«عصيان ثقافي» في «بيروت الدولي للرقص»
انطلق مساء أمس مهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر "بايبود" في نسخته الثامنة عشرة، بعرض استخدمت فيه البيارق على وقع طبول الحرب، وتركز هذه الدورة، التي تحمل عنوان "عصيان - ثقافي"، على دور الثقافة كـ"دافع للتغيير" السياسي، بحسب المنظمين.وافتتح المهرجان بعرض "ارا! ارا!" للثنائي الإيطالي جينيفرا بانزيتي وانريكو تيكوني، والذي يحاكي علاقة الجسد بالبيرق الذي يرمز الى الانتماء للأرض، وصدحت مدى 50 دقيقة موسيقى قرع الطبول العسكرية المطعمة بنقيق الطيور، وتحرك على وقعها الراقصان بتناغم، مستخدمين بليونة بيرقين باللونين الأزرق والأصفر.وبمناقبية عالية أسوة بالجنود، تجلت بحركات الرجلين واليدين والرأس، لوّحا بالبيرق الذي بدا امتدادا للجسد، سلاحا للمقاومة حينا وأداة للاستسلام حينا آخر.
وأمام جمهور ملأ قاعة مسرح "بيريت"، قال مؤسس المهرجان عمر راجح، في كلمة الافتتاح وإلى جانبه المديرة الفنية ميا حبيس، "من خلال عنوان هذه النسخة نأمل أن نمضي نحو تحقيق العدالة والمساواة والانفتاح والوعي ومواضيع كثيرة اخرى مرتبطة بالعرق واللون والجندرية".وتستمر نشاطات المهرجان حتى بعد غد، وتقدم هذه الدورة، الى جانب عروض الرقص، أفلام فيديو وورش عمل وحوارات ونقاشات تتمحور على موضوع العصيان الثقافي وتبث على منصة citerne.live للبث التدفقي. وقال راجح إن العصيان الثقافي مسألة "تبدأ عندما يرفض الإنسان الواقع الذي يعيش فيه"، مضيفا: "عندما نتناول العصيان الثقافي نسلط الضوء على عمل الناشطين وتفاعلهم، ووضع الفنان وحاجاته النفسية والجسدية، وما يتعرض له من قمع لحريته وفوقية وعنصرية وفساد".وسأل: "هل الثقافة هي مجرد ترفيه أم هي جزء من العمل السياسي والاجتماعي الناشط؟"، مشددا على أن "الثقافة يجب أن تكون دافعا للتغيير".وتقدم معظم العروض بالهواء الطلق، في حدائق متحف سرسق. وشرح راجح أن الهدف من ذلك "إنشاء ديناميكية مختلفة ومنهج مختلف للأداء في شكل جديد لتأسيس علاقة جديدة مع الجمهور خارج حدود المسرح".وفي البرنامج عمل للكوريغراف والراقص فابيان توميه عنوانه "موا جو" عن الصراع بين الانا والانا، يركز على عمل الجسد في توحيد الحركة والتنفس، وآخر للفنان الفرنسي الكسندر روكولي مستوحى من الرقصات المغربية، حيث تكرار في الموسيقى والحركات.وتقارن الراقصة البرازيلية فانيا فانو في عرض عنوانه "نيبولا" جسم الإنسان بالطبيعة، ويحاول بسام أبودياب عرض "بينا ماي لوف" لتجسيد ردود فعل الممارسات اللاإنسانية التي تدفع الجسد الى الرقص من أجل البقاء.ويختتم المهرجان بعرض عنوانه "فروم سكراتش" للكوريغراف والراقص اليوناني يوانيس مندافونس، يعتمد على اقتراحات الجمهور الحاضر ويحولها الى لوحة راقصة مرتجلة.