بعد أسبوع حافل من المواجهات الدبوماسية خلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في آسيا، قال الجيش الصيني، أمس، إنه أجرى مناورات قرب تايوان، رداً على أنشطة عسكرية بين واشنطن وتايبيه، وإنه يجب النظر الى ذلك كـ «تحذير جدّي» للولايات المتحدة.وقالت وزارة الدفاع الصينية، في بيان، «نظمت قيادة المنطقة الشرقية في جيش التحرير الشعبي، منذ أيام، دوريات مشتركة لضمان الاستعداد القتالي والتدريبات العسكرية في المجالين البحري والجوي حول الجزيرة في تحذير جاد على خلفية الأنشطة الأخيرة بين الولايات المتحدة وتايوان».
وأضفت أن «تايوان جزء من جمهورية الصين الشعبية وجيش التحرير الشعبي لديه كل الإمكانات، وعازم على منع تدخّل القوى الخارجية، وأي محاولة من قبل القوات الانفصالية لتنظيم استقلالها».وكان بايدن قد هدد بتصريحات أثارت الجدل بالدفاع عسكرياً عن تايوان في حال تعرّضت لغزو صيني. ولم يسحب بايدن التصريحات، رغم إصراره مع مسؤولي إدارته على أن تمسك واشنطن بسياساتها المتبعة مع شبه الجزيرة، أي الاعتراف بمبدأ الصين الواحدة وبمساعدة تايوان على الدفاع عن نفسها.وفي ختام اجتماع بطوكيو ضم بايدن وزعماء مجموعة كواد الرباعية التي تضم اليابان وأستراليا والهند والولايات المتحدة، حذّرت المجموعة من «أي تغيير بالقوة للوضع القائم» دون أن تسمي الصين أو تذكر تايوان.كما جددت وزارة الدفاع الصينية تأكيد أن دوريتها الجوية الاستراتيجية المشتركة مع روسيا، التي أجرتها أمس الأول قرب منطقة اجتماع قادة تحالف كواد في طوكيو وفوق بحر الصين الشرقي المعروف ببحر اليابان، روتينية سنوية مع موسكو، ولا تستهدف أي طرف ثالث، وليس لها علاقة بالأوضاع الدولية والإقليمية الحالية.
شي جينبينغ
في غضون ذلك، دافع الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، عن أدائه في مجال حقوق الإنسان، وذلك خلال استقباله مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، بالتزامن مع تقارير غربية جديدة عن انتهاكات مفترضة ضد أقلية الأويغور المسلمة في إقليم شينجيانغ.وقال جينبينغ «يجب عدم تسييس قضايا حقوق الإنسان واستغلالها ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، أو الكيل بمكيالين، لأنّ كل دولة لديها وضع مختلف يعتمد على تاريخها وثقافتها وتطورها الاقتصادي، وبالتالي لديها طريق للتطور في مجال حقوق الإنسان يجب أن يتوافق مع ظروفها الوطنية».وقال الرئيس الصيني لرئيسة شيلي السابقة: «ليست هناك دولة مثالية في مجال حقوق الإنسان، والدول ليست في حاجة إلى محاضرين».الى ذلك، طرحت الصين خططا لتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي بشكل كبير مع دول جنوب المحيط الهادئ، في خطوة حذّر مسؤول إقليمي من أنها محاولة مكشوفة لإدخالها في «محور بكين».وتعرض مسودة اتفاق واسع النطاق وخطة على 5 سنوات، احتمال إبرام اتفاق إقليمي للتجارة الحرة وآخر للتعاون الأمني. وستجري مناقشتهما أثناء زيارة يجريها وزير الخارجية الصيني وانغ يي لـ 8 دول في منطقة «الهادئ»، اعتبارا من اليوم.وستعرض الاتفاقيات على 10 دول جزرية صغيرة مساعدات صينية بملايين الدولارات وإمكانية إبرام اتفاق للتجارة الحرة بين الصين وجزر «الهادئ» للوصول إلى السوق المربحة للصين التي تعد 1.4 مليار نسمة.في المقابل، ستدرّب بكين الشرطة المحلية، وستتدخل في الأمن الإلكتروني المحلي وتوسع العلاقات السياسية. كما ستجرى عمليات مسح بحرية حساسة، وستحصل على حق الوصول بشكل أكبر إلى الموارد الطبيعية المحلية.ويعتقد أن «رؤية التنمية الشاملة» ستُعرض ليتم إقرارها أثناء اللقاء المقرر في فيجي بين وانغ يي ووزراء خارجية دول المنطقة في 30 الجاري. لكنها أثارت بالفعل قلق العواصم الإقليمية.وفي رسالة إلى نظرائه من قادة منطقة «الهادئ»، حذّر رئيس ولايات مايكرونيسيا المتحدة، ديفيد بانويلو، من أن الاتفاقيات تبدو «جذّابة» من النظرة الأولى، لكنّها ستسمح للصين «بدخول منطقتنا والسيطرة عليها».وقال بانويلو، الذي وصف المقترحات بأنها «مخادعة»، إنها «ستضمن امتلاك الصين نفوذا في الحكومة»، و»سيطرة اقتصادية» على القطاعات الرئيسية، بينما تسمح بـ «رقابة واسعة» للاتصالات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني.وتعد منطقة «جنوب الهادئ» مسرحا للتنافس بين الصين والولايات المتحدة التي كانت القوة الرئيسية في المنطقة على مدى القرن الماضي.وسعت بكين لتعزيز حضورها العسكري والسياسي والاقتصادي في جنوب «الهادئ»، لكنها لم تحقق حتى الآن غير تقدّم محدود وغير متساو.في حال الاتفاق عليها، ستمثّل الخطوة تغييرا وتسهّل أمورا بدءا من نشر الشرطة الصينية، وصولا إلى زيارات من «فرق فنية» صينية.وستزيد الرحلات الجوية بين الصين وجزر «الهادئ»، وستعيّن بكين مبعوثا إقليميا وتقدّم تدريبا لدبلوماسيين شباب من منطقة «الهادئ» وتوفر 2500 منحة دراسية حكومية.