مع بدئه أول رحلة آسيوية يُخيِّم عليها شبح التجربة النووية السابعة لكوريا الشمالية، تلقّى الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، تحذيراً شديداً من الصين أنها ستتخذ إجراءات حاسمة لحماية سيادتها ومصالحها الوطنية إذا تدخلت إدارته في شؤونها الداخلية. واستبق رئيس ديوان الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يانغ جيه تشي، توجّه بايدن لكوريا الجنوبية واليابان لتأكيد طموحاته الآسيوية، وتوحيد حلفائه على غرار تجربته الأوروبية، وأبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، أن واشنطن قامت بالعديد من الإجراءات والتصريحات غير الصحيحة والتدخل في الشؤون الداخلية لبكين والإضرار بمصالحها، مؤكداً أن بلاده «ستتخذ إجراءات حاسمة لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية، وستحول الأقوال إلى حقيقة».
وأوضح المسؤول الصيني، في مكالمة هاتفية نادرة، أن «قضية تايوان هي الأهم والأكثر حساسية، وإذا أصرّت واشنطن على اللعب بهذه الورقة واستمرت في المسار الخاطئ، فسيؤدي ذلك حتماً إلى وضع خطير، وبالتالي عليها فهم الموقف بوضوح، والتقيد الصارم بالتزاماتها، وبمبدأ الصين الواحدة».ومدعوماً بفكرة نجاحه في توحيد الغرب ضد روسيا، توجّه بايدن أمس إلى سيول، على أن يكمل بعد غد رحلته الآسيوية إلى طوكيو، التي سخرت 18 ألف جندي لحمايته خلال وجوده للمشاركة في القمة الإقليمية للتحالف الرباعي (كواد)، الذي يضم إلى جانبه أستراليا والهند واليابان.وقال ساليفان، عشية مغادرة بايدن: «لا تعارض بين تكريس الوقت والطاقة والاهتمام لأوروبا ولآسيا. نعتبر أن القضايا الأوروبية والآسيوية يعزز بعضها بعضاً، ونريد تأكيد صورة ما يمكن أن يكون عليه العالم إذا اجتمعت الديمقراطيات والمجتمعات المنفتحة لإملاء قواعد اللعبة حول حس القيادة الأميركي في رسالة ستصل إلى بكين، لكنها ليست سلبية أو موجهة إلى دولة واحدة».وقبله، نبّه مدير الاستخبارات المركزية CIA وليام بيرنز، أن الصين تتابع «عن كثب» الغزو الروسي لأوكرانيا، وستأخذ العبر من هذا النزاع لتكييف خططها الهادفة للسيطرة على تايوان.ومع تأكيده أن بايدن لن يذهب إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، التي عقد فيها سلفه دونالد ترامب في 2019 أول قمة من نوعها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أشار ساليفان لمعلومات أميركية تعكس احتمالاً حقيقياً لإجراء تجربة نووية مع الزيارة.ونقل النائب الكوري الجنوبي ها تاي- كونغ عن معلومات الجهاز الوطني للاستخبارات في سيول، أن كوريا الشمالية أنجزت التحضيرات لتجربة نووية تنتظر الوقت المناسب لإجرائها.واختبرت كوريا، التي يرى زعيمها في الأسلحة النووية وسيلة للتأثير على الساحة الدولية وضمان قبضته الشديدة، 6 تجارب نووية بين عامي 2006 و2017، وقد يلجأ لاستعراض قدراته رغم تفشي «كورونا» وتجاوز عدد الإصابات في بلاده حتى الآن 1.7 مليون.
أخبار الأولى
إنذار صيني حاسم مع بدء جولة بايدن الآسيوية
20-05-2022