«أوبك» نحو تعويض نقص إنتاج النفط الروسي
لتهدئة أسعار الخام المرتفعة والحد من التضخم
قد توافق روسيا على أن تعوّض دول أخرى من أعضاء «أوبك+» نقص إنتاجها حفاظاً على التحالف.
قد ترفع السعودية، وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إنتاج النفط، لتعويض نقص الإنتاج الروسي، في خطوة قد تؤدي إلى تهدئة أسعار النفط المرتفعة جدا والحد من التضخم.وقال مصدران من "أوبك+" إن المجموعة تعكف على التوصل إلى اتفاق لتعويض انخفاض إنتاج النفط الروسي، الذي تراجع بنحو مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة، نتيجة العقوبات الغربية على موسكو بعد غزو أوكرانيا.وتراجع سعر النفط 4 دولارات إلى نحو 113 دولارا للبرميل، بعد الأنباء عن احتمال رفع "أوبك" إنتاجها، لكنه ظل قرب أعلى مستوياته في 10 أعوام، بعد ارتفاعه هذا العام مقتربا من أعلى مستوى على الإطلاق عند 147 دولارا.
تعويض المنتجين
وذكر أحد المصدرين، وهو مطلع على الموقف الروسي، أن موسكو قد توافق على تعويض منتجين آخرين لانخفاض إنتاجها، لكن ليس بالضرورة أن يكون تعويضا كاملا.وأضاف المصدر: "في نهاية المطاف قد تتم الموافقة على التعويض"، لكنه قال إن القرار قد لا يتخذ في اجتماع أوبك+، التي تضم أوبك ومنتجين آخرين منهم روسيا. لكن مصدرا خليجيا من "أوبك+" أفاد بأن اتخاذ قرار بهذا الشأن "محتمل جدا" في الاجتماع الوزاري.نقص المعروض
ومع الحرب الأوكرانية، التي زادت من نقص المعروض في سوق النفط، سعت الإدارة الأميركية إلى المزيد من الإمدادات من حلفائها في الخليج، مثل السعودية، وكذلك من إيران التي تقيد إنتاجها بسبب عقوبات أميركية يمكن رفعها إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي، كما تسعى الولايات المتحدة لإمدادات نفط من فنزويلا التي ترزح كذلك تحت وطأة عقوبات أميركية. ودفعت أسعار البنزين، التي بلغت عنان السماء، التضخم الأميركي إلى أعلى مستوياته في 40 عاما، مما حد من شعبية بايدن مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، لكن بايدن يرفض حتى الآن التعامل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، باعتباره الحاكم الفعلي للمملكة. وأشار مصدر مطلع إلى أن واشنطن تريد وضوحا بشأن خطط السعودية والإمارات لإنتاج النفط، قبل زيارة بايدن المحتملة لعقد قمة مع زعماء دول الخليج.وتعقد "أوبك+" اجتماعا افتراضيا عبر الإنترنت، وسط توقعات بأن تلتزم خلاله بخطتها القائمة لزيادة الإنتاج بمقدار 432 ألف برميل يوميا، مثلما فعلت في اجتماعات سابقة متجاهلة دعوات لزيادات أكبر في الإنتاج، لكن مصدرا في "أوبك+" قال أمس إن من المرجح جدا أن توافق المجموعة على زيادة إنتاج النفط في حدود 600 ألف برميل يوميا في يوليو، وهو ما يتخطى تلك الزيادة الشهرية السابقة.تضافر التحالف
وتفيد تقديرات مختلفة بأن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا قد تؤدي إلى خفض إنتاج ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، بما يتراوح بين 2 و3 ملايين برميل يوميا، وأنتجت روسيا بالفعل أقل من حصتها المستهدفة بموجب اتفاق "أوبك+" البالغة 10.44 ملايين برميل يوميا في أبريل، إذ بلغ إنتاجها نحو 9.3 ملايين.وقال دبلوماسي غربي إن روسيا قد تكون مستعدة للموافقة على أن تعوض دول أخرى من أعضاء "أوبك+" نقص إنتاجها للحفاظ على تضافر التحالف، والإبقاء على دعم دول الخليج التي تميل لاتخاذ موقف محايد من الحرب الأوكرانية.واتفقت "أوبك+" على خفض قياسي في إنتاج النفط عام 2020، عندما قلصت جائحة كورونا الطلب بشدة، وتتراجع المجموعة تدريجيا عن هذا الاتفاق الذي ينقضي أجله في سبتمبر، وبحلول هذا الموعد لن يكون لدى المجموعة سوى طاقة إنتاجية فائضة محدودة.قدرة كبيرة
وتنتج السعودية حاليا 10.5 ملايين برميل يوميا، ونادرا ما اختبرت مستويات إنتاج مستدامة فوق مستوى 11 مليونا. والدولة الوحيدة الأخرى من أعضاء "أوبك" التي لديها قدرة كبيرة على زيادة الإنتاج هي الإمارات، ولكن التقديرات تشير إلى أن إجمالي الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى "أوبك" تقل عن مليوني برميل يوميا.وقال بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع الأولية لدى بنك "إس إي بي"، "لا توجد طاقة إنتاجية فائضة في السوق تكفي لتعويض النفط المحتمل فقده من روسيا".