لا يزال التوتر سيد الموقف في محافظة خوزستان «الأهواز» غرب إيران وعدة مدن إيرانية بعد فاجعة انهيار مبنى «متروبول» في المدينة. وأفادت التقارير بأن السلطات نشرت بكثافة رجال الأمن في شوارع عبادان، وأمرت بإطلاق الغاز المسيل للدموع على الاحتجاجات المتواصلة منذ الأحد قبل الماضي، مع قطع خدمات الإنترنت، والقيام بحملة اعتقالات واسعة النطاق، في تحركات تشبه «فرض الأحكام العرفية» لاحتواء التظاهرات.

وبينما منع مواطنون ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي من إلقاء كلمة خلال تشييع ضحايا المبنى، أظهرت مقاطع فيديو تم نشرها، ليل الاثنين ـ الثلاثاء، استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من التجمع في عبادان بعد انضمام قبائل وعشائر عربية بالمنطقة التابعة لمحافظة خوزستان إلى الاحتجاجات التي اندلعت عقب فاجعة «متروبول».

Ad

ونظمت مدن أخرى تجمعات للتضامن مع احتجاجات عبادان، شهدت إطلاق شعارات مناهضة للنظام وللمرشد الأعلى علي خامنئي.

وردد المتظاهرون في بوشهر هتافات مثل «الموت للديكتاتور»، وفي طهران واجه ضباط من القوات الخاصة المتظاهرين في شارعي نازي آباد وبيروزي وردد المتظاهرون «الموت لخامنئي».

وأمس، أفادت وزارة الصحة بارتفاع عدد قتلى انهيار «متروبول»، المكون من 11 طابقاً، إلى 34 بعد انتشال 6 جثث جديدة من تحت الأنقاض التي يعتقد أن العشرات دفنوا تحتها.

صواريخ وناقلات

وفي خطوة أدرجها مراقبون في إطار التصعيد المتدرج بين واشنطن وايران، سقطت خمسة صواريخ أمس الأول على قاعدة «عين الأسد» في غرب العراق تستضيف قوات أميركية. وتبنّت ذلك الهجوم مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «فصيل المقاومة الدولية»، عبر قناة موالية لإيران على تلغرام. ورأى مراقبون أن الصواريخ رسالة إيرانية لواشنطن.

واتهم سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس، واشنطن بالتسبب بأزمة الناقلات بين إيران واليونان بعد أن احتجزت القوات الإيرانية ناقلتين يونانيتين في الخليج عقب احتجاز ناقلة إيرانية قبالة اليونان.

ورداً على تصريح لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار فيه إلى أن الولايات المتحدة تقف لدعم اليونان حليفتها في حلف شمال الأطلسي «في مواجهة هذا الاحتجاز غير المبرر»، قال زاده: «يتعين على السيد بلينكن أن يدرك أن الزمن الذي كانت الولايات المتحدة تفرض فيه شروطها منفردة على العالم قد انتهى» ووصف واشنطن بأنها «أكبر معطل للتجارة الحرة في العالم».

وقال المتحدث «للأسف الحكومة اليونانية أظهرت أنها تتلقى الأوامر من طرف ثالث أكثر أهمية بالنسبة لها»، وتابع: «أقترح أن تسلك الحكومة اليونانية مسار القانون والعدالة في هذا الأمر دون إثارة أي ضجة». وأضاف أن أفراد طاقمي الناقلتين اليونانيتين بصحة جيدة وعلى اتصال مع أسرهم هاتفياً.

تقرير الوكالة

إلى ذلك، انتقد خطيب زادة التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأول، الذي اتهم إيران بعدم تقديم إيضاحات بشأن أنشطة نووية غير معلنة، واصفاً إياه بأنه «غير منصف وغير متوازن» لافتاً إلى تأثير إسرائيلي محتمل على التقرير.

وحثت وزارة الخارجية الفرنسية إيران على الرد فوراً على استفسارات الوكالة، في حين جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، اتهام بلاده للجمهورية الإسلامية بـ«سرقة» وثائق سرية من الوكالة واستغلالها للتضليل وللتهرب من الرقابة.

«الجولة السادسة»

إلى ذلك، أفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أمس، بأنه لم يتم تحديد موعد لعقد الجولة السادسة من المباحثات الإيرانية السعودية التي تستضيفها بغداد بهدف إنهاء القطيعة بين طهران والرياض وتخفيف التوتر الإقليمي.

وقال زادة: «ننتظر لنرى اتجاه التوافقات». ولفت إلى وجود «اتفاقيات بشأن الحج»، معرباً عن أمله في أن تجري مناسك الحج بـ«هدوء».

وكانت الجولة الخامسة من الحوار، الذي تتوسط فيه الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى، عقدت أواخر أبريل الماضي.

ووصفت طهران الجولة الخامسة، بأنها «كانت إيجابية وجادة وتسير إلى الأمام».

وتحدث زادة عن جولات إقليمية قادمة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أنها ستمهد لزيارة قادة آخرين إيران، مشيراً إلى توجيه بلاده دعوة لرئيس الإمارات محمد بن زايد لزيارة طهران.