هرمنا وهرمت الكويت
كويتنا الحبيبة أغلى الأوطان تعاني الجحود والنكران من بعض أبنائها غير البارين الذين ربتهم صغاراً ورعتهم كباراً، حيث احتضنتهم في أحلك الظروف وبلا منّة، نعم كانت حياة الماضي مليئة بالمشقة والتعب، وكل من عاش في تلك الفترة من أهل البحر وأهل البادية عانوا شظف العيش وصعوبته، ولكن الحياة كانت أجمل بكثير بسبب ترابطهم الاجتماعي وصفاء نفوسهم وحبهم لبعضهم. الكويت اليوم حزينة على كل ما يحصل لها من خذلان، حيث أعطت الكثير لأبنائها من خيرات الله في أرضها المباركة، حتى أتت النقلة النوعية من كويت الماضي إلى كويت الحاضر، وما صاحبها من طفرة مالية بسبب ظهور النفط، والتي أدت إلى نهضة عمرانية، لكن في كويتنا غصة لأنها بدت تشيخ وتكبر وهي مازالت فتية بسبب الديموقراطية الناقصة التي نمارسها بطرق غير صحيحة، والتي جلبت لنا كل المشاكل والسرقات والفساد مما أدى إلى التناحر بين أبناء الوطن الواحد الذين يريدُ كل منهم أن يلغي وجود الآخر، وظهرت لنا النعرات الطائفية والقبلية والعائلية في المجتمع الكويتي والتي شقت وحدة الصف وفرقت الناس. حال البلد لا تسر الصديق بسبب الصراعات السياسية بيننا والتي شغلتنا كثيراً حتى نسينا كويتنا الحبيبة وحيدة مكبلة وسط أتون هذه المعارك التي يرغب في استمرارها عدو فاسد يكره الخير لها ولأهلها، الناس ملوا وهم يرون المفسدين يستشري فسادهم في البلد على عينك يا تاجر وفي كل مكان، وللأسف هذا الفساد طال كل شيء ويزداد أمام أعين الجميع لأن «من أمن العقوبة أساء الأدب».
لذلك نناشد كل الحكماء والخيرين من كل أطياف الشعب أن يلتفوا حول الكويت ويدلوا برأيهم بما فيه الخير والمصلحة لنا جميعاً حتى يكونوا معول بناء بقولهم لكلمة الحق، ولا يكونوا معول هدم بسبب صمتهم عما يحصل، وحتى نستطيع أن نقضي على هذا الفساد والصراعات السياسية التي صُنعت بأيدي الأشرار للتفريق بيننا كشعب وضرب وحدتنا الوطنية، لنتناحر في ما بيننا وننشغل عنهم وعن فسادهم الذي دمر كل ما هو جميل في وطننا الحبيب، نعم، هرِمنا وهرِمت الكويت، لذلك دعونا جميعاً نتكاتف في معركتنا بالوقوف مع الحق ضد الباطل، حتى ننتصر للكويت وتعود كما عهدناها جميلة وفتية تحتضن جميع الشرفاء والخيرين من أبنائها الذين عاشوا فيها وحافظوا عليها.