مع تعاظم احتمال عودة ملف إيران الذري إلى مجلس الأمن الدولي وتفعيل العقوبات الدولية ضدها تحت بند الفصل السابع، الذي يخول استخدام القوة، أفاد «البيت الأبيض» في بيان، أمس، في ختام اجتماع بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي جيك سوليفان مع نظيره الإسرائيلي ايال حولتا بأن الممثلين عن كلا الجانبين «التزموا بتنسيق الجهود» لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وردعها عن «مواصلة أنشطتها الإقليمية العدوانية». وقال البيان إن اجتماع كبار المسؤولين تناول الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي تعزز التنسيق والأهداف، وبالتعاون بين جيوش كلا البلدين.
وأكد «استمرار التنسيق بين المسؤولين بشكل وثيق بسلسلة من القضايا ذات المصلحة المشتركة، وأنهم سيبقون موحدين ضد كل التهديدات التي تنعكس على مصالحهم الوطنية». وجاء البيان بعد نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس الأول، بياناً بأن عشرات المقاتلات الإسرائيلية نفذت مناورات جوية فوق البحر المتوسط استعداداً لهجوم طويل المدى، موضحاً أن التدريب شمل عشرات المقاتلات التي حاكت سيناريو رحلة طويلة المدى وهجوم في العمق، بما يشمل تزويد وقود جوي.وذكر أن المناورات جرت في إطار تدريب «مركبات النار» التي تستغرق شهراً كاملاً، وكجزء من الجاهزية لسيناريوهات حرب متعددة الجبهات القريبة والبعيدة في إشارة إلى استهداف المنشآت الذرية الإيرانية. وجاء البيان الأميركي والمناورات الإسرائيلية التي شاركت بها طائرات أميركية بشكل لوجستي لأول مرة، على خلفية شلل المفاوضات بين طهران والدول العظمى الرامية لإعادة قيود الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يبدو أنها على وشك الانهيار.
دفاعي إقليمي
ووسط تحذيرات غربية من أن إيران تقترب من النقطة التي ستتمكن منها من الانتقال إلى تطوير سلاح ذري بـ«الوقت الذي تريد»، أفاد تقرير لصحيفة «هآرتس» العبرية بأن اتصالات أميركية – إسرائيلية، تناولت أخيراً، ضرورة توطيد إسرائيل علاقاتها مع الإمارات «وربما مع السعودية».وأحد الاتجاهات المركزية في هذا السياق هو تشكيل منظومة دفاع جوي إقليمية، لمواجهة الصواريخ البالستية والكروز والطائرات المسيرة «الدرون» الإيرانية. وتوقعت أن تدفع زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط لتعزيز العلاقات الأمنية بين دول المنطقة.وفي هذا السياق، تطالب الولايات المتحدة إسرائيل بدعم الإمارات ودفع صادرات أمنية إليها، وإظهار انفتاح تجاه السعودية. ولذلك، يجري البحث بجدية بالغة الآن في الفكرة التي تكررت كثيرة طوال السنة الأخيرة، حول مسألة هندسة دفاع جوي، تركز على تحسين الدفاع أمام الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي تزود طهران بها الفصائل المتحالفة معها في المنطقة. ويأتي ذلك في أعقاب هجمات منسوبة لإيران، بضمنها هجمات شنها الحوثيون في اليمن، بصواريخ وطائرات مسيرة ضد منشآت نفطية سعودية وإماراتية، في السنوات الأخيرة.وتوطيد العلاقات الأمنية بين دول الخليج مرتبط بخطوة بادرت إليها الولايات المتحدة، العام الماضي، بنقلها التعاون مع الجيش الإسرائيلي إلى مسؤولية القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سانتكوم» بدلاً من قيادة أوروبا. وتزامن ذلك مع بدء المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية الون اوشفنتيس زيارة رسمية إلى البحرين على رأس وفد إسرائيلي لإجراء سلسلة اجتماعات مع قادة المنامة وبينهم وزير الخارجية عبداللطيف الزياني.تدريب بحري
في هذه الأثناء، أنهى سلاح البحرية الإسرائيلي، أمس، تدريباً واسعاً لبوارج حربية حاملة صواريخ وغواصات في البحر الأحمر، بهدف «تحقيق تفوق بحري في البحر الأحمر، من خلال الحفاظ على حرية بحرية في المنطقة وتوسيع حيز عمليات الذراع العسكري البحري». وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن الغواصة «تكوماه» من طراز «دولفين» التابعة لسلاح البحرية رست في قاعدة إيلات، أمس، بعد إبحار في البحر الأحمر.وأضاف البيان أنه في إطار مناورة «مركبات النار» التي يجريها الجيش الإسرائيلي، رافقت «تكوماه» البارجة الصاروخية «إيلات» من طراز «ساعر 5» وبارجة الصواريخ «حيتس» من طراز «ساعر 4.5» في البحر الأحمر.تسلل إلكتروني
وفي وقت تكثف إسرائيل تحركات معلنة وغير معلنة بهدف الضغط على طهران، ذكرت وكالة نادي المراسلين الشباب الإيرانية للأنباء أن مواقع إلكترونية مرتبطة ببلدية طهران توقفت أمس، مشيرة إلى تسلل سيبراني محتمل. وذكرت الوكالة أن الموقع الإلكتروني للبلدية توقف. وأضافت أن مجموعة من المتسللين نشروا تسجيلات فيديو من مركز بيانات البلدية، زاعمين أنهم سيطروا على كاميرات المراقبة بالعاصمة.أزمة الناقلات
إلى ذلك، ذكر موقع «تانكر تراكرز» أنه حدد مكان الناقلتين اليونانيتين المحتجزتين في المياه الإيرانية.وأضاف أن الناقلة، «دلتا بوسيدون»، موجودة في شمال جزيرة لارك وناقلة «برودنت وريور» في مرسى بندر عباس.واحتجزت القوات الإيرانية الناقلتين يوم 27 مايو الماضي بعدما صادرت اليونان حمولة الناقلة «بيجاس» التي ترفع علم إيران في أبريل الماضي بطلب من واشنطن، فيما دعت أثينا أمس، إلى «تحرك عالمي لتحرير الناقلات التي سيطر عليها الحرس الثوري».رفض إيراني
في المقابل، رفضت إيران أمس، بيانا صدر أمس الأول، عن مجلس التعاون الخليجي، واعتبرت أنه يهدف «لإحباط المبادرات الدبلوماسية التي تقوم بها إيران مع دول الجوار».وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة، إن إصدار مثل هذه البيانات الشكلية «يتعارض وأسس حسن الجوار».وكانت دول مجلس التعاون شددت في بيان عقب قمة وزارية على ضرورة مشاركتها في مفاوضات الملف النووي الإيراني. وأكدت ضرورة «أن تشمل المفاوضات معالجة سلوك إيران المزعزع لاستقرار المنطقة، ورعايتها للإرهاب، وبرنامجها الصاروخي».في سياق آخر، طالب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان خلال مكالمة مع نظيره السنغافوري فيفيان بالاكريشنان بـ«وضع حد للأجواء الإعلامية المفتعلة وغير البناءة خلال الاجتماع القادم لمجلس الحكام التابعة للوكالة الدولية للطاقة» الذي يتوقع أن يشهد توبيخاً لطهران.