رغم المعارضة الإقليمية والدولية للخطوة المرتقبة التي كشف عنها، منذ نحو أسبوع، ويتوقع أن تغير خريطة السيطرة بالمنطقة المضطربة التي تنشط بها قوات موالية لعدة أطراف، جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم، عزم بلاده على استكمال «الحزام الأمني» الذي تعمل على إقامته بعمق 30 كيلومترا على طول حدودها مع سورية في أسرع وقت ممكن.

وقال إردوغان، في تصريحات، اليوم، بمناسبة مرور 1000 يوم على «اعتصام أمهات ضد الإرهاب» في محافظة دياربكر جنوب تركيا، إن «الحكومة التركية تعمل على استكمال كفاح الأمهات في دياربكر والولايات الأخرى، عبر العمليات التي تطلقها خارج الحدود ضد الإرهابيين«، في إشارة إلى عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي.

Ad

وأضاف أن تركيا ستكون عبر هذا الحزام قد قضت تماماً على الآلية التي تخدع أبناءها وتغرر بهم وتقودهم إلى الجبال للقتال» مع التنظيم الذي يعرف اختصاراً بـ (بي كي كي).

وشدّد على أن أنقرة أصبحت تنهي وجود التنظيم في الأماكن التي كان ينشط فيها، ولم يعد الأخير قادراً على خداع الأطفال وإقناع مسلحيه على البقاء في صفوفه.

وفي تصريحات منفصلة، قال إردوغان لدى عودته من زيارة إلى أذربيجان: «إذا كانت الولايات المتحدة لا تقوم بما يترتب عليها في مكافحة الإرهاب فماذا سنفعل. سنتدبر أمرنا، فلا يمكن محاربة الإرهاب عبر أخذ إذن من أحد»، في إشارة ضمنية إلى المعارضة الأميركية للخطوة التركية التي ستفضي لصدام مباشر مع قوات سورية الديموقراطية الكردية المدعومة من القوات الأميركية المتواجدة بشمال سورية.

وجدد الرئيس التركي، المتهم بالسعي لمساومة حلفاء بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بمعارضة بلاده لانضمام فنلندا والسويد إلى التكتل العسكري المناوئ لروسيا، والذي يرفض دعم مخطط أنقرة بشمال سورية. وفي وقت تحذر أوساط سياسية في السويد وفنلندا من «تقديم تنازلات كبيرة» لأنقرة بملف استضافة نشطاء بحزب العمال الكردستاني المتمرد الذي ينشط بالمثلث الحدودي بين تركيا وسورية والعراق، أكد إردوغان أنه لا يمكنه «الموافقة إطلاقا على انضمام الدول الداعمة للإرهاب إلى حلف الناتو ما دمت أنا رئيسا لتركيا».

في المقابل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطيران الروسي استهدف الفصائل الموالية لتركيا، بشمال سورية، بصاروخ جو ـ أرض بريف الحسكة الليلة قبل الماضية، دون تسجيل خسائر.

وأضاف المرصد أن ذلك جرى في أجواء مناطق نفوذ الفصائل التركية في ريف محافظة الحسكة، حيث حلق الطيران في البداية في أجواء مناطق نفوذ «سورية الديموقراطية» (قسد) قبل أن يحلق في أجواء مناطق الفصائل الموالية لأنقرة ويطلق الصاروخ.

والأسبوع الماضي، أعلن نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، أنه لا يرى أي داع للاستمرار في تسليم المساعدات الإنسانية من تركيا إلى شمال غرب سورية الخاضع لسيطرة المعارضة، متهما الغرب والأمم المتحدة بعدم بذل جهد كاف لتقديم المساعدة عن طريق حكومة دمشق والفشل في تمويل «مشاريع إعادة الإعمار المبكرة» لتحسين حياة ملايين السوريين.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن «إيران تعارض أي عمل عسكري واستخدام القوة على أراضي سائر الدول بهدف تسوية الخلافات بين الجانبين، وتعتبره انتهاكا لوحدة أراضي هذه الدول وسيادتها الوطنية».

واعتبر زادة أن العملية العسكرية المحتملة من تركيا ستؤدي إلى «مزيد من التعقيد والتصعيد».

في السياق، تستقبل الإمارات، غدا، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي يجري زيارة رسمية لأبوظبي وسط تكهنات بإمكانية قيام الأخيرة بدور لاحتواء التصعيد بين أنقرة وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.