أبناؤنا في خطر
كثيرة هي الظواهر السلبية المنتشرة بين المراهقين وحتى الأطفال المقبلين على مرحلة المراهقة في مجتمعاتنا المحافظة المسلمة، فالتأثيرات الخارجية الغربية والشرق آسيوية أصبحت واضحة بين صغارنا، بل أكثرها سلبية، وتعود عليهم بالمضرة وضياع المستقبل، والتدخين وبالتحديد السيجارة الإلكترونية وانتشارها بكثرة عند المراهقين وفي المدارس يشكل خطورة على صحتهم وتركيزهم ودراستهم. ففي أحد الأيام وخلال حديث عن المدرسة والصداقة في أحد المقاهي لفتياتنا الصغيرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 و15 عاما، فسمعت العجب العُجاب، وأكثر ما تحدثن عنه هو تدخين السيجارة الإلكترونية التعيسة، وعدم سيطرة الإدارة المدرسية على ضبط هذا الأمر الخطير، وكيف أنها منتشرة بشكل مقلق في المراحل المتعددة للفتيات والفتيان، فهي متوافرة حتى في الأفرع الصغيرة التابعة للجمعيات، وتباع للأعمار الصغيرة دون تركيز، حتى أنني شهدت هذا الموقف بعيني وذهلت. ففي هذا العمر يكون المراهق في حالة نفسية متقلبة جداً وتميل عند البعض إلى حب التجربة والمغامرة، ولا أنكر أنني مررت بهذه التجارب لكنها لم تكن مبكرة كما نشهدها هذه الأيام، فالبراءة تكاد تختفي، وظاهرة التدخين المبكر وخصوصاً في هذا الوقت قد تجر المراهق إلى نوع آخر من الإدمان، وانتشار المخدرات الرخيصة أصبح كبيراً وآفة لا تستطيع أن تسيطر عليها الأمم، ونهايتها واضحة ومفجعة، كذلك أصدقاء السوء وتأثيرهم السلبي والتقليد الأعمى لما يشاهدونه في الإعلام والمسلسلات الهابطة المبتذلة، فالعالم أصبح مفتوحا.
والحل لا يكون بالضغط والعنف اللفظي أو الجسدي والمراقبة المزعجة، لأن هذه الأجيال ليست كسابقتها، بل عقولهم تختلف وتقبلهم للأمر والقوانين والطاعة تختلف أيضا، فإذا أحس الوالدان بصعوبة التعامل وإرشاد والنصح فالحل من وجهة نظري في اللجوء إلى استشارات من ذوي الاختصاص كي تساعدهم في كيفية التعامل مع هذا المراهق المتمرد. وأتمنى أن تهتم الجهات المختصة بهذا الأمر الحساس من خلال إنشاء مراكز متخصصة أكثر لحل جميع مشاكل المراهقين في شتى الأعمار، وأن يكون هناك مراقبة مشددة على إدارتها لتكون أكثر فاعلية، وأرجو الله أن يحفظ جيمع أبنائنا ومجتمعنا من كل آفة.