حرب دونباس تشتد وواشنطن تتردد بالتسليح

زيلينسكي يتفقد «جبهة خاركيف»... ودول أوروبية جديدة تدفع ثمن الغاز بالروبل

نشر في 30-05-2022
آخر تحديث 30-05-2022 | 00:04
زيلينيسكي في خاركييف (رويترز)
زيلينيسكي في خاركييف (رويترز)
صعّدت القوات الروسية والحليفة لها في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، من وتيرة هجومها في وقت تدور خلافات في الإدارة الأميركية حول تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى خوفاً من استخدامها لقصف الاراضي الروسية.
بينما باتت أوكرانيا في سباق مع الزمن لإنقاذ دونباس شرقي أوكرانيا، حيث تُهدّد الضربات الروسية بقلب مجريات الحرب، ظهرت خلافات في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حول تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى.

فقد ذكرت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أن «إدارة بايدن تميل نحو إرسال «نظام إطلاق الصواريخ المتعددة MLRS إلى أوكرانيا، لكنها لم تتخذ القرار بفعل ذلك». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين في الإدارة، قولهما: «لم يوافق بايدن، ولا وزير الدفاع لويد أوستن، على الدفعة التالية من المساعدات لأوكرانيا، لكن نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد المصنوع في الولايات المتحدة ونظام الصواريخ المدفعية عالي الحركة، قد يكونان جزءاً من الحزمة».

ووفقاً للمصادر، حذر أحد المسؤولين في الإدارة الأميركية من أن «بعض الذخائر المتقدمة التي تطلقها أنظمة MLRS، يمكن أن تصل إلى 300 كيلومتر، ولكن لم يتم النظر في أسلحة ضاربة بعيدة المدى كجزء من الحزمة».

وأضاف المسؤولان، وفقا لـ «بوليتيكو»، أنه «بدلا من ذلك، تدرس واشنطن إمداد كييف بالصواريخ التي يمكن أن تصل إلى ما بين 20 و45 ميلا تقريبا، أي أبعد من القذائف التي أطلقتها مدافع الهاوتزر M777 التي تصل إلى 30 كيلومتراً».

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه من «المتوقع الإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية وإنسانية جديدة الأسبوع المقبل»، موضحة أنها «الدفعة الأولى من حزمة الـ40 مليار دولار التي وافق عليها الكونغرس ووقعها بايدن، الأسبوع الماضي».

في السياق نفسه، أكدت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن «الخلافات المستمرةّ في واشنطن أدت إلى إعاقة تسليم أنظمة MLRS، لأوكرانيا»، حيث حذّر بعض مستشاري الأمن القومي للرئيس بايدن، من أن تستخدم كييف الصواريخ لضرب أهداف داخل روسيا، وهو تطور قد يؤدي لتأجيج التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)».

وذكرت الصحيفة أن «موسكو، التي تدرك تماما قدرة أنظمة الصواريخ على تغيير قواعد اللعبة، أعربت مراراً عن اعتراضها على إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة». وأضافت أن ذلك ظهر جلياً في تصريحات أولغا سكابيفا، مقدمة البرامج التلفزيونية الحكومية الروسية المؤثرة والتي تعكس آراء الكرملين، وقالت فيها: «إذا فعل الأميركيون ذلك، فمن الواضح أنهم سيتخطون خطا أحمر»، محذرة من رد روسي «قاس جداً».

ورأت «الغارديان» أنه في حال تحدي واشنطن تحذيرات موسكو، فمن المتوقع أن تعلن لندن تزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية بعيدة المدى متطورة، حيث يبلغ مدى النسخة البريطانية من أنظمة MLRS 84 كيلومتراً.

وذكرت «الغارديان»، أنه «مع تراجع الدعم بين بعض الحلفاء الأوروبيين، يبدو أن كييف تطالب بأنظمة صاروخية متطورة لضرب خطوط الإمداد الروسية»، حيث يقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم «بحاجة ماسة إلى أنظمة MLRS لوقف التقدم الروسي في لوغانسك ودونيتسك، وستكون هذه الصواريخ قادرة على ضرب مواقع وقواعد عسكرية وخطوط إمداد روسية على مدى يصل إلى 300 كيلومتر».

