ما أهمية تجربة الكويت البرلمانية لدول الخليج؟
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
عودة إلى الموضوع الرئيس للدراسة والسؤال عن سبب تأسيس مجلس الأمة؟ يقول «هيرب» في ملخص الموضوع: «لماذا يوجد في الكويت برلمان قوي بينما لا يوجد برلمان مماثل في دول الخليج الأخرى؟ ويدرس أسباباً وتبريرات عدة لانبثاق مجلس الأمة الكويتي، ويناقش أعمال جيل كريستال، وشون يوم، وآخرين، ويجادل بأن التهديد العراقي كان له دور حاسم في انبثاق مجلس الأمة خلال حادثتين تاريخيتين هما: كتابة الدستور عام 1962، واستعادة العمل بالدستور عام 1992 بعد التحرير من الاحتلال العراقي، وفي الختام يستكشف الدروس المستفادة من الحالة الكويتية فيما يتعلق بآفاق الإصلاح في بلدان الخليج الخمسة الأخرى، الدراسة تعتمد على بحث قدمه في كتابه «أجور النفط: البرلمانات والتنمية الاقتصادية في الكويت والإمارات العربية المتحدة»، الصادر عام 2014. يؤكد المؤلف هيرب في معرض حديثه عن التجربة البرلمانية في الكويت أنها ذات أهمية مركزية لدول الخليج بقوله: «سوف يتلاشى مزاج رد الفعل السلبي على الربيع العربي بمرور الوقت، وعندما يحدث ذلك، سيبحث مواطنو الخليج عن نماذج للمشاركة السياسية الموسعة، والكويت تقدم مثل هذا النموذج، ولذلك من المفيد النظر في جذور وآفاق مجلس الأمة الكويتي، أنه أقوى هيئة تمثيلية في المنطقة وهو شئنا أم أبينا، نموذج مقنع لكيفية توسيع المشاركة السياسية في يوم من الأيام في الدول الأخرى، ولا يعد النموذج الكويتي البديل الأكثر ترجيحاً للوضع الراهن فحسب، بل يمكن المجادلة بأنه البديل الوحيد المرغوب للوضع الراهن الذي يمكن تحقيقه في، ممالك الخليج». انتهى الأمر بصاحب الباع الطويل في الشؤون الخليجية وكتابه الأكثر شهرة «كل شيء في العائلة: الاستبداد والثورة والديموقراطية في ممالك الشرق الأوسط» إلى الخلاصة التالية: «نظرا إلى وجود عوامل لا تشجع على استحداث دستور على الطراز الكويتي في أي مكان آخر في الخليج يتساءل: هل هناك أي سبب للاعتقاد بأن النموذج الكويتي قد يكون له أي فائدة للبلدان الخليجية الأخرى؟ في الحقيقة، هناك سبب لمثل هذا الاعتقاد.. من المحتمل أن يكون حاسماً في التطور السياسي المستقبلي لبعض البلدان الخليجية، باختصار هناك القليل من البدائل الجيدة للنموذج الكويتي إذا وجدت الأسر الحاكمة نفسها في موقف صعب، وتحت ضغط من الخارج أو الداخل»، لذلك يعتبر أن النموذج الكويتي المجرب الوحيد الذي يوفر الاستقرار السياسي المنشود.