من هو صياد خدائي؟
الأب الروحي لنقل تكنولوجيا الصواريخ والدرون إلى «الوكلاء»
بالكاد سمع البعض في إيران باسم المقدم حسن صياد خدائي، واسمه التنظيمي «صياد خداياري»، قبل اغتياله من قبل مسلحين مجهولين يركبان دراجة نارية أمام منزله بالقرب من مقر مجلس الشورى (البرلمان).وبحسب معلومات حصلت عليها «الجريدة»، يمكن اعتبار المقدم خدائي، الأب الروحي لنقل التكنولوجيا الصاروخية والمسيرات الإيرانية إلى سورية ولبنان، وهو كان يتولى قبل اغتياله مهمة التأمين اللوجستي للبرنامج الصاروخي الإيراني إلى هذين البلدين.وكان خدائي، الذي كان يعتبر رجل ظل، ولا يهوى الشهرة أو الظهور، يشغل كذلك منصب مساعد مدير عام الصناعات الجيوفضائية في وزارة الدفاع الإيرانية، الى جانب مسؤوليته في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري.
وعمل خدائي مساعداً للواء في «الحرس الثوري» حسن طهراني مقدم، أب الصناعات الصاروخية الإيرانية، والذي قتل أيضاً في انفجار خلال تجربة لوقود الصواريخ في إحدى القواعد العسكرية في جنوب شرق طهران. ولمدة قصيرة، شغل خدائي منصب مساعد للواء حاجي زاده قائد الصناعات الجيوفضائية في «الحرس الثوري»، قبل أن يطلب اللواء قاسم سليماني، نقله إلى «فيلق القدس» حيث تولى مهمة بناء معامل تصنيع الصواريخ والطائرات دون طيار لـ«حزب الله» في سورية- لبنان. وتبوأ خدائي مناصب متعددة في «فيلق القدس»، حيث خدم في سورية والعراق ولبنان مدة 8 أعوام، وكانت آخر مسؤولياته قيادة «الفرقة 840» المسؤولة عن نقل تكنولوجيا تصنيع الصواريخ والأسلحة لحلفاء طهران ومن ضمنها تدريب الفلسطينيين واليمنيين على بناء مسيرات.ويؤكد بعض المقربين منه أنه تمكن من التسلل الى قطاع غزة عدة مرات، وأشرف عن قرب على تقييم التكنولوجية الإيرانية التي ادخلت على الصواريخ الفلسطينية، والتي تمكن بعضها من اختراق «القبة الحديدية» نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور.وقبل شهرين فقط من اغتياله، تمت ترقيته الى رتبة مقدم ونقله الى طهران لتولي منصب مساعد مدير عام الصناعات الفضائية العسكرية في وزارة الدفاع، وكانت مهمته تصنيع الصواريخ والمسيرات التي يمكنها اختراق الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية والأميركية الى جانب مسؤوليته في التأمين اللوجستي للبرنامج الصاروخي لـ «حزب الله» والجيش السوري.وحسب مقربين منه، طلبت الأجهزة الأمنية من خدائي أن يستقر مع عائلته في شقة سكنية لمساكن ضباط «الحرس الثوري» تقع في منطقة محلاتي شمال شرق مدينة طهران، لكون المنطقة هناك أكثر حراسة، لكنه لم يمتثل للتعليمات الأمنية تماماً كما فعل قبله محسن فخري زاده.