«لي بير» يحصد جائزة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي
بينما تستمر العروض السينمائية في مهرجان كان السينمائي، حيث عرضت الفنانة ماري كولومب فيلمها «As bestas»، عُرضت أعمال أخرى في مسابقات متنوعة بالمهرجان.وعلى صعيد الجوائز، حصل فيلم «Les pires» (لي بير) الفرنسي للمخرجتين ليز أكوكا ورومان غيريه، أمس الأول، على جائزة «نظرة ما» (Un Certain Regard)، وهو قسم يندرج ضمن الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، ويتمحور على المواهب الجديدة.ويتناول الفيلم الذي اختارته لجنة التحكيم برئاسة الممثلة الإيطالية فاليريا غولينو، اختيار ممثلين غير محترفين بين المراهقين في أحد أحياء مدينة بولونيه - سور- مير.
وتطلّب الفيلم الذي يتأرجح بين الواقع والجانب الروائي عملاً طويلاً أجريت خلاله مقابلات مع مئات الأولاد.وسبق للمخرجتين ليز أكوكا ورومان غيريه أن عملتا في مجال اختيار ممثلين من بين الأطفال وتدريبهم، وساهمت التجربة في نجاح الفيلم. وأخرجتا مسلسلاً عبر الإنترنت بعنوان «تو بريفير» لمصلحة قناة «أرتيه».من جهة أخرى، حاز فيلم «جويلاند» للمخرج صائم صادق، وهو أول عمل باكستاني يشارك في مهرجان كان، جائزة لجنة التحكيم في قسم «نظرة ما».
فيلم فلسطيني
وكانت جائزة أفضل إخراج من نصيب الروماني ألكسندرو بيلك عن فيلمه «مترونوم».وتقاسم جائزة أفضل أداء تمثيلي كل من فيكي كريبس من لوكسمبورغ عن دور الإمبراطورة سيسي، الذي تولّته في فيلم «كورساج»، وآدم بسّة الذي يؤدي في فيلم «حرقة» دور علي، وهو تونسيّ شاب يعتاش من بيع البنزين المهرّب على حافة الطريق، وحصل الفيلم الفلسطيني «حمى البحر المتوسط»، للمخرجة مها حاج، على جائزة أفضل سيناريو. من جانبه، أكد المخرج الإيراني سعيد روستايي، الذي يشارك للمرة الأولى في المهرجان بفيلمه «إخوة ليلى» («برادران ليلا»)، أن في إيران «خطوطاً حمراً» لا يمكن تجاوزها إن أراد المخرجون صنع أفلام.وبعد نجاح فيلمه «المتر بستة ونصف» («متر شش ونم») عام 2021 الذي يتناول تجارة المخدرات ومكافحة السلطات الإيرانية لها، عاد سعيد روستايي (32 عاماً) إلى الساحة السينمائية بفيلم يروي قصة عائلة على وشك التفكك.وشرح المخرج الذي يعد من أبرز وجوه الجيل السينمائي الجديد في إيران مدى صعوبة صنع أفلام في بلده، حيث تشكّل الرقابة قاعدةً، وينبغي على المخرجين تالياً أن يتعلموا كيفية التعامل معها إذا أرادوا مواصلة مسيرتهم المهنية.خطوط حمر
وقال روستايي إن «ثمّة خطوطاً حمراً كثيرة في إيران».وفي منتصف مايو، استنكرت مجموعة من المخرجين والممثلين الإيرانيين، بينهم المخرجان جعفر بناهي ومحمد رسولوف، اعتقال عدد من زملائهم في الأيام الأخيرة بإيران.ورداً على سؤال بشأن هذه التوقيفات، أوضح روستايي أنه لا يعرف تفاصيل القضية، لكنه ليس مفاجأً مما حصل، وقال: «يمكن إيقاف أي مخرج بسهولة في حال لم يلتزم هذه الخطوط الحمر».وأضاف: «لكي يتمكّن المخرج من تصوير عمل في إيران، يجب أن يحصل على إذن من خلال إجراءات خاصة. وعند حيازته هذه الموافقة، يستطيع أن يباشر بالتصوير، لكن عليه الاستحصال على إذن ثان يتيح له توزيع فيلمه في دور السينما».تُمارَس الرقابة في إيران إذاً على مستويين، إذ «تتحقق» الحكومة من السيناريو بدايةً، ثم «تدقق» في محتوى الفيلم الذي يجب أن يكون متطابقاً مع شروطها، وفي حال لم يكن كذلك تطلب الحكومة من المخرج أن يُجري «تغييرات» في عمله.وفي حال رفض المخرج إخضاع فيلمه لتغييرات، لا يُعرَض العمل في إيران.وقال روستايي إن «الحصول على الموافقة الأولى» لتصوير فيلمه السابق «استغرق نحو عام».