وداعاً عاشقة مصر

نشر في 02-06-2022
آخر تحديث 02-06-2022 | 00:06
 د. ملك زعلوك كانت عزيزة مثالاً للعطاء، والحكمة، والصلابة، والقوة، والحنو، والإقدام، والإيجابية، والإخلاص مع إيمان راسخ وجانب روحاني عميق، وأن توجد كل هذه الصفات الحميدة في إنسانة واحدة هو شيء نادر، وأن تنتمي مواطنة إلى أكثر من بلد عربي بالقدر نفسه من الإخلاص والصلاح هو شيء أكثر من رائع.

لقد فقدنا إنسانة عربية تجسد معنى العروبة والمواطنة القومية، وتمثل أرقى القيم والمفاهيم الإنسانية الرفيعة، لقد فقدنا عزيزة البسام من الكويت التي عشقت مصر وشعبها، وسكنت عزيزة قلوب عدد كبير من الأسر المصرية من جميع الطبقات والفئات والاهتمامات، فقد درست في مصر في شبابها ثم انتقلت إلى بلدها الحبيب الكويت، حيث لمعت في مشاركتها الفعالة في ضمان حقوق المرأة، وكذلك في الحركة الثقافية والتنويرية في الكويت.

ورغم انغماسها في الحياة الكويتية أسرياً واجتماعياً فإنها لم تنس بلدها الثاني مصر، حيث انتظمت في الزيارات الطويلة التي ارتبطت من خلالها بمثقفيها، بالإضافة إلى أسر عديدة ممن التقت بهم عبر السنوات والعقود، وحرصت عزيزة كل الحرص على خدمة ومعاونة كل من وجد في محيطها، بل سعت دائماً إلى جلب التمويل لمساندة المشروعات في قرى صعيد مصر، وكانت دائمة الفخر والسعادة بكل إنجاز كانت تشهده في مصر في كل زياراتها، بل أكثر من ذلك كانت عزيزة مواطنة فعالة أثناء إقامتها الموسمية في مصر سنوياً، إذ إنها كثيراً ما اهتمت بشؤون الحي الذي أقامت فيه وكأي مواطنة ملتزمة كانت ترسل ملاحظاتها للمسؤولين لمعاونتهم على تطوير الحي.

عشقت عزيزة الثقافة والفن المصري والعربي وعشقت الحياة والبشرية، وكانت مثالاً لكل الصفات الإنسانية الحميدة من العطاء، والحكمة، والإخلاص مع الإيمان الراسخ والجانب الروحاني العميق، إذ إن وجود كل هذه الصفات في إنسانة واحدة أمر نادر الوجود، فكم سنفتقدك يا عزيزة! فالفراق صعب وخالص العزاء لأسرتك الكريمة.

د. ملك زعلوك

back to top