إيران: قبائل عربية تصعّد احتجاجات عبادان وتحذّر الأمن
سلامي يتهم إسرائيل باغتيال خدائي ويتعهد بالثأر... ولابيد يحذر طهران من عواقب مكلفة
اتهم قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي رسمياً إسرائيل باغتيال القائد البارز في «فيلق القدس» صياد خدائي وسط طهران وجدد التعهد بـ»الثأر»، في حين شددت الدولة العبرية تحذيرتها لمواطنيها من السفر لبلدان مجاورة للجمهورية الإسلامية وأكدت أن أفعال طهران «ستكون مكلفة».
دخل عدد من القبائل العربية على خط الاحتجاجات المتواصلة في منطقة عبادان، التابعة لمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران، ليل الأحد ـ الاثنين.وصعد انضمام أبناء القبائل العبادانية بأعلامهم من زخم التظاهرات المنددة بفساد المسؤولين وتقاعس السلطات بعد فاجعة انهيار مبنى «متروبول» التي أدت إلى مقتل 28، وفقدان العشرات تحت الأنقاض الاثنين الماضي، وحذر أبناء القبائل قوات الأمن التابعة لحكومة طهران من استمرار إطلاق النيران على الأهالي.وأظهرت مقاطع فيديو متداولة رفع بعض العشائر العربية أعلامها القبلية وقيامها باحتفالات «اليزلة» في شوارع عبادان، للتعبير عن تعازيها لأسر ضحايا الحادثة، كما رددوا شعارات باللغة العربية، وحذروا من أنهم سينتقمون إذا استمر العنف وفتحت قوات الأمن النار على المعزين.
وتواصلت مظاهرات احتجاج أهالي عبادان، التي رددت هتافات مثل «لا تخافوا، لا تخافوا، كلنا معا» و«أيها الباسيجي اخرج من هنا»، في إشارة إلى قوات التعبئة الشعبية التابعة لـ«الحرس الثوري». ووفقا لمقاطع الفيديو والتقارير الواردة، فتحت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، وأطلقت الغاز المسيل للدموع وأغلقت الطرق الرئيسية.كما تواصلت احتجاجات مؤيدة لأهالي عبادان في عدة مدن أخرى، من بينها أصفهان والمحمرة والأهواز، حيث قامت قوات الأمن بالاعتداء بالضرب على تجمعات في شاهين شهر، وتحولت الاحتجاجات الأخيرة التي عمّت البلاد، والتي بدأت بانهيار برج «متروبول»، الذي كان قيد الإنشاء، إلى احتجاجات مناهضة للنظام.
اتهام سلامي
إلى ذلك، اتهم قائد «الحرس الثوري» الإيراني اللواء حسين سلامي «صهاينة» بالوقوف خلف اغتيال العقيد في «فيلق القدس» صياد خدائي بالرصاص في طهران الأسبوع الماضي. وقال سلامي، في تصريحات أدلى بها لدى لقائه مساء أمس الأول، عائلة خدائي، الذي كان مسؤولا عن نقل تقنية المسيرات والصواريخ إلى الفصائل الموالية لإيران في سورية والعراق وغزة، إن «هناك مطالبة شعبیة وإصرارا على الثأر لخدائي«، متابعا: «العدو، من قلب البيت الأبيض وتل أبيب، تعقب لأشهر وسنوات خدائي من بيت إلى بيت، ومن زقاق إلى زقاق، حتى تمكن من قتله».في المقابل، وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن مقتل خدائي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، لإذاعة الجيش الإسرائيلي،»أنا لا أجيب على هذا السؤال، لكن إيران تقوم بأعمال إرهابية وتهدد المواطنين الإسرائيليين حول العالم«، مضيفا:»قواتنا الأمنية تحقق في هذه القضية، وعلى الإيرانيين أن يعرفوا أن أفعالهم مكلفة«. وتزامن ذلك مع إصدار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيراً للإسرائيليين من السفر إلى تركيا، أمس، بسبب مخاوف من الانتقام من الدولة العبرية لدورها في اغتيال خدائي. وذكر بيان للمجلس أنه منذ الاغتيال «هناك قلق متزايد في مؤسسة الدفاع من أن تكون هناك محاولات إيرانية لإيذاء الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم»، ووسع البيان التحذيري السفر إلى الدول المجاورة لإيران، مثل أرمينيا وأذربيجان والعراق وتركمانستان وأفغانستان وباكستان وتركيا. كما عززت إسرائيل دفاعاتها الجوية، وقالت إن أنظمة دفاع جوي مختلفة، بما في ذلك القبة الحديدية، أصبحت في حالة تأهب لمواجهة التهديد الصاروخي الذي تشكله الجماعات المدعومة من إيران في سورية ولبنان.وتأتي التطورات بشأن تصفية المسؤول الإيراني الراحل، الذي تتهمه إسرائيل بتولي قيادة شعبة تابعة لـ»فيلق القدس«، يطلق عليها اسم»الوحدة 840«، تعمل على استهداف الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، بعد تسريب أميركي عن إبلاغ تل أبيب لواشنطن بأنها المسؤولة عن العملية التي تعد الأبرز منذ اغتيال العقل المؤسس للبرنامج النووي الإيراني فخري زادة في طهران عام 2020.ويعتزم وفد إسرائيلي، بقيادة مستشار الأمن القومي إيال حولاتا، زيارة واشنطن خلال الأسبوع الجاري، لإجراء محادثات بشأن إيران، وبحث «بدائل لمواجهة» برنامجها النووي، في ظل شلل مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني منذ مارس الماضي.في سياق قريب، احتجزت السلطات الإيرانية البحرية سفينة تحمل 106500 لتر من»الوقود المهرب«، واعتقلت طاقمها المكون من 9 أفراد في قاعدة بإقليم هرمزجان المطل على الخليج. ويأتي الحادث في خضم توتر متصاعد بين طهران والقوى الغربية، بشأن برنامج طهران الذري، وبعد احتجاز بحرية»الحرس الثوري» ناقلتي نفط يونانيتين في مياه الخليج، ردا على مصادرة سلطة أثينا شحنة نفط إيرانية ونقلها إلى الولايات المتحدة بطلب من واشنطن.«الحرس الثوري» يراقب «ليل نهار» 5 شخصيات إسرائيلية
تحت عنوان «الصهاينة الذين يجب أن يعيشوا في الخفاء»، نشرت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» قائمة، أمس، ضمت 5 شخصيات إسرائيلية وعائلاتهم وزملاءهم، وذكرت أنهم «يخضعون للمراقبة الشديدة ليلاً ونهاراً».ورأت الوكالة شبه الرسمية أن 5 وهم خبراء استخبارات وتكنولوجيا إسرائيليون يمكن أن يتم استهدافهم كأهداف انتقامية رداً على قتل القائد بـ«فيلق القدس» صياد خدائي في طهران الأحد الماضي، في عملية وصفت بالأبرز منذ اغتيال مؤسس البرنامج النووي الإيراني فخري زادة عام 2020. وتضمن المقال صورة للشخصيات الإسرائيلية.