الحشو الذهني
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
وتقليل المنهج والتركيز على المهم منه يسمح للطفل بأن يعيش طفولته، حيث إنه يستطيع أن يقضي وقتاً كافياً للعب والتواصل الاجتماعي مع أقرانه، مما يخلق في نفسه انشراحاً وسعادة، وفي الوقت نفسه يساعده ذلك في أن يغني مفاهيمه بصورة واقعية وملموسة لتفاعله الفعلي وبأساليب ملموسة مع بيئته ومجتمعه مما يجعل العملية التعليمية ممتعة للطفل ومفيدة وتعطي نتائج أفضل. ومن الأهمية بمكان أن نستعين باللعب في تعليم الأطفال وإثراء مفاهيمهم، على سبيل المثال من الممكن تعليم الطفل بعض «دروس العلوم» عن طريق تكليفه بالعناية بالنباتات، يرويها وينسق الزهور ويلاحظها وهي تنمو ويتعرف عليها عملياً، كما أنه يستطيع أن يتعلم أهميتها عن طريق التعامل المباشر مع الأشجار، فيتسلق الأشجار أو يلعب أو يجلس للقراءة تحتها وهكذا، وبالتالي تنمو مفاهيمه عن النبات وعلاقته بالبيئة المحيطة به، ويتعرف على أهمية النباتات في حياته وبيئته وكيفية الاعتناء بها، وفي تعامل الطفل مع النباتات على سبيل المثال منذ الصغر يتعلم الصبر وبذل الجهد واحترام بيئته وما تحتويه، كما يستطيع أن يتعلم الحفاظ على البيئة عن طريق اكتساب مفهوم إعادة التدوير، وهكذا نستطيع تعليم الطفل جميع المفاهيم والقوانين المطلوب منه تعلمها، عن طريق اللعب التربوي والتفاعل مع محيطه والآخرين.وتبعاً لذلك يتعلم المشاركة في العناية بمجتمعه الصغير (بيته ومدرسته وحيه) ومن ثم مجتمعه الكبير وتجميلها والإسهام في تطويرها وجعلها بيئة صحية سليمة، ولذا فإن انتقاء ما يتعلمه الطفل واختيار أفضل الطرق لتعليمه ذلك، أفضل بكثير من حشو ذهنه وتقليص قدرته على الاستيعاب والاستفادة من ذلك.