«التعاون الخليجي» يدعو لوقف إطلاق النار بأوكرانيا

لافروف من الرياض: دول المجلس أكدت أنها لن تنضم للعقوبات ضدنا

نشر في 02-06-2022
آخر تحديث 02-06-2022 | 00:12
وزراء خارجية «التعاون الخليجي» ولافروف في صورة تذكارية في الرياض (أ ف ب)
وزراء خارجية «التعاون الخليجي» ولافروف في صورة تذكارية في الرياض (أ ف ب)
هيمنت الحرب في أوكرانيا على الاجتماع الدوري لمنتدى وزراء خارجية دول مجلس التعاون وروسيا الذي عقد أمس في العاصمة السعودية الرياض، والذي جاء عشية اجتماع لمجموعة أوبك بلاس في فيينا سيكون الأول في أعقاب قرار أوروبي بفرض حظر جزئي على النفط الروسي.

وفي مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، قال لافروف إن دول الخليج تتفهّم الموقف الروسي في الأزمة الأوكرانية ولن تنضم للعقوبات الغربية ضدها، مضيفاً أن «الغرب ينتهك القواعد الدولية، ولا يحق لأي دولة أن تبني أمنها على حساب أخرى».

وأضاف لافروف أن المحادثات مع نظرائه الخليجيين تطرقت الى التسوية السياسية في الأزمة السورية، لافتا الى أنه شدد على أهمية عودة سورية الى الجامعة العربية، وعبّر عن أمله في «تمديد الهدنة اليمن وإطلاق عملية سياسية»، مشيداً بـ «المبادرة السعودية».

وإذ حمّل الغرب مسؤولية أزمة الحبوب، مجددا الحديث عن مبادرة لإنشاء ممرات آمنة لإيصالها الى الدول النامية، شدد الوزير على أن التعاون عبر مجموعة أوبك بلاس لا يزال مهما لروسيا. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أمس الأول، أن بعض الدول الأعضاء في «أوبك» تبحث تعليق مشاركة روسيا في اتفاق لإنتاج النفط مع حد العقوبات الغربية من قدرة موسكو على زيادة الإنتاج، إلا أن التقارير توقّعت أمس أن يجدد اجتماع فيينا الالتزام باتفاق إنتاج النفط الذي تم التوصل إليه العام الماضي، على أن ترفع أهداف الإنتاج في يوليو المقبل بمقدار 432 ألف برميل يومياً.

من ناحيته، أكد ​مجلس التعاون الخليجي​، دعم «جهود الوساطة لحل الأزمة بين ​روسيا​ و​أوكرانيا​ سياسيا ووقف إطلاق النار»، مشدداً على ضرورة «مشاركة دول المجلس في ​المفاوضات​ مع ​إيران​ وجميع المباحثات والاجتماعات المتعلقة بهذا الشأن».

وطالب، في بيان، أن «تشمل أي مفاوضات مع إيران معالجة سلوكها المزعزع للاستقرار ورعايتها للإرهاب والميليشيات الطائفية وبرنامجها الصاروخي».

وفي وقت سابق، دعا ​مجلس التعاون الخليجي​ قيادة «​التحالف العربي​» وجميع الجهات ​اليمنية إلى وقف العمليات العسكرية المستمرة. وحسب بيان للمجلس، فقد أطلق رئيسه، نايف الحجرف، نداء يناشد فيه قيادة «تحالف دعم الشرعية» في اليمن وكل الجهات اليمنية «بإيقاف العمليات العسكرية في الداخل اليمني».

وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال كلمة في بداية الاجتماع إن الموقف الخليجي من حرب أوكرانيا موحد، وإن الحوار مع إيران يجب أن يكون كذلك. وقال بن فرحان: «يجب أن يكون حوارنا وتواصلنا مع إيران مبنيا على موقف خليجي موحد ندعوها من خلاله إلى التهدئة والتعاون والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وحسن الجوار».

كما لفت إلى أن التحديات التي تواجه مجلس التعاون تشمل برنامج إيران النووي والصاروخي، بجانب دعمها لـ «الميليشيات والإرهاب وسلوكها المزعزع للاستقرار».

وكان الوزير السعودي قد أكد، أمس الأول، لنظيره الروسي بعد وصوله من المنامة، أن «المملكة على استعداد لبذل الجهود اللازمة للمساهمة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة بأوكرانيا»، مشدداً على «موقف السعودية المبني على أسس القانون الدولي، ودعمها للجهود الهادفة للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة ويحقق الأمن والاستقرار».

بن سلمان إلى تركيا

في سياق متصل، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كان قد أجّل زيارته لأنقرة التي كانت من المفترض أن تجرى في الـ25 من مايو الماضي، وذلك بسبب دخول العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز الى المستشفى لإجراء فحوص طبية. وقال قالن أمس: «نتوقع أن تتم هذه الزيارة في الأيام المقبلة خلال يونيو، وزملاؤنا المعنيون يعملون بشأن تحديد الموعد».

وكان وزير الخارجية التركي، تشاووش أوغلو، قد قال إن وليّ العهد السعودي يعتزم إجراء زيارة إلى أنقرة خلال الفترة المقبلة، في زيارة تأتي بعد زيارة أجراها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى السعودية نهايات أبريل.

زيارة بايدن

الى ذلك، أشارت صحيفة واشنطن بوست، في مقال رأي أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتزم زيارة ​الرياض​ أواخر الشهر الجاري، بعد توقّف في ​إسرائيل​ للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، ​نفتالي بينيت​. وأشار التقرير الى أن بايدن قد يلتقي زعماء مجلس التعاون ورؤوساء دول عربية أخرى في العاصمة السعودية، مكررا بذلك معلومات متواترة أشارت الى الزيارة.

وتحدثت الصحيفة عن وجود «عاملين جديدين أثبتا أنهما سكونان حاسمين بالنسبة إلى بايدن للقيام بالزيارة: الأول هو الحرب في أوكرانيا، وحاجة بايدن إلى مساعدة السعودية في تنظيم سوق النفط، والثاني هو رغبة إسرائيل القوية في أن يقوم بايدن بتطبيع العلاقات مع المملكة»، لتوحيد الجهود لاحتواء إيران.

وأضافت : «يبدو أن الحلفاء الرئيسيين الآخرين للولايات المتحدة حريصون على أن تجدد واشنطن علاقاتها مع الرياض أيضا... زار كل من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بن سلمان، في السعودية.. لقد شجعوا بايدن على فعل الشيء نفسه».

back to top