مَرّ بيت التمويل الكويتي (بيتك) على مدى 44 عاما بـ 4 مراحل مميزة في مسيرته الممتدة منذ بدأ العمل عام 1978 "الانطلاقة - الريادة - التوسع - القيادة"، واستطاع خلالها أن ينشئ قطاعا اقتصاديا موازيا ومنافسا للصيرفة بمفهومها وشكلها التقليدي، ثم يحقق الريادة في هذا المجال ويتوسّع جغرافيا وقطاعيا في دول عديدة ويقدّم للاقتصاد العالمي مجموعة مبتكرة من الخدمات والمنتجات المالية الإسلامية والحلول التمويلية أثرت الأسواق العالمية، وجعلت منتجات التمويل الإسلامي معتمدة في التعاملات المالية والمصرفية حول العالم، لينجح "بيتك" بكفاءة في قيادة نمو وتطور الصيرفة الاسلامية على مستوى الكويت والمنطقة والعالم، معبّرا عن قدرة القطاع الخاص الكويتي على تقديم قيمة مضافة للاقتصاد العالمي، ليس لكونه أصبح أكبر وأهم بنك إسلامي في العالم، ولكن أيضا باعتبار "بيتك" مرجعا وموجها لصناعة مالية متنامية ومتزايدة القيمة ومتداولة حول العالم بالتنافس مع بنوك عالمية كبرى.

وقد تميزت مسيرة "بيتك" بنجاح مطّرد وإقبال ورضا العملاء والتوسع والنمو في الأعمال، مع الالتزام المطلق الدائم بتطبيقات وأحكام الشريعة الإسلامية، حيث تعدّ موافقة لجنة الفتوى والرقابة الشرعية أساسية لإقرار وتنفيذ أي منتج أو خدمة، ما يعبّر عن متانة وقوة البناء المالي والأخلاقي.

Ad

البداية

أسس "بيتك" بموجب مرسوم أميري في 23 مارس 1977 برأسمال 10 ملايين دينار، وبدأ العمل في 31 أغسطس 1978 بفرع مصرفي واحد وخدمات خاصة للسيدات وعدد محدود من الموظفين، ليصل الآن الى 320 فرعا حول العالم، حيث يعمل في أهم وأكبر الأسواق الدولية.

بدأ "بيتك" أعماله في مقر مؤقت بشارع أحمد الجابر، ثم انتقل سنة 1983م إلى مركز عماد التجاري في الشارع نفسه، إلى أن انتقل إلى مقره الحالي في شارع عبدالله المبارك عام 1986م.

وظل "بيتك" يمثّل البديل الوحيد للعملاء الراغبين في التعاملات المالية وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية لعدة سنوات، قبل أن يتم فتح المجال أمام إنشاء بنوك إسلامية جديدة في الكويت، مما عزز المنافسة وعبّر عن نمو سوق الخدمات المالية الإسلامية.

ورغم دخول بنوك جديدة الى السوق، فإنّ حصة "بيتك" واصلت النمو وزاد إقبال العملاء على خدماته ومنتجاته، وقد حقق "بيتك" في هذه المرحلة قفزات واسعة، رسخ من خلالها الريادة في السوق المحلي وعلى صعيد المؤسسات المالية الإسلامية قاطبة، وعزز من انتشاره ووجوده في الأسواق الدولية، وانتقل بأنظمته وبرامجه الآلية إلى مستوى رفيع وجسّد بمساهماته الاجتماعية دورا غير مسبوق في تنمية مجتمعه وخدمة أفراده، حيث لم تعد المصارف الإسلامية وتجربتها الناجحة تُذكر إلا ويشار الى "بيتك".

ومن أبرز ملامح الفترة التي أعقبت مرحلة النشأة والريادة حتى أواخر الثمانينيات، الاستثمار الخارجي والانطلاقة نحو الأسواق الدولية، بجانب ابتكار صيغ تناسب كل احتياجات المستثمرين، وتحقق عوائد جيدة بفترات مختلفة، بعد أن توسعت الأعمال وتعددت أشكال الاستثمارات بين عقارية وتمويلية ومشاركات في صفقات ومشاريع مع بنوك عالمية كبرى.

ويعمل "بيتك" حاليا على استمرار حالة الازدهار وابتكار أدوات ومنتجات استثمارية جديدة وتحقيق أعلى معدلات من الأرباح والنمو المستدام في كل المجالات، فخلال السنوات العشر الماضية، تم تطوير استراتيجية "بيتك" للتركيز على العمل المصرفي الرئيسي والتخارج من الأنشطة غير الأساسية وتعظيم القدرة على تحقيق أرباح مستدامة وفق رؤية جديدة لقيادة قطاع التمويل الإسلامي على مستوى العالم، وتعزيز الابتكار في الخدمات المالية الإسلامية.