ونقلت الصحيفة عن القائد العام الأوكراني الجنرال فاليري الوغني، قوله: «نحن بحاجة إلى أسلحة تجعل من الممكن الاشتباك مع العدو لمسافات طويلة».

شرق أوكرانيا

في غضون ذلك، تدور معارك ضارية في شرق أوكرانيا للسيطرة على منطقة دونباس حيث تهدد القوات الروسية مدينتي سيفيرودونيتسك وجارتها ليسيتشانسك، بعد إعلان موسكو السيطرة على بلدة ليمان الإستراتيجية التي تشكّل معبراً نحو مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الكبيرتين في دونباس.

وبعد أكثر من 3 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، تُشدد القوات الروسية الطوق على دونباس ولا سيما حول سيفيرودونيتسك حيث «شن العدو عمليات هجومية» وفق ما جاء في تقرير صدر عن رئاسة أركان الجيش الأوكراني.

وتقع سيفيرودونيتسك على بعد نحو 60 كيلومترا من ليمان على الجانب الشرقي من النهر، وهي أكبر مدينة في دونباس لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وتتعرض الآن لهجوم عنيف من الروس.

وتشير المكاسب الروسية القوية في الأيام القليلة الماضية، وإن كانت بطيئة، في دونباس التي تضم إقليمي لوغانسك ودونيتسك، إلى تحوّل في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع. وتوشك القوات الروسية فيما يبدو على السيطرة على إقليم لوغانسك بالكامل، وهو أحد أهداف الحرب الأقل أهمية التي وضعها الكرملين بعد تخليه عن هجومه على كييف في مواجهة المقاومة الأوكرانية.

إلى ذلك، أعلن مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه زار القوات الأوكرانية على الخطوط الأمامية في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد في أول ظهور رسمي له خارج منطقة كييف منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير.

ونقل موقع مكتب الرئيس على الإنترنت عنه قوله للجنود «أنتم تخاطرون بحياتكم من أجلنا جميعا ومن أجل بلادنا» مضيفا أنه أثنى عليهم ومنحهم هدايا.

أسلحة النووية

من ناحيته، نفى سفير روسيا في بريطانيا أندريه كيلين أن تستخدم بلاده أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا.

وفي مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» BBC، أوضح كيلين أنه «وفقا للقواعد العسكرية الروسية، لا يتم استخدام مثل هذه الأسلحة في نزاعات مثل هذه»، مضيفاً أن «روسيا لديها أحكام صارمة جداً لاستخدامها، وبشكل أساسي عندما يكون وجود الدولة مهدداً».

وبينما أعلن عضو مجلس الفدرالية الروسي أندريه كليشاس، أن «توريد الحبوب والأسمدة الروسية إلى مختلف دول العالم سيكون مقابل الدفع بالروبل الروسي، وكل الصفقات يجب أن تتم وفق هذه الآلية»، أفادت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية للأنباء، بأن دولاً أوروبية ستحذو حذو هنغاريا، وتستجيب لمطالب الرئيس فلاديمير بوتين سداد ثمن الغاز الروسي بالروبل، مشيرة الى أن رغبة الدول الأوروبية في «معاقبة» موسكو على العملية الخاصة في أوكرانيا لا تتجاوز الكلام، لذا فهم يرفضون الوصول إلى «البقعة المؤلمة» وهي صناعة الطاقة.

وأضافت: «كان التركيز على رفض هنغاريا دعم العقوبات، لكن دولا أخرى تستسلم لمطالب بوتين بدفع ثمن الغاز بالروبل»، مؤكدة أن «إحباط الدبلوماسيين والمسؤولين الأوروبيين من احتمال نفاد فرص الاتحاد الأوروبي لتوجيه ضربة اقتصادية موجعة لروسيا يسير بشكل تصاعدي».

back to top