لبنان: برّي يجدد لـ «السابعة» ونواب التغيير أمام اختبار
مساعٍ لإسقاط مرشح باسيل لنائب رئيس المجلس النيابي
يخضع المجلس النيابي اللبناني الجديد للامتحان اليوم، يبدأ مع انتخاب الرئيس ونائبه. وبينما حُسمت الرئاسة لمصلحة نبيه برّي، مع غياب أي مرشح غيره، واحتفاظه بمنصبه لولاية سابعة تخولّه دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فإن المعركة الحقيقية تنحصر في اختيار نائب الرئيس.ويريد برّي من إعادة انتخابه تثبيت ثلاث نقاط جوهرية؛ الأولى أن نتائج الانتخابات ليست بالضرورة تؤدي إلى تغيير سياسي جذري، والثانية تحقيق مكسب على حساب رئيس الجمهورية ميشال عون، إذ يجدد برّي لنفسه في رئاسة المجلس بينما سيكون عون مضطراً لمغادرة القصر الجمهوري بعد خمسة أشهر، أما النقطة الثالثة فهي رسالة لنواب التغيير أن لبنان بلد محكوم بالتسوية.وسيكون نواب التغيير أمام امتحان حقيقي لقدرتهم على التأثير في لعبة المجلس من الداخل، لا سيما أن عددهم يمنحهم القدرة على التغيير في المجريات والتأثير في قواعد اللعبة، لكن في حال تم استخدام هذه القوة بشكل إيجابي، لا الركون إلى موقف ثابت يقود إلى التعطيل، لأن هذا من شأنه دفع النواب إلى محاصرة أنفسهم وعدم قدرتهم على البناء أو المراكمة فوق ما تحقق من نتائج.
وفي حال نجحت التسوية بين برّي وزعيم «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على تمرير انتخاب الياس بوصعب نائباً لرئيس المجلس النيابي، فستكون قوى الثورة والتغيير قد تلقت ضربة قاصمة مع انطلاق عمل المجلس النيابي.وحاول نواب التغيير تدارك ذلك وعقدوا عدة اجتماعات، وجرى تداول اقتراحات منها إمكانية التنسيق مع القوى الحزبية الأخرى والنواب المستقلين الرافضين لصفقة برّي بوصعب، للتركيز على إسقاط بوصعب؛ مادامت معركة إسقاط برّي تبدو مستحيلة. وتشير مصادر النواب المستقلين إلى أنه تم البحث في إمكانية توافق يجمع «القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي» وحزب «الكتائب اللبنانية» ونواب مستقلين آخرين لتقديم مرشح لمنصب نائب الرئيس.من شأن نجاح هذا السيناريو أن يكسر الصورة بأن قواعد اللعبة عادت إلى الوراء إلى التسويات السياسية المحبطة للقوى الشبابية.وفي بورصة مرشحي المعارضة برز ترشّح النائب غسان اسكاف الذي فاز على لوائح «التقدمي الاشتراكي» لكنه لم ينضّم إلى كتلة «اللقاء الديمقراطي».وتشير مصادر نيابية إلى أن سكاف شرع بإجراء اتصالات للحصول على دعم جميع نواب المعارضة، خصوصاً أن أصوات كتلة نواب القوات اللبنانية ونواب التغيير ستكون هي المرجحّة في الاقتراع.وبحال فشل هذا السيناريو، فهذا يعني أن نواب التغيير ونواب القوات قد شلوا قدراتهم بأنفسهم، مما قد ينعكس في استحقاقات أخرى كمسار تسمية شخصية لرئاسة الحكومة وقواعد تشكيلها.