عقب اكتشاف عشرات الحالات من مرض «جدري القرود»، خلال الأيام الماضية، في دول أوروبية إضافة إلى أميركا وأستراليا وكندا، كشفت مصادر صحية مطلعة، أن الجهات المعنية بالكويت تواكب بدقة تطورات هذا المرض.

وأكدت المصادر أن الكويت خالية من أي إصابة به، والفرق المختصة بوزارة الصحة مستمرة في ترصد الوضع الصحي العالمي بهذا الشأن.

Ad

من جهة أخرى، علمت «الجريدة» من مصادرها أن «الصحة» تجهز 3 مواقع جديدة لاستخدامها فروعاً للمجلس الطبي العام بمحافظات الفروانية والجهراء وحولي، مؤكدة أن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد افتتاح أفرع جديدة بتلك المحافظات.

وعلى الصعيد الدولي، دقّ مسؤولو منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن ارتفاع عدد الإصابات بجدري القرود في أوروبا ومناطق أخرى، وهو نوع من الإصابة الفيروسية الأكثر شيوعاً في غرب القارة الإفريقية ووسطها.

وقالت المنظمة، إنه تم، حتى أمس الأول، تأكيد نحو 80 إصابة بهذا المرض، فضلاً عن 50 أخرى يجري التحقق منها في 11 دولة.

وقال مسؤول في «الصحة العامة» بالولايات المتحدة للصحافيين، إن مخاطر «جدري القرود» على عامة الناس منخفضة حالياً، موضحاً أنه فيروس يمكن أن يسبب أعراضاً تشمل ارتفاع درجة الحرارة وآلاماً، ويظهر بشكل طفح جلدي مميز.

وذكر أن هذا المرض يرتبط بالجدري، لكنه عادة ما يكون أخف، لاسيما سلالة غرب إفريقيا من الفيروس، التي رُصدت في إصابة بالولايات المتحدة، والتي يبلغ معدل الوفيات الناجمة عنها نحو 1%.

وأضاف أن معظم الناس يتعافون منه تماماً في غضون ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع، مبيناً أن الفيروس لا ينتقل بسهولة مثل «سارس كوف 2»، الذي حفّز جائحة «كوفيد 19» عالمياً.

ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لـ «جدري القرود» ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشيط، موضحين أن ذلك يسهّل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة.

وكثيرون من الأشخاص، وليس كلهم، الذين شُخِّصت إصابتهم في التفشي الحالي رجال مارسوا الجنس مع رجال آخرين، بما في ذلك إصابات في إسبانيا رُبِطت بحمام بخار (ساونا) بمنطقة مدريد.

وفقاً لـ «الصحة العالمية»، فإن حالات التفشي المسجلة بالآونة الأخيرة حتى الآن غير نمطية؛ لأنها تحدث في دول لا ينتشر فيها الفيروس عادة، ويسعى العلماء إلى فهم أصل الإصابات الحالية، وما إذا كان أي شيء يخص الفيروس قد تغير.

وتم اكتشاف معظم الحالات المسجلة في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال، فضلاً عن كندا وأستراليا، وتأكيد إصابة واحدة بمدينة بوسطن الأميركية، إذ أعلن مسؤولو «الصحة العامة» احتمال ظهور المزيد من الإصابات بالولايات المتحدة.

وأبدى مسؤولو «الصحة العالمية» قلقهم من احتمال ظهور عدد أكبر من الإصابات مع تجمع الناس في المهرجانات، والحفلات، والعطلات خلال أشهر الصيف المقبلة في أوروبا ومناطق أخرى.

وبدأت بريطانيا في تطعيم العاملين بمجال الرعاية الصحية، بلقاح الجدري، والذي يمكن أن يقي أيضاً من «جدري القرود»، في حين ذكرت الحكومة الأميركية أن لديها ما يكفي من لقاح الجدري المخزن في مخزونها الوطني الاستراتيجي لتطعيم جميع السكان.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، في بيان، إن هناك أدوية مضادة للفيروسات للجدري يمكن استخدامها أيضاً لعلاج «جدري القرود» في ظل ظروف معينة.