كرّم اتحاد المصارف العربية نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك بوبيان عادل الماجد باختياره الشخصية المصرفية العربية لعام 2021، ليكون بذلك أول مصرفي كويتي يتم اختياره لهذا التكريم، الذي يعتبر الأعلى الذي يمنحه الاتحاد لأصحاب الإنجازات المتميزة في القطاعين المالي والمصرفي العربي.

وتم التكريم في حفل الافتتاح الرسمي للمؤتمر المصرفي العربي، الذي أقيم في القاهرة برعاية وحضور محافظ البنك المركزي المصري طارق حسن عامر، وعدد كبير من القياديين والمصرفيين الكويتيين والعرب، في مقدمتهم رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية الشيخ محمد الجراح، ونائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني عصام الصقر، والأمين العام لاتحاد مصارف الكويت د. حمد الحساوي.

Ad

وكان مجلس إدارة "المصارف" العربية أقر بالإجماع تكريم الماجد تقديراً لمسيرته في تطوير القطاع المصرفي الكويتي والإقليمي على مدار العقود الأربعة الأخيرة التي قضاها في العمل المصرفي، من خلال العمل في بنك الكويت الوطني قبل ان ينتقل إلى "بوبيان" في عام 2009 ليبدأ معه رحلة جديدة من الإنجازات.

وخلال كلمته أمام الحضور شكر الماجد اتحاد المصارف العربية على التكريم، مؤكداً ان ما حققه طوال مسيرته المصرفية التي امتدت أكثر من 40 عاماً يرجع بعد فضل الله إلى جميع الذين عمل معهم، والذين كانوا جميعاً بمثابة أسرته في مختلف الإدارات والقطاعات التي عمل بها حتى وصل إلى ما وصل إليه.

وأكد الماجد أنه "خلال سنوات معدودة نجحنا في أن نحقق نمواً ثنائي الرقم في كل سنة على مستوى العديد من المؤشرات المالية المهمة، وبحلول 2020 حاز بنك بوبيان ثاني أكبر عدد للعملاء الكويتيين، وتطور من أصغر بنك في الكويت ليصبح ثالث البنوك الكويتية، وأصبح قوة كبيرة تنافس في القطاع المصرفي الكويتي".

وأضاف "الآن وبعد 12 عاماً من مرحلة التغيير لبنك بوبيان أصبحنا مجموعة تضم 3 بنوك، هي بوبيان وبنك لندن والشرق الاوسط، والبنك الرقمي Nomo bank، وشركتين للتأمين التكافلي والاستثمار وشركة للخدمات".

وذكر "لم يكن الوصول إلى ما وصلنا اليه في عام 2021 تحديداً سهلاً إلا انه يمكن تلخيص سر نجاحنا في مجموعة نقاط أبرزها وضع استراتيجية واضحة، وتكوين فريق تنفيذي من أصحاب الخبرات، والعودة لأساسيات العمل المصرفي، والتركيز على خدمة العملاء، والاستثمار في الخدمات المصرفية الرقمية، والاستثمار في الموارد البشرية، والتركيز على العنصر الوطني".

40 عاماً من العمل المصرفي

ويمثل الماجد نموذجاً للقيادات المصرفية الكويتية التي دخلت المجال في سبعينيات القرن الماضي محملاً بطموح الشباب في إثبات الذات من خلال اقتحام مجال كان جديداً على شباب الكويت وقتها، ولم يكن من القطاعات الجاذبة لعدة أسباب تتعلق بطبيعة العمل المصرفي الصعبة.

وبدأت القصة مع عودة الماجد الحاصل على شهادته الجامعية ليلتحق ببنك الكويت الوطني، الذي قضى فيه أغلبية رحلته المصرفية، ليتدرج في العديد من الوظائف والمناصب حتى وصل إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي في "الوطني" قبل أن يلتحق بـ "بوبيان" في أغسطس 2009.

وطوال فترة عمله في "الوطني" اكتسب الماجد خبرات عدة في مجال الخدمات المصرفية الاستهلاكية والخدمات المصرفية التجارية والخدمات المصرفية الإقليمية ومجموعة الخدمات المصرفية الخاصة والعمليات المصرفية الرئيسية وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المصرفية بالفروع والخدمات المصرفية الرقمية، بما في ذلك تقديم الخدمات المصرفية على الإنترنت لأول مرة في الشرق الأوسط، وكذلك الشؤون الإدارية، وحوكمة الشركات.

فنجان القهوة مع الرئيس

وعلى مدار السنوات الماضية يمكن القول، إن الرئيس التنفيذي عادل الماجد التقى جميع موظفي "بوبيان" بصورة شخصية من خلال تقليد عرف داخل البنك باسم "فنجان قهوة مع الرئيس"، ويعتمد على لقاء الماجد كل اسبوعين بعشرة من موظفي البنك من مختلف الإدارات والدرجات يتم اختيارهم وفق آلية منظمة من قبل إدارة الموارد البشرية.

