«وزاري خليجي - روسي» يبحث ممرات الحبوب والنفط
اتصال بين بلينكن وبن فرحان قبيل زيارة محتملة لبايدن إلى السعودية
موسكو تشيد بامتناع بايدن عن مد كييف بصواريخ بعيدة المدى
أجرى وزير الخارجية الروسي زيارة للبحرين والسعودية حيث من المقرر أن يلتقي وزراء خليجيين، عشية اجتماع لـ «أوبك +»، وزيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يرغب بخفض أسعار النفط، للمملكة.
غداة فرض الاتحاد الأوروبي حظراً جزئياً على النفط الروسي، وعشية اجتماع لـ«أوبك+» في فيينا، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، زيارة إلى البحرين والسعودية على أن يلتقي اليوم، حسبما قال مسؤولان خليجيان لـ«رويترز» في الرياض وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.والتزمت دول الخليج الحياد في الصراع الروسي - الأوكراني على الرغم من دعوات الغرب لها للمساعدة في عزل روسيا. وقال وزير الخارجية العماني في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية السبت الماضي، إن الأزمة تتطلب حلاً أوروبياً، وإن نهج «معنا أو ضدنا» لن يجدي نفعاً.وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث هاتفياً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أمس الأول، ملقياً الضوء على أهمية الدعم الدولي لأوكرانيا.
وستأتي زيارة لافروف عشية اجتماع «أوبك» في فيينا، ومن المتوقع أن تلتزم المجموعة باتفاق إنتاج النفط، الذي تم التوصل إليه العام الماضي، وترفع المستوى المستهدف للإنتاج في يوليو بمقدار 432 ألف برميل يومياً.وتعرضت السعودية وغيرها من أعضاء «أوبك» لضغوط شديدة من الغرب لزيادة إنتاج النفط وتهدئة الأسعار في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا.وقاومت المملكة حتى الآن مثل هذه الضغوط، وتقول، إن ارتفاع أسعار النفط ناتج عن عوامل جيوسياسية، وصعوبات تتعلق بقدرات التكرير، والضرائب المرتفعة في العالم الغربي وليس بسبب المخاوف المتعلقة بالإمدادات.لكن الغرب لم يتوقف. وقالت مصادر هذا الشهر، إن الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه يبحثون توقفه في السعودية، وكذلك إسرائيل بعد أن يسافر لحضور قمتين في ألمانيا وإسبانيا أواخر يونيو الجاري.والأسبوع الماضي، زار اثنان من كبار المسؤولين الأميركيين وهما بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة إموس هوكستين، السعودية.وقال البيت الأبيض، إن الاثنين ناقشا الملف الإيراني وإمدادات الطاقة العالمية وقضايا إقليمية أخرى مع المسؤولين السعوديين، لكنهما لم يطلبا بزيادة صادرات النفط السعودية.وفي البحرين، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره البحريني عبداللطيف الزياني، أن «البحرية الروسية يمكن أن تضمن عبور السفن المحملة بالحبوب من البحر الأسود حتى المتوسط من دون عوائق، لكن على كييف حل مشكلة إزالة الألغام من المياه».وكان الملك حمد بن عيسى وولي عهده الأمير سلمان بن حمد استقبلا لافروف الذي وصل إلى المنامة أمس الأول.وأمس الأول أيضاً، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي رجب طيب إردوغان، أن موسكو مستعدة للتعاون مع أنقرة لتأمين حرية الشحن من أوكرانيا وحمّل السياسات الغربية «قصيرة النظر» مسؤولية النقص العالمي في الغذاء.وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن لافروف سيتوجه إلى أنقرة في 8 يونيو لمناقشة إنشاء «ممرات آمنة» لتصدير الحبوب الأوكرانية.
«حظر تدريجي»
وبعد أسابيع من العرقلة من جانب المجر، توصّل قادة دول الاتّحاد الأوروبي الـ27 خلال قمّة في بروكسل ليل الاثنين ـ الثلاثاء إلى اتفاق على «حظر تدريجي» للنفط الروسي من شأنه أن يجفف تمويل «آلة الحرب» الروسية. وسيشمل هذا الحظر في البداية واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن فقط، أي ثلثي المشتريات الأوروبية من الذهب الأسود الروسي، وليس النفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، ما سمح برفع الفيتو المجري.وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، إنّ هذا الخفض «سيحرم آلة الحرب الروسية من مصدر تمويل ضخم».بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن الاتّحاد الأوروبي سيبحث «في أقرب وقت ممكن» توسيع نطاق هذا الحظر ليشمل النفط الذي تصدّره روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى دول أعضاء في التكتّل، وفي المجمل سيتخلّى الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام عن 90 في المئة من الواردات النفطية الروسية.ووافق القادة الأوروبيون خلال قمتهم أيضاً على منح الحكومة الأوكرانية 9 مليارات يورو لتغطية احتياجاتها الفورية من السيولة لتتمكن من تشغيل اقتصادها.وتطرّقت القمة في يومها الثاني والأخير أمس، إلى التحوّل في مجال الطاقة في أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسي الذي يبدو لا غنى عنه أكثر من النفط بالنسبة لبعض الدول الأوروبية.«غازبروم»
في سياق متصل، أعلنت مجموعة «غازبروم» الروسية، أمس، أنها علّقت إمدادات الغاز إلى هولندا بعدما رفضت شركة «غاز تيرا» الهولندية للطاقة إتمام عملية الدفع بالروبل في أعقاب غزو أوكرانيا.وكانت شركة الطاقة الدنماركية «أورستد» حذّرت من أنّ روسيا قد تقطع قريباً إمدادات الغاز عن الدنمارك لرفضها سداد ثمنه بالروبل، مؤكّدة في الآن نفسه أنّه يمكن تأمين الغاز من السوق الأوروبية.وسبق أن طالبت موسكو الزبائن من «دول غير صديقة» (بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي) بتسديد ثمن الغاز بالروبل، في مسعى للالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على مصرفها المركزي على خلفية حرب أوكرانيا.إشادة روسية
وفي أول رد فعل على استبعاد الرئيس الأميركي جو بايدن تسليم كييف أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ روسيا، وصف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف قرار بايدن بـ«العقلاني»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «القوات المسلحة الروسية في تلك الحالة كانت لتوجه ضربات لمراكز اتخاذ تلك القرارات الإجرامية في حالة وقوع هجوم على مدننا، والبعض من هذه المراكز، ليس في كييف إطلاقاً».