استكمالاً لمتابعة أبرز التطورات العالمية والإقليمية في مجالات الاستدامة والحوكمة، أصدر بنك بوبيان تقريره الثاني للاستدامة لسنة 2021، والذي يتناول مؤشرات الاستدامة وتأثيرها على القطاعات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى حوكمة الشركات، التي تعد من الأمور الرئيسية لتقييم أداء ومكانة البنك محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وبهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية الشخصية والرقمية في البنك عبدالله التويجري: "تزامناً من انتشار مفهوم الاستدامة وضرورة تطبيقها، الأمر الذي بات أهم عوامل تقييم المؤسسات على جميع القطاعات محلياً ودولياً، نطلق اليوم تقرير بنك بوبيان الثاني للاستدامة 2021، الذي يركز على الدور الفعال لعملية تضمين مؤشرات وعناصر الاستدامة لدى البنك في قدرته على مواجهة تحديات الأزمة، وهو ما مكننا من تحقيق أعلى مستويات الخدمة".

Ad

وأضاف: كان عام 2021 استثنائياً لا يقل أهمية وتحدياً عن عام 2020، فبعد ما واجهناه خلال أزمة 2020، ونجحنا في اجتيازه رغم العواقب والصعوبات، أصبحنا أمام تحد جديد وهو العودة مرة أخرى إلى سوق العمل ليس بنفس مستوى الأداء قبل الأزمة، بل أكثر تفوقاً وتميزاً، لاسيما أن المنافسة بين المؤسسات أصبحت أكثر قوة.

وحول منظور الحوكمة، أوضح التويجري أننا "حريصون على مراقبة وقياس أداء المجموعة على مستوى معايير الاستدامة الثلاثة؛ الحوكمة والبيئة والمجتمع، وإبلاغ أصحاب المصلحة المعتبرين بهذه الإنجازات والالتزامات، مؤكداً أن البنك يسعى دوماً إلى حماية حقوق المساهمين، والحفاظ على القيمة الاستثمارية وعلى الحد من تضارب المصالح؛ من خلال الالتزام بتطبيق جميع المعايير وتعزيز دور المساهمين في المشاركة بعمليات اتخاذ القرارات الرئيسية المتعلقة بكل ما يرتبط باستثماراتهم.

رؤية البنك

وأشار التويجري أن أن "بوبيان" ينظر إلى الاستدامة كأحد الدوافع الأساسية لرؤية البنك الذي يطمح إلى أن يكون أحد أكبر البنوك الإسلامية في مجال الخدمات المصرفية الإسلامية وأنها باتت عنصراً أساسياً في استراتيجيات المؤسسات والدول لتتماشى مع رؤية كويت 2035.

ولفت إلى أن تقرير الاستدامة لعام 2021 يستند إلى التقييم والإفصاح عن معايير الاستدامة كافة، وبالأخص لكل ما يتعلّق بالحوكمة والبيئة والمجتمع، والذي يشمل عدداً من الجوانب والمحاور الرئيسية التي تهمّ عملاءنا ومساهمينا وموظفينا والمجتمع ككل، مما يعكس مسيرتنا الثابتة التي يدعمها تركيز المجموعة على إرساء أطر راسخة للاستدامة.

وأكد أننا نهدف إلى أن نكون في الصدارة من خلال أدائنا المستدام، ونتطلع إلى تعزيز هذه الممارسة في المستقبل، والحفاظ على شفافية التواصل مع أصحاب المصلحة من خلال الإفصاح عن أدائنا للمؤشرات غير المالية، ودورنا وأثرنا على مؤشرات الاستدامة الخاصة بكل من معايير الحوكمة والبيئة والمجتمع.

تطور التحول الرقمي والتفوق في خدمة العملاء

وتطرّق التقرير إلى نجاح رحلة بنك بوبيان نحو التحول الرقمي، حيث يُعد البنك من أبرز البنوك الكويتية التي استثمرت كثيراً في الخدمات المصرفية الرقمية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما جعله في المقدمة محلياً وعالمياً على مستوى البنوك الإسلامية، حيث استحوذ البنك على جائزة أفضل بنك إسلامي في الخدمات الرقمية عالمياً من مؤسسة غلوبل فاينانس لمدة 7 سنوات متتالية.

وتناول التقرير مسيرة البنك نحو التحول الرقمي، حيث شهد البنك مستويات مختلفة من التحول الرقمي تهدف في النهاية إلى تقديم تجربة تنافسية واستثنائية لعملائنا تواكب التغييرات الرقمية بين القطاعين المصرفي والمالي.

وقد آتت هذه المحاولات والتغييرات نحو التحول الرقمي ثمارها بشكل أساسي يرتكز على تسريع وسهولة الوصول إلى خدمات ومنتجات المجموعة وتعزيز الكفاءة التشغيلية والإنتاجية، إضافة إلى النجاح في التقليل من معدل العمليات الورقية للمجموعة، وبالتالي إلى تحسين الأثر البيئي الناتج عن عملياتنا المختلفة.