وخلال هذه اللقاءات التي قد تمتد إلى اكثر من ساعة، يتعرف الماجد على موظفي البنك ويستمع إلى آرائهم بكل شفافية مع منحهم جميعاً حرية إبداء الرأي مهما كان، والاستماع الى أية أفكار لديهم، وبالفعل فقد نجحت هذه الاجتماعات في خلق أجواء ودية جميلة داخل المؤسسة، واستفاد البنك كثيراً مما طرح خلالها من آراء.

ويمتلك الماجد علاقات مميزة مع مختلف وسائل الاعلام منذ كان في "الوطني"، ويحسب له على مدار السنوات الماضية أن علاقته مع جميع الصحافيين ممتازة، ويمكنهم التواصل معه بصورة مباشرة على مدار الساعة دون وجود الحواجز التقليدية كالمكتب الاعلامي أو السكرتارية وغيرها.

كما يُحسب له كذلك من ضمن إنجازاته الشخصية أنه أول رئيس تنفيذي في الكويت، ومن القلائل في المنطقة الذي لديه حسابات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر ليس سهلا، خاصة اذا ما كنا في دولة مثل الكويت تتمتع بأعلى مستويات الحرية وتبادل الآراء عبر هذه الوسائل.

وعبر هذه الحسابات، وتحديداً من خلال "تويتر" يستقبل الماجد يومياً العديد من الاستفسارات والتساؤلات، وأحياناً رسائل النقد لخدمات البنك، وهو الامر الذي يتقبله بصدر رحب دونما أي اعتراض من منطلق حرصه على معرفة آراء عملاء البنك وغيرهم فيما يقدم لهم من خدمات ومنتجات.

أبرز المؤشرات المالية

وتشير جميع مؤشرات البنك الرئيسية إلى نتائج الجهود التي قام بها الماجد وفريقه، إذ ظهرت بشكلٍ سريع في نهاية 2010، وبعد أقل من عامين على التحول، ارتفعت محفظة تمويل البنك بنسبة 73 في المئة من 1.6 مليار دولار في 2008 إلى 2.7 مليار في 2010.

وخلال هذه الفترة (2010 الى 2021) أصبحت محفظة تمويل الأفراد التي مثلت نسبة متواضعة من محفظة التمويل في 2008، تمثل42 في المئة من محفظة التمويل، إذ بلغت 7.9 مليارات دولار في 2021 (زيادة بـ 3 أضعاف على مدار 7 سنوات بمعدل سنوي مركب 17 في المئة)، بينما زادت تمويلات الشركات عن الضعف خلال الفترة من 2008 إلى 2021 لتصل إلى 10.8 مليارات دولار.

وتغيرت تركيبة محفظة التمويل أيضاً، إذ أصبحت المؤسسات المالية (باستثناء البنوك) تمثل ما يقل عن 4 في المئة من إجمالي المحفظة في 2015 نزولاً من 46 في المئة في 2008.

وفي عام 2010، حقق البنك صافي ربح بلغ 20 مليون دولار رغم تحقيق صافي خسارة تبلغ 171 مليونا في العام السابق، وخلال الفترة من 2010 إلى 2021، ارتفع صافي ربح البنك بمعدل سنوي مركب يبلغ 21 في المئة ليصل إلى 106 ملايين في 2021.

وبلغت أصول البنك 24 مليار دولار في 2021 ارتفاعاً من 4.4 مليارات دولار في 2010 بمعدل سنوي مركب بلغ 17 في المئة، كما استقرت القروض غير المنتظمة عند 1 في المئة من إجمالي القروض منخفضة القيمة في 2021، ومن حيث الحصة السوقية، فقد وجد البنك ضالته في الشباب الكويتيين، ففي 2021، بلغ عددهم بين عملائه 50 في المئة.

وجنى البنك ثمار التركيز على الخدمة، إذ حصل بشكلٍ مستمر على أعلى مستويات رضا العملاء في الكويت، وحصل على جائزة أفضل بنك إسلامي في خدمة العملاء من سيرفس هيرو على مدار 12 عاماً.

التوسع الخارجي وNomo Bank

وخلال الأعوام الأخيرة نجح "بوبيان" في الاستحواذ على بنك لندن والشرق الاوسط، ويمتلك فيه حالياً 71 في المئة من الاسهم، ثم جاء اعلان "بوبيان" عن انطلاق أعمال علامته التجارية الجديدة Nomo Bank بالكامل في الكويت والمملكة المتحدة كأول بنك رقمي إسلامي عالمي من لندن لديه القدرة على تقديم خدماته للجميع سواء من عملاء بوبيان أو غيرهم.

ويطمح البنك إلى أن يُصبح البنك الإسلامي المفضل لعملاء دول مجلس التعاون الخليجي في المملكة المتحدة، إذ تم وضع مجموعة من المبادئ الرئيسية ضمن استراتيجية التحوّل الخاصة بالبنك بعد الاستحواذ، من بينها بناء علامة تجارية مستدامة تركز على العملاء ومنسجمة مع مجموعة "بوبيان".