نقطة: شر البلدية ما يضحك...
![فهد البسام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/29_1666896202.jpg)
فعلى سبيل المثال، تغيير صغير في نسب البناء بالمناطق السكنية لم يُعطَ حقه من الدراسة والبحث بعمق من جميع الجوانب سواء الفنية أو الاجتماعية أو حتى السياسية، فقرار مثل هذا يفترض أن يكون أكبر من أن تتخذه البلدية أو مجلسها منفردين، أدى بالنهاية لما نراه ونعانيه اليوم من زيادة على أحمال الكهرباء والماء والبنية التحتية والمجاري وازدحام الشوارع وكثرة قضايا الإيجارات في المحاكم والارتفاع الجنوني لأسعار المنازل، كما غيّر من طبيعة الأسرة والمجتمع الكويتي بصفة عامة، فتحول الناس من أسر طبيعية تعيش في بيوت واسعة إلى مؤجرين يعيشون في شقق صغيرة داخل مناطق كان يفترض أنها نموذجية، وهم في أثناء كل ذلك ينتظرون منزل العمر الذي سترخصه لهم البلدية بعد أن تتوفر الأراضي السكنية بمباركة البلدية أيضاً ومخططها الهيكلي، فتعقدت الأزمة الإسكانية أكثر وأكثر لتضغط على المواطن وميزانيته وتزيد من أزماته وقلقه وسخطه، ومطلوب بعد ذلك إيجاد الحلول من الحكومة والمجلس التشريعي بسبب سوء تقدير البلدية المحترمة من البداية.البلدية هي وجه أجهزة الدولة الفضولية القبيح الذي يضع لمسته المزعجة على حياة الفرد في الكويت ويتدخل في كل شيء منذ الميلاد حتى الوفاة، حرفياً لا مجازاً، بدءاً من إصدار تراخيص بناء المستشفيات مروراً بتراخيص البيوت والعمارات والأعمال التجارية والمطاعم وجمع القمامة وصولاً للإشراف على المقابر ورحلة الوداع، وما بين ذلك الحياة بكل تفاصيلها وإزعاجها الذي تتسبب بأغلبه لنا البلدية ولا تهون وزارة الشؤون، فإذا كانت البلدية "ريا" فإن الشؤون هي "سكينة"، والداخلية هي "عبدالعال" الحامي الرسمي للشقيقتين، وما نحن إلا ضحايا نبحث عن مهرب منهم قدر الإمكان.