نفط للبيع... من يشتري؟
![خالد الجري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1490095771067649000/1490095771000/1280x960.jpg)
فالصين، على سبيل المثال، تعتبر أكبر مستورد للنفط الكويتي بنسبة تصل إلى نحو ثلث إجمالي صادراتنا النفطية وبقيمة تقديرية تصل إلى ما يقارب 10 مليارات دولار سنوياً، ورغم ذلك فها هي تحذو حذو الاتحاد الأوروبي، حيث تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث قدرة الطاقة النووية المركبة بعد الولايات المتحدة وفرنسا.كان لدى الصين 53 محطة للطاقة النووية في نهاية عام 2021، بطاقة توليد إجمالية نحو 55 غيغاوات، وتخطط حكومتها لتوسيع النطاق إلى 70 غيغاوات بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن تنمو السعة أكثر حتى تصل إلى ما بين 120 و150 غيغاوات عام 2030، وهو ما قد يكون كافياً لتجاوز الولايات المتحدة وفرنسا.كما أنها تمتلك نحو 5٪ من إمدادات اليورانيوم القابلة للتطوير في العالم، وهي في المركز الثامن عالمياً من حيث المخزون، مما يساعدها في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج الطاقة. إن انخفاض قيمة صادرات النفط الكويتي بمبلغ 11.8 مليار دولار خلال خمس سنوات منذ عام 2015 حيث كانت تبلغ قيمة صادراته آنذاك 53.4 ملياراً مقارنة بـ41.6 ملياراً لعام 2020، في انخفاض بنسبة تجاوزت 22 في المئة، ما هو إلا مؤشر واضح لما ستؤول إليه الحال في المستقبل، حيث إن أي ارتفاع في أسعار النفط مستقبلاً لن يكون كافياً لسد قيمة العجز المرتقب ما لم يكن هنالك تحرك جاد وسريع لمعالجة القضايا والقوانين العالقة في البلاد.إن ارتفاعات أسعار النفط ما هي إلا لأسباب مؤقتة ولن تستمر فترات طويلة، وهذا يأخذنا إلى السؤال الرئيسي وهو: إلى متى سيتم الاعتماد على النفط مصدراً رئيساً للدخل، مع تجاهل جميع الدراسات والمؤشرات الاقتصادية التي تؤكد قرب انهيار قيمة هذا المورد؟!لا أريد أن أقارن بيننا وبين دول الخليج الأخرى من حيث التنوع في مصادر الدخل، حيث إن الجميع يعلم حجم الإنجازات التي قامت بها تلك الدول خلال فترات قياسية، والخوض فيها سيكون من باب التكرار.ولا أعتقد أن أي مسؤول لدينا غافل عما يدور في هذه الدول، كيف لا ونحن نجدهم في كل مناسبة يتسابقون للسفر إليها سواء للسياحة أو للاستجمام؟! ألا يخجل مثل هؤلاء المسؤولين عند زيارتهم دول الجوار ورؤية مدى التقدم الذي وصلت إليه، لا سيما أنهم يملكون القرار لجعل بلادهم في مصاف تلك الدول والتفوق عليها؟!بعد كل هذه القراءات أما آن الأوان لنستفيق من سباتنا وننفض الغبار عن أنفسنا لننهض باقتصاد بلادنا ومستقبل أبنائنا ونمسك بزمام أمورنا لكي تعود كويتنا كسابق عهدها عروس الخليج؟!