الساري الهندي الأصيل… في خطر
يتمسك الهندي محمد سراج الدين، في مشغله ذي الإضاءة الخافتة، باستخدام التقنيات اليدوية في تصنيع الساري الحريري، وهو تالياً أحد آخر نسّاجي مدينة فاراناسي الذين يعتمدون الطريقة الحرفية في إنتاج هذا الزيّ النسائي التقليدي.وتشكّل جودة الأقمشة المستخدمة ودقّة الأنماط المرسومة عليها سبب الشهرة التي اكتسبتها منذ قرون ملابس الساري الحريرية المصنّعة في فاراناسي، وهي مدينة بولاية أوتار براديش (شمال الهند)، تشكّل مقصداً للحجاج للهندوس، لكونها تقع على ضفاف نهر الغانج المقدّس لديهم.لكنّ حرفيي المدينة الذين يصرّون على حياكة هذه الملابس يدوياً باتوا اليوم عرضة لمنافسة شرسة من الساري الصيني المنخفض الثمن الذي غزا الأسواق، ويشكّل استخدام المناسيج الآلية خطراً يهدد استمراريتهم، فيما لا تزال مبيعاتهم متأثرة سلباً ببطء التعافي من جائحة كوفيد - 19.
وينتمي سراج الدين إلى قلّة من نساجي فاراناسي لا تزال تقاوم المناسيج الكهربائية التي تتميز عن تلك اليدوية بسهولة الاستخدام وسرعة الإنتاج. ويُباع ساري واحد صمّمه سراج الدين وزيّنه بخيط "زاري" ذهبي وبأنماط على شكل أزهار، بـ 30 ألف روبية (390 دولاراً)، لكنّ الربح الذي يبقى له ضئيل جداً، إذ حُسِمَت من السعر أكلاف التصنيع وعمولات الوسطاء.ويوضح أن "تصنيع لباس ساري واحد يستغرق أياماً، نظراً للمجهود الذي تتطلّبه العملية، في حين أن الربح الناجم عن بيعه لا يُذكر".وفي المقابل، يبلغ ثمن الساري المصنوع على منسج آليّ بين 5 و10 آلاف روبية (130 دولاراً)، لكنّه يُصنّع بخيوط حرير أقلّ جودة.ويشهد لباس الساري الخاص بمدينة فاراناسي طلباً واسعاً من الهنديات المقبلات على الزواج، وعادةً ما تتوارثه نساء العائلة الواحدة جيلاً عن جيل.وترى مؤلفة كتاب ووفن تكستايلز أوف فاراناسي، جايا جايتلي، أن المكننة وانتشار المنتجات المقلّدة الصينية المنشأ في الأسواق انعكسا سلباً على أزياء الساري المصنوعة تقليدياً في فاراناسي.