شكراً للصدفة الرائعة
الحمد والشكر لله على "الصدفة" السعيدة، التي جعلت النائب الكريم بدر الحميدي يقرأ مقال "أحد الكتاب" البسطاء، وهو العبد لله، الذي انتقد فيه السؤال البرلماني الموجه من حضرة النائب لوزير الصحة عن صحة تقاضي طبيب مصري راتباً بحدود 6000 دينار، وزعمت فيه ما قد يبطن مثل هذا السؤال من روح متغطرسة "للأنا" المتعالية عند البعض من أهل البلد، ولما قد يحسب -ربما دون وجه حق- أن النائب الفاضل بدر الحميدي قد يتوسل مشاعر غوغائية للبعض من أهل البلد، الذين وجدوا في الوافدين ضالتهم لفش غلهم من إحباطات متكررة للإدارة السياسية، وأن هؤلاء الوافدين يزاحمون أهل البلد في رزقهم، ولا أدري ماذا سيفعل أهل البلد لو أغلقت الكويت حدودها، وأجلت كل الوافدين – وهم بشر– من أرضها؟لم يكن قصدي أن أوجه أي اتهام للنائب بدر الحميدي، فأنا أحاول أن أكتب عن الظواهر في الأغلب، وليس عن أشخاص، وإذا كان النائب بدر يمثل مثل هذه الظاهرة غير السوية والمخالفة لأبسط مبادئ المساواة في الكرامة الإنسانية، فهذه "صدفة" من سوء حظ النائب أنه تمثلها في أكثر من موقف نيابي لهذا المجلس، مثلما مثلها نواب سابقون قبله.كان أولى بدلاً من خطاب الإنشائيات العامة، التي سطرها النائب الكريم، بخصوص الطبيب المصري، أن يقرأ "ولو بالصدفة" ما جاء في جريدة "الراي" عن حالة الطبيب المعني، وتخصصه النادر، وعروض دول أخرى عليه، وعدم كفاية الأطباء الكويتيين في الدولة بهذا التخصص الصعب، بدلاً من أن يشحذ قلمه للرد على مقال كاتب بسيط في جريدة "الجريدة".
يصر النائب بدر الحميدي على التمسك برأيه المعيب، بأنه ليس من واجب الدولة معالجة المرضى النفسيين من الوافدين، وأن علاجهم يكلف خزانة الدولة مبالغ كبيرة! إذن، لماذا فتحت الأبواب لهم بداية ودعتهم للعمل والخدمة بالدولة؟ وإذا مرضوا جسدياً أو نفسياً، فهل يصح أن نتركهم وشأنهم كأنهم أقنان يتبعون السيد المالك والكفيل الذي يجب أن يختص دون غيره بميزات العلاج وغيرها؟، وماذا يعني أن يذكر النائب بدر الحميدي أن هناك 1700 وصفة طبية خلال ثلاثة أشهر، لبشر عددهم بحدود ثلاثة ملايين نسمة يخدمون البلد وأهله؟ هنا لماذا لم تفكر بوسائل جدية لتعديل التركيبة السكانية من دون الإضرار بنوعية الخدمة التي تقدمها الدولة بدلاً من الردح السياسي ضد وافدين أنت وأنا نعلم أنه لا غنى لنا عنهم؟أخيراً، محزن أن تتقول عليّ ما لم أقله، فأنا لم أصف الوافدين المرضى النفسيين بالحشرات، كما جاء في مقالك، إنما سخرت من هؤلاء الذين يريدون أن يعاملوا الوافدين كحشرات، وأنت أخبر بهم، فهل أزيد...؟ أليس من الأفضل أن نتأمل دواخلنا على مرآة الحق قبل إصدار الأحكام؟!