«طريق اللؤلؤ» بين الكويت وفرنسا
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
عن تلك المرحلة تسرد إحدى الوثائق كيف يذهب العديد من التجار الكويتيين إلى باريس لبيع ثمار محصولهم، وباريس كانت المدينة التي تربطها بهم علاقات وثيقة، فقد ذهب علي بن حسين بن علي السيف، تاجر اللؤلؤ الكويتي إلى باريس عام 1930 مع صديقه عيسى الصالح القناعي لهذا الغرض.الواقع أن الشغف الفرنسي بلآلئ الخليج يعود إلى عام 1761،لا سيما إحدى اللآلئ التي تحمل اسم ماري أنطوانيت زوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا، وهي «ملكة اللآلئ» قدرت عام 1669 بنصف مليون جنيه، وفي الكويت كما في أمكنة أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا كانت المعاملات تتم من خلال عملة «ماري تريز» والتي تعرف هنا باسم «الريال الفرنسي». من المفيد الإشارة إلى تأثر أكبر تاجر مجوهرات في العالم، وهو «جان جاك كارتييه» بالفنون الإسلامية، لكن تبقى قصة «روزنتال» من الأشياء الجميلة التي تروى في عالم تجارة اللؤلؤ والصور النادرة التي يظهر فيها محاطاً بتجار اللؤلؤ الهنود والعرب في عام 1920، كذلك صور لتاجر اللؤلؤ والخبير الكويتي عبدالرحمن بن عبدالعزيز الإبراهيم (1875– 1960) في منزله بالمنامة وعبدالرحمن الإبراهيم في منزل «الذكير» .ليونارد روزنتال (1874-1955)، صائغ فرنسي أصله من داغستان، يمتلك متجراً للمجوهرات في باريس، يلقبه الصحافيون الفرنسيون بـ»نابليون اللؤلؤ» اشترى مع إخوانه اللآلئ من فنزويلا والبحرين والكويت، الأمر الذي أثار اهتمام الأمير مبارك الصباح (1837-1915)، وقد أكسبت الصفقات التي قام بها ليونارد روزنتال في بومباي عند شراء اللؤلؤ مبالغ مذهلة، في عام 1905 سافر الأخ الأصغر فيكتور روزنتال إلى الخليج، حيث اشترى اللآلئ بقيمة مليون دولار، ومكن نجاح الإخوة من إحضار أقاربهم الذين بقوا في روسيا، في عام 1920، سمحت ثروته بالاستثمار في 26 مبنى في باريس.تبقى فرنسا عاصمة للثقافة ومصدراً للثراء الفكري الحر والمستفيد، فهذا المعرض سيشكل نقلة نوعية تفتح نوافذ وثائق الأرشيف الفرنسي أمام الباحثين والدارسين وبالأخص عن تلك الشخصية المثيرة للجدل، والذي زار الكويت عام 1904 وحل ضيفاً على الشيخ مبارك الصباح، وأقام فيها ثلاثة أيام تحت اسم «عبدالله المغربي» واسمه الحقيقي «جان بابتيس غوغييه»، كاتب وصحافي وتاجر سلاح يتقن اللغة العربية.أمس كانت الكويت على موعد مع حدث ثقافي غير مسبوق، شهدته المكتبة الوطنية ينظمه ويشرف عليه مدير المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية (CEFREPA) الدكتور مكرم عباس بعنوان «فرنسا والكويت، صداقة لأكثر من قرنين».