ولعل أبرز ما يميّز هذه الخدمات هو تناسقها مع التوجهات العالمية في التوجه نحو التنمية المستدامة، خاصة ما يتعلّق بالحفاظ على البيئة من خلال تقليل الاستخدامات غير الضروروية كالورق، إلى جانب تقليل زيارات العميل للفرع، مما يعنى تقليل انبعاثات الوقود الناتجة عن السيارات المستخدمة في الذهاب للفرع. وتعكس أرقام "بوبيان" نموا سنويا كبيرا في قاعدة العملاء الذين يستخدمون الخدمات المصرفية الرقمية، حيث يمكن القول إن أكثر من 90 بالمئة من العملاء يستخدمون هذه الخدمات؛ سواء من خلال الهواتف الذكية أو الموقع الإلكتروني للبنك.

من ناحية أخرى، أكد التويجري أن إدارة البنك تبذل قصارى جهدها لتقييم تجربة العميل وتطويرها، حيث واصل البنك تربّعه على خدمة العملاء على مستوى القطاع المصرفي في الكويت من خلال حصوله على جائزة مؤسسة سيرفس هيرو كأفضل بنك إسلامي في خدمة العملاء بالكويت للعام الثاني عشر على التوالي منذ عام 2010.

وأضاف أنه "نتيجة تلك الجهود حققنا نسبة 95 بالمئة على مؤشر رضا العملاء (CSI)، وهو ما يؤكد استحقاقنا التربّع على عرش خدمة العملاء على مستوى القطاع المصرفي في الكويت.

تمكين الشباب ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة

ويُعدّ عام 2021 عاماً استثنائياً بخصوص الموارد البشرية، حيث تضمّن التقرير عرضاً لدور البنك وأسبقيته على مستوى البنوك المحلية والقطاع الخاص في تنفيذ العديد من المبادرات المهمة في سبيل تنمية وتطوير موظفيه، وإتاحة الفرص الوظيفية للشباب الكويتيين وصقل مهاراتهم وتأهيلهم من خلال برامج تدريب ذات طبيعة خاصة تجمع بين تحصيل المعلومات والممارسة الحقيقية للعمل المصرفي، وهو ما ساهم في خلق المزيد من الولاء بين الموظفين وتهافت الخريجين الجدد للحصول على فرصة عمل في "بوبيان".

وفيما يتعلّق بتمكين المرأة في المناصب القيادية تم تعيين 52 موظفة في مناصب إدارية وواحدة على مستوى مجلس الإدارة في BLME، كذلك تمكّنا من زيادة نسبة التكويت في "بوبيان" بنسبة 2.1 بالمئة، مقارنة بأداء البنك خلال عام 2020، في حين ارتفعت نسبة التكويت في المستويات الإدارية الى 4.5 بالمئة.

وحتى نهاية العام الماضي تمكّن أكثر من 110 موظفين وموظفات من التسجيل في برنامج الماجستير منذ عام 2012 بالتعاون مع جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا (GUST)، كما بلغ عدد دورات التدريب الإلكترونية ما يزيد على 10 آلاف دورة تدريب متخصصة في العمل المصرفي والمالي والمهارات الفنية والإدارية المختلفة التي يحتاجها موظفو البنوك

والتي أتمها بنجاح 635 من موظفي البنك، وذلك من خلال التسجيل في منصة LinkedIn للتعليم والتدريب الرقمي ومنصة يورومني Euromoney العالمية للتدريب. يذكر أن إجمالي عدد ساعات التدريب قد بلغ 20.846 ساعة لعام 2021.

وبالتعاون مع معهد الدراسات المصرفية قام البنك بتدريب 134 موظفاً خلال 2021، حيث ركزت برامج التدريب على المهارات التخصصية في العمل المصرفي والقدرات الفنية والمهارات التقنية.

كما تضمن التقرير جزءاً خاصاً حول التزام "بوبيان" بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتنمية الاقتصاد الكويتي من خلال منتجات وخدمات البنك التي تلبي احتياجات عملائه من الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث هنالك زيادة تقدر بـ 22 بالمئة، مقارنة بالعام الماضي.

ويمتلك "بوبيان" برنامجاً خاصاً لاحتضان رواد أعمال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهو بمنزلة مبادرة لدعم وتحفيز رواد الأعمال والمبادرين واحتضان أفكارهم من خلال تزويدهم بوسائل المعرفة والتدريب، ومساعدتهم على بناء العلاقات، وتزويدهم بالمرافق وورش العمل وكل ما يلزم الشركات الصغيرة والمتوسطة لنموها وتعزيز مركزها.

التأثيرات البيئية

أما على صعيد الأداء البيئي، فقد تمكّنا من خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG) للنطاق الثالث بنسبة 34 بالمئة، مما يسلط الضوء على مساهمتنا ومسؤوليتنا تجاه تغيّر المناخ، وتم خفض نسبة استهلاك المياه بـ 44.2 بالمئة، وحرصنا على إعادة تدوير م نحو 731 وحدة الكترونية، مما نتج عنه انخفاض لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري يقدر بـ 11.5 MT CO2e.

وختاماً قال التويجري: "نحن سعداء بإطلاق تقرير الاستدامة الثاني لبنك بوبيان 2021، الذي استعرضنا من خلاله مسيرة بوبيان نحو الاستدامة ومحاورها، والدور الذي سيشكله البنك على كل من المعايير الخاصة بالحوكمة والبيئة والمجتمع".