رئيسي يتعهد بالثأر لاغتيال خدائي وإسرائيل تتأهب
• الرئيس الإيراني يجري مباحثات مع السلطان هيثم بمسقط ويشهد توقيع 8 مذكرات تعاون
• طهران تبرم تفاهماً مع السلطنة لتطوير حقل غازي وتلمح لخطوة مماثلة مع الكويت والسعودية
تعهدت السلطات الإيرانية بـ «الثأر» لاغتيال الضابط بـ «الحرس الثوري» حسين خدائي، قرب منزله، في ضربة أمنية يعتقد أن إسرائيل تقف وراءها، في حين أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مباحثات مع سلطان عُمان هيثم بن سعيد في مسقط، وشهدت توقيع اتفاقات تعاون، وسط ترقب لما ستؤول إليه الجهود الدولية الرامية لإحياء الاتفاق النووي.
توعد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بـ «الثأر الحتمي» لاغتيال العقيد البارز في «فيلق القدس» المسؤول عن العمليات الخارجية لـ «الحرس الثوري»، العقيد حسين خدائي، بالرصاص في طهران اليوم، فيما رفعت إسرائيل التي يعتقد أنها وراء العملية، التي تعد أبرز استهداف لشخصية إيرانية منذ 2020، حالة التأهب تحسباً للرد الانتقامي. وقال رئيسي، قبيل مغادرته مطار طهران متوجها إلى مسقط اليوم، إنه «ليس لدي شك أن الانتقام لدماء الشهيد العظيم من أيدي المجرمين أمر حتمي».وأضاف: «لاشك أن يد الغطرسة العالمية لها علاقة بهذا الاغتيال»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ستلاحق «مرتكبي الجريمة».
وفي موازاة ذلك، شدد المتحدث باسم «الحرس الثوري» رمضان شريف على أن اغتيال خدائي يزيد من عزم «الحرس» على مواجهة أعداء الأمة الإيرانية.وفي وقت لم تتمكن القوى الأمنية من توقيف مرتكبي الحادث الذي نُفذ أمس بخمس طلقات من مسدس كاتم للصوت، وحمل بصمات «الموساد» الإسرائيلي، أعلن وزير الداخلية أحمد وحيدي تشكيل لجنة مشتركة من الأجهزة الأمنية والعسكرية لمتابعة التحقيقات، وقال إن نتائج التحقيقات ستعلن بعد انتهائها. فيما اتهم مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية كاظم غريب آبادي إسرائيل بالتورط في الهجوم، داعيا إياها إلى «تحمل مسؤولية أعمالها الإرهابية».
تأهب إسرائيلي
في المقابل، أفادت هيئة البث، الرسمية، بأن إسرائيل رفعت حالة التأهب في سفاراتها وممثلياتها حول العالم؛ تحسباً لمحاولة إيران الثأر لمقتل خدائي، الذي اتهمته مصادر استخباراتية عبرية بالتخطيط لتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين ومصالح إسرائيلية حول العالم خصوصا في اليونان وقبرص.ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الذي يشرف على «الموساد»، التعليق على التقارير الواردة من طهران حول مسؤولية الاستخبارات الإسرائيلية عن الاعتداء الذي يعد الأبرز منذ اغتيالها الأب الروحي للبرنامج الذري الإيراني فخري زادة في 2020. وبحسب معلومات حصلت عليها «الجريدة»، شغل خدائي، قبل اغتياله، منصب قائد عمليات تصنيع الصواريخ و»المسيرات» في سورية، وهو أيضاً مساعد المدير العام للتصنيع الصاروخي في وزارة الدفاع.ويأتي الاغتيال في وقت يكتنف فيه الغموض جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى العالمية بعد أشهر من توقف المحادثات، وسط تقارير عن خلاف محتدم بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن، بشأن رفع «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب الأميركية.تعاون عماني
إلى ذلك، استقبل سلطان عمان، هيثم بن طارق آل سعيد، اليوم، الرئيس الإيراني، في مسقط، واستعرض معه أوجه التعاون الثنائي، وسبل دعم وتعزيز العلاقات بين بلديهما، إضافة إلى تبادل وجهات النظر تجاه الأمور والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.وشهد آل سعيد ورئيسي توقيع 8 مذكرات تفاهم وأربعة برامج تعاون في قطاعات من بينها النفط والغاز، والنقل، والدراسات الدبلوماسية، والتدريب، والإذاعة والتلفزيون. من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن سلطنة عمان، التي تقوم بدور بارز في الوساطة بين طهران والغرب، «عملت على لعب دور إيجابي في المعادلات الإقليمية بعيداً عن الاصطفاف والصراعات والاستقطابات». ووصف عبداللهيان الروابط بين الجمهورية الإسلامية وسلطنة عمان بأنها «تفوق علاقات الجوار». في غضون ذلك، أفاد وزير النفط الإيراني جواد أوجي بأن البلدين اتفقا على تشكيل لجنة فنية لتطوير حقل النفط المشترك «هنكام».ووصف أوجي الخطوة، بأنها غير مسبوقة، وتهدف إلى «الاستثمار المتكامل» للحقول النفطية المشتركة في المنطقة، بعيداً عن التنافس المضر.في هذه الأثناء، كتبت وكالة أنباء إيران أن الاتفاق بشأن «هنكام» يمكن أن يكون طريقاً جديداً لتطوير حقول مشتركة أخرى، بما في ذلك حقل «الدرة» الغازي، المشترك بين الكويت والسعودية، والذي دخلت طهران في خلاف بشأنه مع الكويت والرياض.وساطة قطرية
وفي وقت يصل منسق المباحثات النووية الأوروبي، انريكي مورا، إلى الجمهورية الإسلامية اليوم لاطلاع المسؤولين الإيرانيين على الرد الأميركي بشأن مقترحاتهم الأخيرة حول الخلافات التي تحول دون التوصل لتفاهم يعيد العمل بالاتفاق النووي، قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إن إيران «جار لنا ونحاول المساعدة وحث جميع الأطراف على العودة إلى الصفقة الذرية». ولفت تميم، خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ51 لـ»منتدى دافوس» في سويسرا، إلى أن بلاده لا تدعي لعب أي دور رسمي في الوساطة بين طهران وواشنطن.ويأتي ذلك في بحث وزير الخارجية الإيراني، ونظيره القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني آخر التطورات المتعلقة بمحادثات فيينا، ورفع العقوبات المفروضة على طهران، وكأس العالم الذي تنظمه الدوحة أواخر العام الحالي، في محادثة هاتفية.انهيار وقتلى
على صعيد منفصل، لقي 5 أشخاص حتفهم، وأصيب أكثر من 20 شخصا جراء انهيار مركز تسوق تحت الإنشاء في مدينة متروبول جنوب غرب إيران اليوم.ويعتقد أن هناك نحو 80 شخصا آخرين تحت الحطام، معظمهم من عمال البناء.وأشارت وكالة «فارس» إلى أن التقارير أفادت بأنه تم القبض على صاحب المركز، ومدير المشروع في مدينة عبدان.
مصرع 5 وفقدان 80 جراء انهيار مركز تسوق في متروبول