مهرجان كان السينمائي يسلّط الضوء على «سفّاح مشهد»
عرض المخرج الإيراني علي عباسي للمرة الأولى فيلمه هولي سبايدر (العنكبوت المقدس) في مهرجان كان السينمائي، وهو فيلم استند إلى قصة حقيقية لسفاح في مدينة مشهد الإيرانية.وقال عباسي: "هذا من الأفلام المظلمة (التي تتناول الجريمة)... لكنه فارسي".يأخذ الفيلم المشاهدين إلى ضواحي المدينة الإيرانية، حيث يقوم القاتل المتسلسل سعيد هاني، الذي يؤدي دوره مهدي باجستاني، ويتتبع سعيد بعض النسوة اللاتي يعتبر أنهن يشكلن خطراً على المجتمع، ويقتلهن كنوع من تطهير المجتمع.
وتلاحقه الصحافية الاستقصائية رحيمي، التي تلعب دورها زار أمير إبراهيمي، التي تشتبه بأن الفساد المحلي يعوق اعتقاله.وأضاف: "نريد أن نبني عالما مظلما، به خفايا لجانب سيئ أو إجرامي في المجتمع... رذائل ومشكلات ومختلف أنواع الصراعات الجارية... هل هذه صورة دقيقة لإيران؟"يعرض الفيلم مجتمعا لا يرحم لمن يخرج عن قواعده الدينية، وعندما أُلقي القبض على "القاتل العنكبوت"، وهو السفاح الحقيقي، عام 2001، وجد دعما لحجته بأنه كان يقضي على ما وصفه بالفساد الأخلاقي، على الرغم من إدانته وإعدامه في العام التالي.وأردف المخرج: "أنا أتحدث عن قضية حقيقية. لم نكن نعرف... هل ستتم إدانته؟ هل سيُعاقب؟"والفيلم من توزيع شركة متروبوليتان فيلم إكسبورت، وهو واحد من 21 فيلما تتنافس على جائزة السعفة الذهبية الأولى في المهرجان. وفاز عباسي بجائزة قسم "نظرة ما" في مهرجان كان عام 2018 عن فيلمه بوردر (حدود).وقال إنه سعى إلى كشف التوتر الناجم عما وصفه بالطبيعة المتناقضة للمجتمع الإيراني، حيث قد تكون النساء طبيبات ومهندسات مُدرَّبات تدريبا عاليا، لكنهن يخضعن أيضا لرقابة مشددة على ما يرتدينه وكيف يظهرن في الأماكن العامة.وأضاف: "هذه الصورة ليست ذات جانب واحد. فهناك سبب للأمل. وهناك أيضا سبب للخوف". وقد حملت ناشطات من حركة ليه كولّوز (les colleuses)، على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي لافتة ضخمة دُوّنت عليها أسماء ضحايا جرائم قتل النساء في فرنسا، قبل عرض فيلم وثائقي عن هذه المجموعة.ووقفت الناشطات مرتديات ملابس سوداء على درج قصر المهرجانات ممسكات باللافتة التي ضمّت أسماء 129 ضحية لجرائم قتل النساء في فرنسا سقطن "منذ مهرجان كان السينمائي الأخير" في يوليو 2021، ثم رفعت النساء قبضاتهنّ وسط تصاعد الدخان الأسود من قنابل دخانية.وتولى توثيق اللحظة بعدسته المصوّر ريمون دوباردون، الذي أخرج نجله سيمون مع ماري بيرينيس الفيلم الوثائقي ريبوست فيمينيست (Riposte feministe). ويتناول الوثائقي هؤلاء الناشطات اللواتي يلصقن على جدران المدن الفرنسية، غالباً في الليل، عبارات منددة بالعنف ضد النساء والتحرش في الشوارع، وداعمة لضحايا الاعتداءات الجنسية.وقبل عرض خاص للفيلم، رفعت الناشطات مجدداً قبضاتهن عندما نادتهن المخرجة بأسمائهن.من جانب آخر، يشارك الفنان لي جونج جاي نجم فيلم سكويد جيم (لعبة الحبار) في المهرجان خارج المسابقة الرسمية بفيلمه هانت (مطاردة) من تأليفه وإخراجه وإنتاجه وتمثيله أيضا، والذي يدور حول قصة تجسس مثيرة.ويُعرض هذا الفيلم لأول مرة خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي في قسم الأفلام خارج المسابقة الرسمية. أحداث الفيلم سريعة ومفعمة بالإثارة، إذ تدور حول رجلَي مخابرات من كوريا الجنوبية مكلفين بالكشف عن أحد أفراد المخابرات من كوريا الشمالية، وينتهي الأمر بتبادل الطرفين التحقيق معا.ويلعب لي (49 عاما) دور البطولة كواحد من الجواسيس أمام صديقه القديم وشريكه التجاري جونج وو سونج.وقال إن حياته المهنية التي استمرت ما يقرب من 3 عقود كانت عونا كبيرا له عندما أقدم على خطوة الإخراج.وأضاف: "لقد مثّلت في نوعيات كثيرة مختلفة من الأفلام، ويمكنني أن أتذكر المشاهد التي صورتها كممثل، وكان من الصعب تصويرها أو أنها لم تظهر كما توقعت".وقال لي: "أنا ممتن جدا، لأنني قدمت أول إخراج لي خلال هذه النهضة للثقافة الكورية".