اجتمع زعماء كوبا وفنزويلا وبوليفيا في هافانا، أمس، من أجل التعبير عن «رفضهم الشديد» لقرار واشنطن استبعاد بعض دول أميركا اللاتينية من قمة الأميركتين المقبلة، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها «تريد فقط حضور زعماء الحكومات التي تحترم الديموقراطية».

وشارك رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا افتراضياً من ماناغوا في هذه القمة لـ «البديل البوليفاري للأميركيتين» (ألبا).

Ad

وقال الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو لدى وصوله «اجتمعنا للمناقشة لتحديد موقف واضح جداً بشأن الاجتماع الذي يدعون إليه في لوس أنجلس والتعبير عن الرفض الشديد والقاطع والمطلق للرؤية الإمبريالية التي تسعى إلى استبعاد شعوب الأميركيتين».

من ناحيته، صرّح الرئيس البوليفي لويس أرسي: «إذا كانوا يريدون تنظيم لقاء بين الأصدقاء، فليفعلوا ذلك لكن لا يمكنهم تسميته قمة الأميركيتين».

وبصفتها الدولة المضيفة، أشارت الولايات المتحدة مطلع مايو إلى أنها لن تدعو نيكاراغوا وكوبا وفنزويلا لحضور القمة التاسعة لرؤساء دول وحكومات الأميركيتين التي ستعقد من 6 إلى 10 يونيو في لوس أنجليس.

ومنذ يناير، أعلنت حكومة الرئيس الديموقراطي جو بايدن أن «التزام الديموقراطية سيكون عاملا رئيسيا في معرفة من ستتم دعوته».

ويهدد العديد من رؤساء أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بمن فيهم المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بعدم المشاركة في القمة إذا لم تتم دعوة كل دول المنطقة.

ويثير هذا الموضوع أيضا انقساما في الكونغرس الأميركي. فقد شدد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، وهو كوبي ـــ أميركي ينتقد بشدة الحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية، على ضرورة عدم إذعان بايدن «للترهيب» عبر دعوة «3 طغاة».

في الجانب الآخر، رأى 3 نواب ديموقراطيين أن هذه الاستثناءات «يمكن أن تقوّض مكانة الولايات المتحدة في المنطقة».

وفي رسالة موجهة إلى بايدن، قال هؤلاء البرلمانيون ومنهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس، إن دعوة نيكاراغوا وفنزويلا وكوبا إلى لوس أنجلوس لن تعني دعما لسياساتهم، بل هو تأكيد بأن الولايات المتحدة «مفاوض حسن النية» في المنطقة.

من جانبه، قال مادورو من هافانا «أكدنا الأسبوع الماضي، القوة الهائلة للوعي الأميركي اللاتيني من خلال الاحتجاج العام لحكومات أميركا اللاتينية ودولها وشعوبها على عملية الإقصاء المعلنة لكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا». وأشار رئيس نيكاراغوا، إلى جانب زوجته ونائبته روساريو موريّو، إلى أن الولايات المتحدة «تعيش لحظة انفصام معتقدة أنها تستطيع السيطرة على الكوكب بأسره».

وفي 18 مايو، قال أورتيغا إنه «غير مهتم» بالمشاركة، مضيفا: «أقول للأميركيين: انسوا الأمر، لسنا مهتمين بالمشاركة في هذه القمة».

وكرر الرئيس البوليفي «قراره عدم حضور» القمة، مؤكداً: «نرفض بشدة إقصاء الشعوب الشقيقة».

وكان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أعلن أنه لن يحضر «تحت أي ظرف من الظروف» الاجتماع الإقليمي.

واستقبل في وقت سابق نظراءه في هذه القمة التي أعلنت هافانا الثلاثاء عقدها. ووصف اللقاء على «تويتر» بأنه «قمة تكامل وتضامن وتعاون. قمة إنسانية، قمتنا».