قبل اجتماع للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مع مجلس الأمن القومي التركي حول سورية، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستضطر إلى إجراء عملية عسكرية جديدة في سورية، إذا زاد الخطر تجاه تركيا في تلك المنطقة الحدودية.ورغم تحذير أميركي لأنقرة من شن العملية، قال أوغلو أمس: «بدأ التهديد لتركيا يزداد في منطقة عملية نبع السلام وفي مناطق عمليات أخرى، وقد نفذنا هذه العمليات من أجل القضاء على التهديد، لكن إذا ظهر التهديد مرة أخرى فمن واجبنا أن نتخذ إجراءات ضده، ويقول الأميركيون إنهم يتفهمون مخاوفنا».
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، قال في مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي: «نشعر بقلق عميق إزاء التقارير والمناقشات عن احتمال زيادة النشاط العسكري في شمال سورية»، مضيفا: «ندرك مخاوف تركيا الأمنية المشروعة على حدودها الجنوبية، لكن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار في المنطقة، ويعرض القوات الأميركية وحملة التحالف على تنظيم داعش الإرهابي للخطر». وهدد إردوغان الاثنين الماضي بإطلاق عملية عسكرية داخل الحدود السورية، تهدف إلى ضمان «منطقة آمنة» لأنقرة بعرض 30 كيلومترا عند حدودها. وقالت وزارة الخارجية السورية أمس الأول إنها بعثت برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وصفت فيها تصرفات تركيا بأنها غير شرعية، وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الحكومية: «إنها ترقى إلى توصيفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».وقُتل جندي تركي أمس، خلال عملية «المخلب ـ القفل» العسكرية في شمال العراق، حيث تواجه أنقرة المتمردين الأكراد الأتراك، وبذلك يرتفع عدد العسكريين الأتراك الذين قتلوا في المنطقة منذ الثلاثاء إلى 6، وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن الجندي قتل على أيدي مقاتلين من حزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية من قبل أنقرة وحلفائها الغربيين.وأجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الأول، جولة تفقدية في مستشفى ميداني مقام على الحدود مع العراق، على مقربة من منطقة عملية «المخلب ـ القفل»، ورافق أكار في جولته رئيس الأركان يشار غولر، وقائدا القوات البرية موسى آفسفار، والجوية حسن كوجوك آقيوز.ويأتي التصعيد التركي متزامنا مع الأزمة التي أثارتها أنقرة في صفوف حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بعد أن رفضت الموافقة على انضمام السويد وفنلندا الى الحلف، وهو ما يتطلب موافقة جميع أعضاء الحلف، وفشلت على ما يبدو جولة من المفاوضات جرت أمس الأول بين الدول الثلاث لحل الخلافات. وتقول تركيا إن البلدين يستضيفان منظمات ومجموعات تركية كردية تصنفها «إرهابية».وطالبت تركيا فنلندا والسويد باتخاذ خطوات ملموسة قبل أن تؤيد طلبهما، معربة عن مخاوفها الأمنية مجددا، حسبما ذكر المستشار الرئاسي إبراهيم كالن، مؤكدا أنه لا يمكن لعملية الانضمام أن تمضي قدما إلا اذا اتخذت الدولتان خطوات محددة.وجدد كالن الشروط التركية، وهي وقف الدعاية والتمويل للمنظمات الإرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني، المحظور، وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية، كما فرضت فنلندا والسويد ودول أخرى قيودا على توريد السلاح إلى تركيا، بعد شنها عمليات عسكرية داخل الحدود السورية ضد الأكراد، وتطالب أنقرة برفع هذه القيود.إلى ذلك، نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء، عن مسؤولين أتراك رفيعي المستوى، القول إنه جرى إلقاء القبض على الزعيم الجديد لتنظيم داعش المدعو أبوالحسن القرشي، خلال مداهمة جرت مؤخرا في إسطنبول، وقال المسؤولون إنه تم إبلاغ اردوغان، ومن المتوقع أن يعلن خبر الاعتقال في الأيام المقبلة.
دوليات
تركيا تتمسك بشن عملية جديدة داخل سورية
27-05-2022