مقابر في كوريا الجنوبية تروي التاريخ المعقّد لعائلة كيم

نشر في 31-05-2022
آخر تحديث 31-05-2022 | 20:01
صوره توضح الأعشاب التي نمت حول المقبرة في جزيرة جيجو في كوريا الجنوبيّة
صوره توضح الأعشاب التي نمت حول المقبرة في جزيرة جيجو في كوريا الجنوبيّة
تشهد 13 مقبرة نمت في محيطها الأعشاب في جزيرة جيجو في كوريا الجنوبيّة، على التاريخ العائلي لزعيم كوريا الشمالية الديكتاتور كيم جونغ أون، الذي يبدو أكثر تعقيدا من الرواية الرسميّة لسلطات بيونع يانغ.

وتقع مقابر عائلة كو، أسلاف كويونغ هوي، والدة حاكم كوريا الشماليّة، في زاوية صغيرة خفيّة على الجزيرة السياحيّة.

وكيم جونغ أون هو ثالث حاكم من سلالة كيم تحكم كوريا الشماليّة، بعد والده كيم جونغ إيل وجدّه كيم إيل سونغ. وتطلق السلطات الكوريّة الشماليّة على سيرة العائلة اسم «سلالة بايكتو»، تيمناً بجبل مقدّس يحمل الاسم نفسه في شمال شبه الجزيرة.

وخلف هذا الإرث يختبئ مصير غير معلن لوالدة جونغ أون المولودة في أوساكا عام 1952، من والدين من جيجو هاجرا إلى اليابان عام 1929، عندما كانت شبه الجزيرة الكوريّة مستعمرة يابانيّة.

ويظهر التفاوت بين هذه المقابر المتواضعة في جيجو حيث دفن أفراد من عائلة كيم جونغ أون ومن بينهم جدّته الكبرى، وقصر «الشمس كومسوسان» في بيونغ يانغ حيث ضريح والد الزعيم الحالي كيم جونغ إيل وجدّه كيم إيل سونغ.

وأثار عدد من الخبراء مسألة ماضي وأصول والدة كيم جون أون لدى وصوله إلى الحكم عام 2011، إلا أنّ سلطات بيونغ يانع لم تؤكد الموضوع.

ويؤكد تشيونغ سيونغ- تشانغ من مركز دراسات كوريا الشماليّة في معهد سيجونغ لوكالة فرانس برس، أنّ السلطات تخشى تأكيد هذه المعلومات مخافة تقويض شرعية حكم كيم. وتستمد سلالة كيم المسيطرة على الحكم شرعيتها من قيام كيم إيل سونغ بطرد اليابانيين من شبه الجزيرة عام 1945. ويقول تشيونغ: «يتعارض التراث الكوري- الياباني المشترك مع الأسطورة التي رسمتها قيادة كوريا الشماليّة»، ويشرح صعوبة اعتراف الديكتاتور الكوري الشماليّ علناً بصلات عائلته مع اليابان.

ونشأت والدة كيم في أوساكا قبل أن تنضمّ عائلتها إلى برنامج لإعادة توطين العائلات في كوريا الشماليّة نفّذته بيونغ يانغ عام 1960. ويشرح الصحافيّ والروائيّ في طوكيو بارك شول- هيون، أنّ البرنامج كان يحثّ الكوريين المقيمين في اليابان على العودة إلى كوريا الشماليّة في إطار حملة تهدف إلى إظهار «التفوّق على كوريا الجنوبيّة».

ويضيف أنّ كوريا الشماليّة كانت تنظر إلى الكوريين اليابانيين «كساحة معركة استراتيجيّة»، ونجحت في إقناع قرابة مئة ألف شخصٍ من أصولٍ كوريّة بالانتقال إلى العيش في «الجنّة الاشتراكيّة».

وكانت عائلة كو تعيش كهولاء حياة عاديّة في كوريا الشماليّة، إلى أن لفتت ابنتهم الكبرى نظر ابن الحاكم والوريث المحتمل كيم جونغ إيل.

وتزوّج جونغ إيل من كو التي كانت راقصة عام 1975، حسب تقدير الخبراء، وأنجبت منه ثلاثة أطفال، وتوفيت عام 2004.

وتشير مسؤولة الأبحاث في برنامج كوريا الشماليّة في مركز ستيمسون في واشنطن رايتشل مينيونغ لي، إلى أن «وسائل الإعلام الرسميّة لم تأت على ذكر كو يونغ هوي»، مضيفة أن «الإعلام الرسمي يسعى لإثبات أنّ كيم هو الوريث الشرعي لسلالة بايكتو، ولا يتطرّق إلى جذوره العائليّة».

واكتشفت الصحافة الكوريّة الجنوبيّة هذه المقابر عام 2014، وكانت أول الأدلة على تاريخ أسلاف حاكم كوريا الشماليّة من جهة الأم.

في حينه، كانت عليها لوحة كتب عليها «القبر الفارغ»، وكانت تكرّم جدّ كيم لأمّه كو غيونغ تايك الذي مات ودفن في كوريا الشماليّة.

وولد تايك عام 1913 وغادر إلى اليابان عام 1929، وتوفي عام 1999 كما كتب على اللوحة التي وضعت بهدف السماح لعائلته بممارسة الطقوس الخاصّة بتكريم الموتى، حتى وإن خلا القبر من الرفات.

ولم تعد هذه اللوحة موجودة عندما زار صحافيّو فرانس برس الموقع في أبريل.

وبحسب صحيفة «شوسن إلبو»، نزع أحد الأقارب البعيدين لكيم جونغ أون اللوحة بعد أن صُدم باهتمام وسائل الإعلام بها وخوفاً من التخريب. وأوضح للصحيفة أنّ عائلته لم تكن على علمٍ «بصلتها بكيم جونغ أون» قبل نشر التقارير الصحافيّة.

back to top