التوسع الدولي

ومن أبرز المحطات افتتاح "بيتك - تركيا"، ويعد حاليا أكبر مصرف إسلامي في السوق التركي، و"بيتك - البحرين" بأنشطته المصرفية والتجارية والاستثمارية والتمويلية، ثم منحت الحكومة الماليزية "بيتك" رخصة انشاء بنك إسلامي "بيتك - ماليزيا" تقديرا لريادته، كما افتتح في وقت سابق "بيتك - المانيا" وبنك استثماري بالسعودية، وقاد "بيتك" عملية تحويل بنك الشارقة الوطني إلى مصرف إسلامي بعد 26 عاما من العمل التقليدي.

عوامل النجاح

الالتزام التام بمنهج العمل القائم على أحكام وتطبيقات الشريعة الإسلامية، والاعتماد على الأسلوب العلمي في العمل، وإعدد الخطط والاستراتيجيات المستقبلية، واتباع سياسة النمو المدروس، والارتباط الوثيق بالعملاء وتلبية مطالبهم واحتياجاتهم ومواكبة تطلعاتهم، وتنمية قيم الإبداع والابتكار وروح العطاء، مع الاهتمام الكبير بالعنصر البشري.

الدور الاجتماعي

يقوم "بيتك" بدور اجتماعي بارز ينسجم ويساند المشروع التنموي العام للدولة، وتتوجه المساهمات الى الأنشطة التنموية الاجتماعية، وتشمل المستشفيات والجامعات والمدارس ومراكز البحوث ومراكز تعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنمية قدرات الشباب ودعم البحث العلمي والطلبة وجهود الحفاظ على البيئة ضمن استراتيجية الاستدامة.

العنصر الوطني

من أهم القناعات التي شكلت مسيرة "بيتك" الاهتمام بالعنصر البشري، خاصة من القدرات الوطنية والشباب الكويتيين الواعدين واعتبارهم أساس كل نجاح، فتنمية وتعزيز القدرات البشرية العاملة في "بيتك" مع دعم العنصر الوطني تتصدر خطط التطوير، واستراتيجية للموارد البشرية تهدف إلى تحقيق بيئة مواتية تعزز من ولاء الموظفين وعطائهم واستقطاب الخبرات والكفاءات، وقد تراوحت نسبة تعيين الكويتيين في "بيتك" خلال السنوات الأخيرة بين 97 و100 بالمئة معظمهم من الخريجين الجدد.

الرقمنة

يحرص "بيتك" على إضفاء الطابع التكنولوجي على مجمل الخدمات والمنتجات التي يوفرها لعملائه، باعتبارها وسيلة لخدمة العملاء وخفض النفقات وتحقيق المزيد من الربحية وتعزيز القدرة التنافسية، ضمن ما توفره التطورات المتلاحقة في مجال الخدمات المصرفية المعتمدة على الرقمنة وتطورات التكنولوجيا من دون أي أعباء أو عراقيل، وبأعلى مستويات الجودة والأمان واليُسر، وبصفة تقنية ملازمة لخدمات "بيتك" من خلال فروعkfh- go والعديد من الخدمات الأخرى عبر تطبيق الموبايل والأجهزة XTM وطباعة البطاقات آليا، وغيرها من الخدمات.

ابتكار وتطوير

كان "بيتك" إبداعيا ومبتكرا في العديد من المنتجات التي تساعد على بناء القوة وتوظيف الخبرة المتراكمة، ومن ذلك البطاقات الائتمانية المطابقة للشريعة الإسلامية، وخدمات "أقسام السيدات" التي ينفرد بها على مستوى السوق المحلي، وساهمت علاوة على توفيرها خدمات خاصة للسيدات في أقسام منفصلة تناسب طبيعتهن وقيم المجتمع، في بناء كوادر وطنية مصرفية من السيدات أصبحن يؤدين دورا مهما في الواقع الاقتصادي الكويتي، كما تعتبر "الإجارة" من أبرز الصيغ الشرعية التي كثف نشاطه فيها ضمن سعيه لتنويع أشكال المنتجات، وهيكلة "الصكوك" التي أصبحت أداة تمويلية واستثمارية رئيسية في الصناعة المالية الإسلامية، والمشاركة مع التمويل التقليدي في تمويل مشاريع كبرى بدأها في مشروع إيكويت عام 1996، كما ساهم في إنشاء سوق مالي إسلامي، عبر تأسيس مركز إدارة السيولة بين البنوك الإسلامية.

وفي عام 1981 أنشأ شركة الأنظمة الآلية المتكاملة ITS، ثم أكمل دائرة المعاملات المالية الإسلامية بإنشاء أول شركة للتأمين التكافلي.. وما يزال يمضي قُدما في نهج الابتكار والتجديد عبر مواصلة طرح الحلول والخدمات المالية الرقمية التي تلبي تطلعات العملاء، وتعزز مكانة "بيتك".