فيما يعتبر «انقلابا كبيرا» في سياستها، بعدما قلصت حجم جيشها بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة من نحو 500 ألف جندي عام 1990 الى 200 ألف اليوم، أبرمت الحكومة الألمانية اتفاقا مع المعارضة المحافظة، من شأنه السماح بتخصيص 100 مليار يورو (107.35 مليارات دولار) لتحديث الجيش الألماني في وجه التهديد الروسي.

وتوافقت الحكومة والمعارضة على إنشاء صندوق خاص للمشتريات العسكرية، ما يتيح لبرلين أيضا تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي (الناتو) المتمثل في إنفاق كل دولة عضو 2 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.

Ad

وأنجز الاتفاق، الذي يتضمن أيضا تعديلات دستورية، بعد أسابيع من المفاوضات الصعبة بين الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم والمحافظين، بقيادة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، حسبما قال ممثلون عن الأحزاب. ورحب المستشار الجديد أولاف شولتس بالاتفاق مع التحالف المسيحي بشأن صندوق خاص للجيش الألماني.

وقال شولتس: «سيُجرى تعزيز الجيش. سيكون قادرا على أداء مهمته الدفاعية بشكل أفضل من أي وقت مضى، وسيكون قادرا على تقديم مساهمته لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حتى نتمكن من الدفاع عن أنفسنا ضد هجمات من الخارج في أي وقت»، مضيفا أن ذلك سيساعد في جعل ألمانيا وأوروبا أكثر أمانا، «هذا هو الرد الصحيح على نقطة التحول التي بدأت مع هجوم روسيا على أوكرانيا». وكان شولتس تعهد بعد 3 أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير برصد موازنة خاصة بـ100 مليار يورو لإعادة تسليح الجيش الألماني، وتحديث معداته خلال السنوات القليلة المقبلة، وتعرض شولتس لانتقادات منذ الغزو بأن دعمه لكييف كان خجولا، وبعدم اتخاذ إجراءات ملموسة كافية فيما يتعلق بتسليم أسلحة للجيش الأوكراني.

وسيتم تمويل الصندوق الاستثنائي من خلال ديون إضافية، لذلك كان من الضروري الالتفاف على قانون «كبح الديون» المنصوص عليه في الدستور، والذي يحد من الاقتراض الحكومي، ولهذا السبب احتاجت الحكومة إلى دعم المعارضة المحافظة للحصول على غالبية الثلثين المطلوبة في البرلمان لإقرار تعديل دستوري يتعلق بالموازنة العامة، وسيتم دفع الـ100 مليار يورو لصندوق خاص خارج الموازنة العامة.

ووفق تقرير نشر في ديسمبر فإن أقل من 30 في المئة من السفن الحربية الألمانية «تعمل بكل طاقتها»، بينما العديد من الطائرات المقاتلة غير صالحة للطيران، لكن غزو أوكرانيا أيقظ الاهتمام بالقوات المسلحة في ألمانيا الجانحة نحو السلام منذ فظائع الحقبة النازية.