6/6: الشعر ديوان العرب
يعبر الشعر عن وجدان الشعوب ومشاعرهم المختلطة تجاه أوطانهم بين الزهو والفخر والألم، وتنطلق تعبيرات الشعراء من كيفية بوح الناس عن حبهم لأوطانهم والجزع عليها والإفصاح عن عتبهم إن جفتهم أو قست عليهم. وكتب الشاعر الكبير فهد راشد بورسلي، رحمه الله، قصيدة في أربعينيات القرن الماضي، لا تزال تتردد في الوجدان، وتقفز للأذهان بين الحين والآخر، وعنوانها "الدار جارت"، والتي أنقلها دون تصرف بالرغم من اختلافي مع بعض التشبيهات والتعبيرات الواردة فيها، لأنني لا أجرؤ على التصرف بكلمات لشاعر بحجم وقيمة وقامة الأستاذ فهد بورسلي الأدبية.قال رحمه الله:
(الدار)... جارت... ما عليها شافهوالحر... فيها شايفٍ... ما عافهبالك تكاثر صدّها... وان صدّتعاداتها... عقب القبول... انكافهدارٍ... لغير عيالها... مشكورةوالّا ابنها... (تلعن أبو أسلافه)دارٍ... يعيش بها الغريب... منعّموتعيش فيها... (أم أحمد العكّافة)دارٍ... أوصّفها: عجوزٍ شمطاهمّازةٍ... منّاعةٍ... حلاّفةتغذي عيال الناس... وتداويهموعيالها... لعيونهم... (خطّافة)مثل الحمامة... فرخها في البيضةوعند اطْيَرانه... تنكره... وتعافهآسف على الطيّب... تردّى حاله ًوالّا الردي... ما من عليه إحسافه ما دامنا شتى... بفلك ٍواحدذاب الشراع... وضاعت الغرّافةهذا جزانا... زين سوّت فيناخل الغرق... ما يوهّل النزّافة نصبر غصب أو طيب... هذي القسمةلو نلحس التمرة... ورا الخصّافةأنا أعرفها زين... ما استنكرهااللي يوصّفها... تضيع أوصافههذي (عذاري)... الجار ما ينكرهاتسقي البعيد... ولا ترش الحافةحنا تقاطعنا... وشلنا نفوسناوالزود... خلاّنا على مِهيافه(والحسد... والبغضا... وقلّ الرحمة)ما واحد فينا... سعى بانصافهيالله دخيلك... عقب ذيك النخوةما من... من الواجب... ولا طرّافهنجني الثمر... من كل علمٍ وافيولا نجني الثمرة... من الصفصافةمن داخَل الداخِل... وبار بجنسهكلٍّ على اكتافه... يشيل احتافهوهناك بيت من الشعر القديم محرّف عن بيت للشاعر الحجازي قتادة بن إدريس يقابل فحوى قصيدة شاعرنا بورسلي بالقول:بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌوأهلي وإن ضَنّوا عليّ كرامُحقاً... إن الشعر ديوان العرب، رحم الله بورسلي وبن إدريس وحفظ الوطن.