطيّ صفحة خلافه مع السعودية والإمارات.
في محاولة لتحسين وترميم العلاقات، خصوصاً مع السعودية، قبل زيارته المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط في نهاية يونيو المقبل، أعاد الرئيس الأميركي جو بايدن تأكيد التزامه بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها وتطوير الشراكة الطويلة الأمد.وفي لقاء على هامش انعقاد لجنة التخطيط الاستراتيجي بين البلدين في واشنطن، أبلغ مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، نائب وزير الدفاع، الأمير خالد بن سلمان، أمس الأول «تأكيد التزام الرئيس بايدن بمساعدة المملكة في الدفاع عن أراضيها، في إطار الشراكة الطويلة الأمد، وتثمينه جهودها لضمان هدنة اليمن بوساطة الأمم المتحدة».وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أكد لنظيره اليمني أحمد بن مبارك، أمس الأول، دعم واشنطن لمجلس القيادة الرئاسي، واعتبره فرصة ثمينة لتمثيل أوسع لليمنيين، وشدد على وجه الخصوص على أهمية ضمان حرية الحركة للأفراد والسلع عبر المناطق المتنازع عليها، مثل مدينة تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، حيث يعاني مئات الآلاف من اليمنيين.
مرونة اقتصادية عالمية
ووفق بيان للبيت الأبيض، فإن سوليفان بحث مع نائب وزير الدفاع السعودي «أهمية تنسيق الجهود لضمان مرونة اقتصادية عالمية»، مبيناً أن الجانبين أكدا أهمية الشراكة الطويلة الأمد ودور أعمال لجنة التخطيط الاستراتيجي المشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية المقرر عقدها بمشاركة الأمير خالد بمقر وزارة الدفاع (البنتاغون). وكتب الأمير خالد، في تغريدة، «بناء على توجيه سمو ولي العهد، التقيت في واشنطن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، واستعرضنا العلاقات السعودية - الأميركية التاريخية الراسخة، وبحثنا التنسيق المشترك بين المملكة والولايات المتحدة، وسبل دعمها وتعزيزها في إطار الرؤية المشتركة بين بلدينا الصديقين».لقاء جدة
وقال موقع أكسيوس إن اللقاء يكتسب أهمية، حيث تحاول الولايات المتحدة تحسين العلاقات مع السعودية في الوقت الذي تدفع المملكة إلى زيادة إنتاجها النفطي، وقبل زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط في نهاية يونيو. وكان موقع ذا إنترسبت قد كشف قبل أيام عن لقاء سري وغير اعتيادي لمدير الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مدينة جدة، خلال جولة إقليمية الشهر الماضي.وفقاً لثلاثة مصادر تحدّث معهم الموقع الأميركي، فإن اللقاء وقتها كان يمثّل أحدث محاولة من مسؤولين رفيعي المستوى بالولايات المتحدة، لمناشدة السعودية بشأن النفط، والنقاش بشأن مشترياتها للأسلحة الصينية، والإفراج عن أبرز المعتقلين.وخلال «اللقاء السري»، جدد بيرنز طلب الولايات المتحدة زيادة السعودية لإنتاج النفط، لكن المملكة أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها ستلتزم بخطتها الإنتاجية، رافضة الطلب الأميركي مرة أخرى.ووفقاً لعدة مصادر تحدثت لـ «إنترسبت»، فقد شهد الاجتماع طرح عدة موضوعات أخرى تثير قلق الولايات المتحدة، على رأسها علاقة الرياض المتنامية مع بكين.وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإن بيرنز طلب من المملكة وقف شراء أسلحة من الصين، وكشف مصدر مخابراتي أميركي، في وقت سابق، أن الحكومة السعودية تخطط لاستيراد صواريخ باليستية من الصين في إطار برنامج سرّي أطلق عليه اسم التمساح. وتتحدث صفحات سعودية على الإنترنت باستمرار عن هذا البرنامج دون قيود.وقال مصدر مقرب من «CIA» إن لقاء بيرنز مع ولي العهد السعودي كان محاولة لإصلاح العلاقة المشروخة بين بن سلمان وكبار المسؤولين في إدارة بايدن.بوتين على الخط
وجاءت لقاءات بن سلمان في واشنطن بينما كانت نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية توني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ورئيس «CIA» يزورون أبوظبي للتعزية برحيل الشيخ خليفة بن زايد، وتهنئة الشيخ محمد بن زايد بتوليه رئاسة الإمارات.وأكدت هاريس أن الزيارة تأتي لـ «إعادة تأكيد التزامنا المشترك بالأمن والازدهار في هذه المنطقة، وأيضاً كيف استفاد الشعب الأميركي من هذه العلاقة فيما يتعلق بالأمن والازدهار».وفي خطوة ذات دلالة، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مكالمة هاتفية مع محمد بن زايد، هنأه على توليه منصب حاكم أبوظبي وانتخابه رئيسا للإمارات، وعبّر عن ارتياحه حيال المستوى الذي تم تحقيقه للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.وأعرب بوتين، الذي تحوّل إلى بند رئيسي في الخلاف الأميركي - الخليجي، عن الاستعداد المتبادل لمواصلة تطوير العلاقات الودية الروسية - الإماراتية، وإيلاء اهتمام خاص بقضايا التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار.
بوتين يهنئ بن زايد غداة زيارة هاريس لأبوظبي